المخرج خالد الحجر: أنا جرئ و"الشوق" صادم ومؤلم
٢ ديسمبر ٢٠١٠شبه خالد الحجر، مخرج الفيلم المصري "الشوق"، الذي يتنافس مع 10 أفلام أخرى في المسابقة العربية، نهاية فيلمه "المؤلمة" بنهاية فيلم "بداية ونهاية" للمخرج للراحل صلاح أبو سيف وبطولة الفنان العالمي عمر الشريف والفنانة الراحلة سناء جميل، وقال إنهما متشابهان في كونهما نهايات "صادمة وواقعية". لكنه أكد في الوقت نفسه أن لكل مخرج طريقته، وأنه وإن تعلم من يوسف شاهين الجرأة، إلا أن وغيره من المخرجين المعاصرين تأثروا منه بأشكال متباينة.
دويتشه فيله: تشهد مسابقة الأفلام العربية في مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام منافسة بين 11 فيلما بينها فيلم مصري وحيد هو "الشوق".. ما هي فرص فوز هذا الفيلم برأيك؟
خالد الحجر: إلى الآن كل من شاهد "الشوق" أعرب عن إعجابه به، لذا أعتقد أن فرصة فوزه جيدة، لكني لم أر كل الأفلام الأخرى، كي أستطيع أن أقيم الوضع جيدا. شاهدت بعضها فقط، وهناك دول قدمت بالفعل أفلاما قوية مثل رومانيا والمجر وروسيا. وأتمنى أن يكون فيلم "الشوق" على قدم المنافسة بهذه الأفلام.
ولماذا خلا السباق من أي أفلام مصرية أخرى ؟
الأمر يتوقف على إدارة المهرجان، هي التي شاهدت الأفلام وقيَّمتها. ربما لم تكن هناك أفلام مصرية في هذا الموسم، تتوافر فيها شروط العرض أو ربما لم تكن هناك أخرى يمكن أن تمثل مصر. وربما كانت هناك أفلاما جيدة لكن تم عرضها في مهرجانات أخرى من قبل، في حين أن أحد شروط التقدم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو أن يكون الفيلم في عرضه الأول.
لماذا لم تتقدم بفيلمك في مهرجانات أخرى مثل "مهرجان كان" مثلا ؟ هل لأن فرصه في مهرجان القاهرة أفضل مثلا؟
لا، أنا عرضته مؤخرا في مهرجان صيني بالقاهرة، لأنني عندما أعرضه هنا لا يؤثر ذلك على المهرجانات الدولية الكبرى. لكن لو عرضته مثلا في دبي، لن يمكنني على المهرجانات العالمية، لأنه سيكون قد عرض خارج بلده. وأنا أفضل دائما أن يكون أول عرض في القاهرة.
#b#
حدثنا عن فيلم "الشوق".. قلت إنه سيكون صادم في جرأته.. كيف ؟
هو صادم لكن لا أعني بالجرأة أن تكون مثلا الجرأة الجنسية. لكن المعالجة الدرامية هي الصادمة وتحمل الكثير من الشجن والألم. اليوم كان العرض الأول لضيوف المهرجان الذين سيغادرون خلال يومين. كان رد فعلهم جيد جدا. شاهدت بعضهم يبكي بعد الفيلم، وقالوا إن الفيلم أحدث لديهم صدمة قوية، وهو ما يعني أن ما كنت أريد أن أقوله وصل إليهم. وهذا أهم ما في الأمر.
وماذا تقصد بالصدمة ؟ هل لأنه ينقل واقعيا حيا يعايشه المصريون ؟
القصة صادمة، والتمثيل صادم، كما أن النهاية صادمة ومؤلمة، مثل فيلم "بداية ونهاية" للمخرج يوسف شاهين، الذي تنتحر فيه الأخت بالنهاية بإلقاء نفسها المياه. دراميا أنا اعتبره مؤلما وواقعيا لدرجة أن البعض قال إنه خرج من السينما وهو يرتجف.
