القهوة بدلا من الفيسبوك.....آخر صيحات التواصل بين الطلبة الألمان
٢٨ مايو ٢٠١٠وقت الغداء في المطعم الجامعي التابع للمعهد العالي راين ماين في مدينة فيزبادن الألمانية. ففي الوقت الذي لا يزال فيه البعض بصدد تناول طعام الغداء، يعد البعض الآخر نفسه للالتحاق بالمحاضرات أو بأحد الدروس. وللحيلولة دون الإصابة بحالة من التعب والكسل بعد تناول طعام الغداء، يحرص البعض على شرب القهوة. ونظرا لضيق الوقت أحيانا، يفضل البعض شراء القهوة في أقداح مصنوعة من الورق أو من البلاستيك وأخذها معهم بدل الجلوس حول إحدى الطاولات لشرب فنجان من القهوة.
ولاستقطاب اهتمام الشباب والطلبة قام المطعم الجامعي بإدخال أقداح من نوع خاص، زينت بعبارات ومقولات ذات طابع فكاهي على غرار "حذارِ! القهوة توقظك من النوم مرة أخرى" أو "استهلاك القهوة بشكل مفرط من شأنه أن يحسن من مزاجك بشكل كبير!". حول هذه الفكرة تقول إحدى الطالبات إنها "طريفة جدا"، لافتة إلى أنها "مصدر للتسلية خلال المحاضرة". وبدأ المطعم الجامعي في تداول السلسلة الأولى، من إجمالي سبع من المنتظر إصدارها، من أقداح القهوة ذات المقولات الطريفة.
قدح من نوع خاص لدعم التواصل بطريقة طريفة بين الطلبة
وكتبت على السلسة الأولى من الأقداح خمس مقولات. ويمكن للطالب أن يضع علامة على المقولة التي يريد توصيلها كرسالة إلى زميله. وتقول إحدى الطالبات إنها كانت قد وضعت علامة أمام إحدى المقولات، لكنها لم تجرأ حتى الآن على إعطائها لأي طالبة أو طالب لا تعرفه. وكُتب على أحد الأقداح عدد من المقولات يفصلها فراغ وبإمكان الطالب وضع علامة أمام المقولة التي يريد التواصل من خلالها مع غيره من الطلاب. وعلى سبيل المثال: "أحضرت لك هذا...، لأن ابتسامتك جميلة...إن هالات عينيك قبيحتين ...وأنا أريد التصالح معك". طالبان في علوم تصاميم التواصل، غابرييله فليسك وموريتس غيميريش، هما من طورا فكرة "كتابة المقولات على أقداح القهوة" بتكليف من مصلحة الشؤون الطلابية التابع لمدينة فرانكفورت الألمانية.
وكان الدافع وراء هذه الفكرة ألا يقتصر القدح على شرب القهوة فحسب وإنما أن يكون أيضا "مصدرا للتسلية". "بالتأكيد نريد أن يستخدم قدح القهوة للتواصل وليس للشرب فحسب، بل أيضا للترويح عن النفس وتسليتها"، هكذا يصف موريتس غميريش الفكرة التي تكمن وراء تزيين أقداح القهوة بالمقولات الطريفة. من جهتها، تؤكد غابرييله فليك، مصممة قدح القهوة، أن فكرتها قد قوبلت بردود فعل إيجابية، قائلة: "أصدقاؤنا في جامعة فرانكفورت أخبرونا أن الطلاب لم يضعوا علامات فحسب على الأقداح، بل كتبوا عليها أيضا مقولات أخرى". ويلفت الطالبان إلى أن هدفهما هو تصميم أقداح قهوة تساهم في مد جسور التواصل بين الطلاب.
فكرة من الطلبة إلى الطلبة تلقى إقبالا كبيرا
ويبدو أن فكرة "أقداح التواصل" تلقى إقبالا جيدا في المطعم الجامعي التابع للمعهد العالي في مدينة فيزبادن، إلى درجة أن مستشار المعهد - حتى وإن كان فضل شرب قهوته في قدح من بلور - قد أفاض في امتداح الفكرة. ويقول: "إنها فكرة تندرج في إطار استراتيجية المطعم الجامعي في التجاوب مع حاجيات الطلاب. أرى أنها وسيلة جيدة، تلقى إقبالا كبيرا من قبل الطلبة". ويصف قدح القهوة المزين بالمقولات بأنه يضفي طابعا ترفيهيا على الرتابة التي يتسم بها الوضع في المطعم الجامعي، ويدعم تواصل الطلبة فيما بينهم.
وتعتزم مصلحة شؤون الطلبة كل ستة أشهر إصدار سلسة جديدة من أقداح القهوة. وعلى الرغم من أن هذه الأقداح لن تحل محل شبكة فيسبوك للتواصل الاجتماعي أو تتحول إلى مكتب لربط العلاقات، إلا أنه بإمكان أي طالب إسعاد شخص آخر أو تسليته من خلال إهدائه قدحا مزينا بمقولات طريفة ومليئا بالقهوة.
الكاتبة: بيانكا فون دير آو / شمس العياري
مراجعة: هشام العدم