سرّ نجاح ديتر هيكينغ مع فولوفسبورغ

في نهاية موسم (2014/2015)تمكن ديتر هيكينغ مدرب فريق فولفسبورغ من تسجيل اسمه بجدراة في تاريخ النادي، فهو أول مدرب يجلب لفولسبورغ كأس ألمانيا. وذلك بعدما فاز في المباراة النهائية لكأس ألمانيا على بروسيا دورتموند بنتيجة (3/1) يوم السبت الماضي (30مايو/أيار) . فضلا عن الموسم الرائع الذي قدمه فريقه في منافسات الدوري المحلي (البوندسليغا)،حيث كان وصيف البطل.

ومن البديهي القول إن المدرب القدير يساهم مساهمة رئيسية في تقدم فريقه. وديتر هيكينغ، من أكفأ المدربين الألمان حالياً. فقد تمكن من حجز بطاقة لفريق "الذئاب" (لقب فولفسبورغ) للمنافسة بين نخبة الأندية الأوروبية في بطولة دوري أبطال أوروبا (التشامبيونزليغ) في الموسم المقبل، بعد غياب أكثر من خمس سنوات. ولنجاح ديتر هيكينغ أسباب مختلفة، تحدث عنها مع صحيفة "بيلد" الألمانية، كما تناول أيضا حياته مع أسرته.

عندما تكون الصداقة سببا للتألق

"فرح شديد وامتنان عميق"، هو بالضبط ما شعر به ديتر هيكينغ بعد أن أطلق الحكم صافرة انتهاء مباراة فريقه أمام دورتموند، معلنا عن انتهاء آخر مباراة لهيكينغ في هذا الموسم ونيله "كأس ألمانيا". ليتوجه بعد ذلك إلى الاحتفال بإنجازه مع صديقيه المقربين جدا "ديرك بريمزه" و"تون لوكهوف".

ديرك وتون ليسا مجرد صديقين عاديين لهيكينغ، يحتاجهما وقت الضيق فحسب. وإنما هما أيضا أحد أهم أسباب نجاحه وتألقه في هذا الموسم. فولعهما بكرة القدم، كان يدفعهما -بعد نهاية كل مباراة- إلى مشاهدتها مرة ثانية برفقة صديقهما المدرب هيكينغ وتحليل كل تفاصيلها. ورغم احتجاج هيكينغ ومحاولته تأجيل التحليلات إلى حين آخر، لكن التفاوض مع صديقيه في هذا الخصوص كان مستحيلا. ليضطر بذلك إلى الجلوس مع صديقيه وتحليل المباراة بدقة ومعرفة نقاط ضعف الفرق الأخرى التي سيواجهها هيكينغ مع فريقه.

"كيرستين"سبب لتألق هيكينغ

ليس أصدقائه فحسب، بل لعائلة هيكينغ دور مهم في تألقه أيضا، فهيكينغ لديه خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و28 عاما. ولا شك أن ما حققه هيكينغ في هذا الموسم جعل أولاده فخورين بوالدهم. لكن المدرب القدير يرى أن لزوجته "كيرستين" الفضل الأكبر في ذلك. ما دفعه لوصفها بـ"رب الأسرة".

فمهمة تدريب فريق ينافس للحصول على الألقاب، كان يتطلب من هيكينغ الغياب لفترات طويلة عن عائلته. لكن كيرستين لم تجعله يشعر يوما ما بأنه مقصر تجاه عائلته. إذ كانت تقوم بجميع المسؤوليات التي كان عليه القيام بها، إلى جانب عملها أيضا. فكيرسيتين لديها مركز رياضي لتعليم اليوغا.

فنجان "الكابوتشينو" له دور في مواجهة التحديات

هيكينغ يحب عائلته كثيرا، وبعده عنها كان يزيد من صعوبة التحديات التي يواجهها كمدرب لفريق من الأندية الألمانية الكبيرة. لكن هيكينغ كان يحاول مواجهة هذه التحديات بأسلوب بسيط جدا. إذ يكفيه احتساء فنجان "كابوتشينو" في المقهى الايطالي المفضل بالنسبة له، والتجول مع كلبه "بالو" في الغابة. فالطبيعة هي أفضل مكان لديتر هيكينغ يساعده على تطوير أفكاره. وهو ما يتطابق مع شخصيته المعروفة بالتواضع.

جدير بالذكر أن هيكينغ انتقل إلى تدريب فولفسبورغ عام 2013 قادما من نورنبرغ، آنذاك كان فريق فولفسبورغ ليس في أحسن حالاته. فبعد أن نال عام 2009 لقبه الأول والوحيد حتى الآن للدوري المحلي بقيادة فيليكس ماغات؛ أصبح يصارع شبح الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية في موسم (2010/2011). لكن ديتر هيكينغ استطاع أن يعيد "الذئاب" إلى التألق وحصد لقب جديد هو كأس ألمانيا، فهل سينجح هيكينغ في حصد المزيد من الألقاب في الموسم المقبل، علما بأن عقده مع فريق فولفسبورغ ينتهي عام 2016؟