هناك أفلام مصرية أخرى يعتبرها النقاد صادمة أيضا مثل أفلام المخرجة إيناس الدغيدي.. كيف تقارن بين مدرستك الإخراجية ومدرستها ؟
نحن مختلفان تماما. هي لها أسلوب مختلف في معالجة المواضيع. وكل مخرج بالنهاية له طريقة مخاطبته مع الجمهور، ونحن ننتمي إلى مدرستين مختلفتين تماما. لكن أنا أحترم الجميع وأحترم كل مخرج يتعامل مع القضايا الواقعية وما يحدث بجرأة. كما أنني أحترم تعامل الدغيدي مع قضايا المرأة بطرق حتى لو كانت جريئة أو عنيفة، على الأقل هي تتمتع بنوع من الجرأة.
صف لنا طريقة التعاون بينك وبين كاتب السيناريو سيد رجب؟ هل كان هناك مثلا تدخلا من جانبك في سيناريو "الشوق"؟
سيد رجب بدأ الموضوع بقصة قصيرة نشرت في إحدى المجلات الأمريكية ثم طلبت منه أن يحولها إلى سيناريو، وكانت المرة الأولى له، ثم تحدثا مع المنتج محمد ياسين. وبالنسبة لعلاقتي بسيد، كانت العلاقة طبيعية، وكانت هناك بعض التصليحات، لكن التعاون كان طبيعيا، خاصة وأننا نعرف بعض منذ فترة، لذا كان التعاون سلسا.
درست الإخراج السينمائي في بريطانيا.. ثم عملت مع المخرج الراحل يوسف شاهين المتأثر بالمدرسة الفرنسية في الإخراج.. كيف وجدت الفارق بين المدرستين ؟
في المدرسة الفرنسية.. الفيلم ينتمي أكثر للمخرج، حتى أنهم يسمونها "المخرج صانع الفيلم"، لذلك كنا نقول مثلا "دور يوسف شاهين" أو "خالد الحجر". أما المدرسة الإنجليزية فهي أقرب للأمريكية، وتكون فيها مهمة المخرج الإخراج فقط. المخرج ليس صاحب العمل بأكمله، دوره الإخراج، وتحديد مكان الكاميرات، والتعامل مع الممثلين، لكنه لا يتدخل مثلا في الإضاءة، بعكس المدرسة الفرنسية التي يكون فيها المخرج مسيطرا.
وإلى أي مدى انعكست الدراسة الأكاديمية على رؤيتك الفنية في أعمالك السينمائية؟
أشعر أني من الناحية الدرامية مدركا أكثر لما أقوم بها. تعلمت كيفية الاهتمام بالكادر الكامل للصورة، فن الكادر وهذا الحقيقة تعلمته من يوسف شاهين، فضلا عن الاهتمام بالجلوس والبروفات الكثيرة مع الممثلين، لأخرج منهم أفضل ما لديهم، لأنهم للأسف لا يقومون بأي بروفات مع الممثلين، لذلك تجدين بعض الممثلين أحيانا أداءهم هو نفسه في كل فيلم، من الصعب أن تتركي الممثل دون توجيه.
وما هي أكثر الأفلام قربا إلى قلب المخرج خالد الحجر ؟
"أحلام صغيرة"، وهناك فيلما راقصا مع مخرج ألماني، وهناك "الشوق".
كيف ترى أفلام المخرج خالد يوسف، الذي هو امتداد من وجهة نظر الكثيرين ليوسف شاهين ؟
خالد له طريقته الخاصة والمختلفة عن يوسف شاهين، لأن له طريقته التي تعبر عنه. مهما تعلمنا من يوسف شاهين، لا أحد يمكن أن يكون نسخة منه. ما تعلمناه منه حقيقة هو أن نعبر عن أنفسنا بجرأة. كلنا شاهدنا المخرج نفسه لكن تأثرنا منه بأشكال متباينة، وهذا هو ما ينبغي أن يحدث.
وكيف تقيم حال السينما المصرية في الأعوام الخمس الأخيرة ؟
هناك حركة تجارية جيدة، وهناك أفلاما مستقلة لا بأس بها أيضا. لكن أعتقد أن الدراما التلفزيونية عليها طلب أكثر الآن.
أميرة محمد
مراجعة: عبده جميل المخلافي