المنتخب الألماني لا يزال بعيدا عن مستواه العالمي
٣٠ مارس ٢٠١٥رغم فوز المنتخب الألماني لكرة القدم على جورجيا بهدفين دون مقابل ضمن التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2016، فقد تعرض الفريق للكثير من النقد من طرف الإدارة الفنية وأيضا من طرف وسائل الإعلام الألمانية.
فمرة أخرى عجز أبطال العالم عن إحراز عدد كبير من الأهداف أمام منتخب متواضع مثل جورجيا وتفنن لاعبوه في إضاعة الكثير من الفرص السانحة للتسجيل. وهو ما أثار غضب المدير الفني للمانشافت، يواخيم لوف الذي قال بعد المباراة:" أهدرنا مرة أخرى فرصا جيدة. بكل بساطة سجلنا أهداف قليلة جدا في هذه التصفيات". وأضاف لوف أن نسبة تحويل الفرص لأهداف يجب أن تتحسن. ويحظى عدد الأهداف المسجلة بهذه الأهمية لأن النسبة العامة قد تلعب دورا حاسما في النهاية في تحديد المنتخبات المؤهلة.
وبلغ عدد الأهداف التي سجلها المنتخب الألماني حتى الآن في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوربا 2016، تسعة أهداف، بفارق سبعة عن المتصدر بولندا وهدفين عن اسكتلندا. وتحتل ألمانيا المركز الثالث برصيد 10 نقاط بعد اسكتلندا وبولندا، علما بأن المنتخبين الأول والثاني هما اللذان يتأهلان بشكل مباشر إلى بطولة أمم أوروبا التي ستحتضنها فرنسا.
أداء غير مقنع
ولم يكن تضييع الفرص هو الانتقاد الوحيد الذي تعرض له المنتخب الألماني في مباراة جورجيا، بل إن الأداء الذي قدمه رفاق توماس مولر في تلك المباراة وخصوصا في الشوط الثاني، بدوره لم يرق للمستوى المأمول. فباستثناء الست دقائق الأخيرة من الشوط الأول، والتي قدمت فيها ألمانيا أداءً يليق ببطل العالم وتمكنت من تسجيل هدفين عبر ماركو رويس في الدقيقة 39 وتوماس مولر في الدقيقة 44، لم يقدم المانشافات أداءً مقنعا، حيث تفنن رويس ومولر وأيضا مسعود أوزيل في تضييع الفرص السهلة. وفي الشوط الثاني اكتفى المنتخب الألماني بتسيير المباراة في معظم أطوارها، دون أن يشكل خطورة حقيقية على الفريق المنافس.
وهو ما أكده لوف في التصريحات التي أعقبت اللقاء، بقوله: " كنت سعيدا بالأداء في الشوط الأول، بعدها انصب اهتمامنا قليلا على النتيجة وأضعنا العديد من الفرص السهلة"، وأضاف لوف: "إلقاء نظرة على الجدول قبل المباراة كانت كافية لإدراك خطورة الموقف. قدمنا مباراة حركية وسيطرنا على الشوط الثاني لكننا لم نهاجم مثل في الشوط الأول."
وشهدت مباراة جورجيا أيضا مشاركة ثمانية لاعبين من التشكيلة الفائزة بكأس العالم الأخيرة، من بينهم المخضرم باستيان شفاينشتايغر الذي حمل شارة عميد الفريق. كما أجرى لوف سبعة تغييرات على التشكيلة الأساسية التي تعادل بها في مباراته الودية أمام المنتخب الأسترالي، وغير من أسلوب اللعب الذي اعتمده في تلك المباراة، حيث لعب بأربعة لاعبين في الدفاع بدل ثلاثة. وهو ما سمح للاعبي الأجنحة بالصعود إلى مساندة الخط الهجومي وجعل المنتخب الألماني يتحكم أكثر في معظم أطوار المباراة، لكنه فشل بالمقابل في تحويل تلك السيطرة إلى أهداف كثيرة.
أمام المانشافت وقت كاف لاستعادة بريقه
وفي تعليقه على مباراة فريقه أمام جورجيا، قال حارس المنتخب الألماني مانويل نويير، والذي كان في راحة تامة في تلك المواجهة: "لم نستعد مستوانا بعد وعلينا أن نطور من أدائنا. لكن الوقت كاف وأنا واثق للغاية."
وأمام المنتخب الألماني فعلا بعض الوقت لتدارك الموقف، فالمباراة المقبلة في تصفيات أمم أوروبا أمام منتخب جبل طارق ستجري في شهر يونيو المقبل. ولن يكون لكتيبة يواخيم لوف من خيار سوى العودة بالفوز وبحصة عريضة أمام جبل طارق الذي يحتل المركز الأخير، حتى يتسنى لها بعد ذلك خوض المباريات الحاسمة المقبلة أمام بولندا واسكتلندا وايرلندا بمعنويات مرتفعة. وكانت ألمانيا قد اكتفت بتسجيل أربعة أهداف فقط في مرمى جبل طارق في مباراة الذهاب التي جرت في غلزنكيرشن، على عكس ما كان يتمناه يواخيم لوف.
لكن رغم كل ذلك فلا يوجد ما يدعو للقلق الكبير على مستقبل المنتخب الألماني، على حد تعبير المدافع ماتس هوميلس، الذي قال " أنا واثق مائة في المائة من أننا سنفوز ابتداء من الآن في جميع المباريات المتبقية في تصفيات أمم أوروبا".
وقد تكون حالة عدم الرضى التي عبر عنها المدير الفني يواخيم لوف بعد مباراة جورجيا مفيدة للفريق. فقد عاش المانشافت نفس الوضع قبل مونديال البرازيل بثلاثة أشهر، حيث انتقد لوف آنذاك أداء فريقه بنفس الشكل تقريبا، لكن رفاق مانويل نوير انتفضوا بعدها وقدموا مستويات كبيرة في كأس العالم وتمكنوا من الظفر باللقب العالمي.