برشلونة... مواجهة المشاكل بدل الإطاحة بالخصوم
٦ يناير ٢٠١٥لم يكن الإعلان عن إقالة مدير الكرة في نادي برشلونة أندوني زوبيزاريتا سوى النقطة التي أفاضت الكأس داخل النادي الكاتالوني الذي يتخبط في المشاكل منذ رحيل المدرب بيب غوارديولا عن النادي قبل ثلاث سنوات.
وتمت إقالة زوبيزاريتا أحد أبرز نجوم برشلونة سابقاً، بعدما تراجعت شعبيته، وأصبح شخصا غير مرغوب فيه بالنادي الكتالوني. وعزا كثير من الخبراء ذلك إلى توريطه النادي الكاتالوني في صفقات فاشلة لم يستفد منها الفريق الذي تراجعت قوته، بعدما كان إلى وقت قريب يحصد اللقب تلو الآخر، فيما خرج الموسم الماضي في البطولات التي خاضها خالي الوفاض.
ويرى كثير من الخبراء أن تراجع برشلونة بدأ يظهر بشكل جلي منذ العام الماضي، بعدما تم التعاقد مع المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو الذي فشل في توظيف نجوم الفريق بشكل يضمن مواصلة التألق الذي طبع مسيرة الفريق في السنوات القليلة الماضية، وهو ما أدى إلى خسارة الفريق إلى كثير من النقاط كلفته لقب الدوري الإسباني، بعدما كانت بدايته قوية في المراحل الأولى للدوري المحلي.
وعانى الفريق الكاتالوني خلال العامين الأخيرين من تعرض كثير من لاعبيه، ومن بينهم نجم الفريق ليونيل ميسي للعديد من الإصابات، التي قال عنها البعض أنها تعود إلى ضعف الإعداد البدني الذي يدخل ضمن أولويات الجهاز التدريبي. ولم يتحسن هذا الوضع بعد قدوم المدرب الشاب لويس إنريكي الذي لم يكتسب بعد الخبرة الكافية لقيادة فريق من حجم برشلونة.
وعلاوة على ذلك، عاش برشلونة على إيقاع الخلافات والفضائح على مستوى الإدارة. وكانت أبرز أزمة بهذا الخصوص تلك التي همت صفقة انتقال نجم المنتخب البرازيلي نيمار التي يواجه بسببها الرئيس السابق لنادي برشلونة ساندرو روسيل تهمة الاختلاس.
ويعد الخلاف بين نجم الفريق ليونيل ميسي ومدربه لويس إنريكي آخر أوجه أزمة برشلونة. فقد نقلت وسائل الإعلام الإسبانية أن خسارة زملاء ميسي أمام ريال سوسييداد 1-0 في أولى مباريات الفريق الكاتالوني في عام 2015، كانت هي الشرارة التي أشعلت الأزمة الجديدة.
ووفقا لإذاعة محلية، فإن ليونيل ميسي غير راضٍ عن الكيفية التي يُدير بها المدرب لويس إنريكي الفريق. وكان لويس إنريكي نجم برشلونة السابق، قد بدأ مباراة ريال سوسييداد دون الزج بميسي ونيمار وداني ألفيش منذ البداية في المباراة بسبب تأخرهم في العودة من عطلة أعياد الميلاد، قبل أن يشركهم بعد انطلاقة الشوط الثاني.
وذكرت الصحافة الإسبانية أن النجم الأرجنتيني ميسي لا يرى في إنريكي ذلك المدرب الذي يستحق قيادة فريق من حجم برشلونة، محملاً إنريكي تراجع أداء الفريق بسبب قراراته التي يرى ميسي أنها غير موفقة. وأكدت صحيفة "أ س" الإسبانية أن أزمة برشلونة الحالية ليست مرتبطة فقط بالهزائم بل تتعدى ذلك بكثير، مما قد يفجر الوضع داخل الفريق الذي تحول تركيزه عن الإطاحة بالخصوم وانشغل بمواجهة مشاكله التي لا تنتهي.
وتابعت الصحيفة الإسبانية أنه ورغم رفضه لبعض العروض الجدية من أندية من العيار الثقيل مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي، لم يعد مستبعدا أن يشهد العام الجاري رحيل ميسي عن برشلونة، الذي لن يستطيع إبرام صفقات شراء لاعبين جدد حتى مطلع عام 2016، مما سيزيد في تعميق الأزمة التي يبدو أن حلها في الوقت الراهن حلما بعيد المنال.