انطلاق فعاليات مهرجان برلين السينمائي
٩ فبراير ٢٠٠٧روبرت دي نيرو، كيت بلانشيت، كلينت إيستوود، مات ديمون، أنطونيو بانديراس، ريتشارد غير، جينفر لوبيس، شارلوته رامبلينغ، إيزابيلا روسليني، أنجيلينا جولي، شارون ستون، أرثور بِنّ، فيم فاندرز وغيرهم من النجوم حلوا مساء أمس أو سيحلون في الأيام المقبلة ضيوفا على الدورة الـسابعة والخمسين لمهرجان برلين السينمائي الدولي "برليناله". ولكننا أيضا وفي دورة هذا العام التي تتميز عن دورات الأعوام الماضية بحضور كبير لنجوم عالميين، سنحتفي (ليس على البساط الأحمر، بل في فيلم الافتتاح) بنجمة غابت عنا قبل أربعة عقود وهي الفنانة الفرنسية إيديت بياف التي تعتبر واحدة من أعظم النساء في تاريخ الغناء.
ولا تقتصر دورة هذا العام التي انطلقت اليوم وتستمر لغاية الثامن عشر من الشهر الجاري على عرض 22 فيلما خاضعا للمنافسة فحسب، بل أيضا سيتم عرض أكثر من 370 إنتاجا سينمائيا من 50 دولة. ووفقا لمنظمي المهرجان، فإن الإقبال على المشاركة في مهرجان هذا العام كان منقطع النظير، فقد أكد مدير المهرجان ديتر كوسليك تسلم إدارة المهرجان لأكثر من خمسة آلاف فيلم، تم اختيار 370 فيلما منها. وأما بخصوص أعداد الجمهور المختص الذي سيرافق انطلاق فعاليات هذه التظاهرة السينمائية الدولية، فقد قال كوسليك في المؤتمر الصحفي التحضيري للمهرجان إنه يتوقع حضور 19 ألف مختص، بينهم 3800 صحافي من 116 دولة.
فيلم "الحياة وردية" ضيف الافتتاح
بعد مرور أكثر من أربعين عاما على وفاة واحدة من أشهر فنانات الغناء، الفرنسية إيديت بياف، يطل علينا المخرج الفرنسي أليفيه داهان بفيلم يعرض لأول مرة يجسد فيها مشوار هذه الفنانة الراحلة، يحمل اسم "La Vie en Rose" (الحياة وردية) ومن المتوقع أن يجلب هذا الفيلم انتباه النقاد والمراقبين. ويشارك في الفيلم بجانب الممثلة الفرنسية الصاعدة ماريون كوتيار التي تمثل دور بياف مواطنها المشهور جيرالد دي بارديو. وبإتقان كبير استطاعت الممثلة الشابة كوتيار تقمص شخصية فنية كبيرة ونقلها إلى الجمهور العريض بحزن عينيها الأبدي ومآسيها، ولكن برقّتها وصوتها الجهور. ويأتي فيلم المخرج أليفيه داهان إكمالا لأفلام السيرة التي أمطرنا بها قطاع السينما في العام الماضي. فدور السينما لم تشهد في العام الماضي وبداية العام الحالي عرض فيلم سيرة عن إيديت بياف فقط، بل تم عرض أفلام سينمائية ووثائقية جسدت شخصيات عالمية ذات شهرة كبيرة مثل جيمس براون ومارادونا ومايليس ديفيز وجاك شيراك وغيرهم.
الحرب والنساء في بؤرة الاهتمام
ومن الملاحظ أن النساء يلعبن دورا محوريا في أفلام دورة هذا العام. فبجانب فيلم الافتتاحية، سيتم عرض كثير من الأفلام التي تتعرض لحياة النساء والمشكلات التي يعانين منها. وإلى جانب هيمنة موضوعات النساء على مهرجان هذا العام، لوحظ بأن موضوع الحرب يحظى بحضور مميز. ففي أحد الأفلام الخاضعة للمنافسة، يطل علينا الممثل والمخرج الشهير كلينت إيستوود بفيلم يحمل اسم "خطابات من أيو جيما". كما أن الفيلم الإسرائيلي "بوفورت" والألماني النمساوي "المزورون" لا يبتعدان كثيرا عن موضوع الحرب الذي أصبح له وجود دائم في عالم السينما في السنوات الأخيرة. ومن الأفلام التي ستخوض المنافسات على جائزة الدب الذهبي فيلم المخرج الألماني كريستيان بيتسولد "يللا" الذي يسرد حياة شابة ألمانية شرقية يطاردها ماضيها رغم انتقالها إلى ألمانيا الغربية. أما الفيلم الصيني "زواج تويا" فإنه يحكي أيضا قصة فتاة صينية تبحث عن شريك حياة يعيلها ويعيل زوجها المريض. وكذلك فيلم الختام الذي يحمل اسم "الملاك"، فيناقش أيضا مشكلة نسائية ويتحدث عن مصير فتاة إنجليزية.
ممثلة عربية في لجنة التحكيم
في دورة العام الماضي، اختار القائمون على المهرجان، سواء عن قصد أم عن غير قصد أو ربما بغرض التجديد وجوها شابة وقع على عاتقها اختيار أفضل الأفلام. وفي هذا العام، لم يخرج مدير المهرجان ديتر كوسليك عن هذا التقليد، فنظرة سريعة على أسماء المشاركين في لجنة التحكيم تشير إلى أن رئيسها في هذا العام ليس الصيني الشاب وصاحب ايقونتي "2046" و"في مزاج الحب" وونغ كار واي، بل السينمائي العريق باول شرادر الذي يمتد تاريخه السينمائي إلى السبعينيات، عندما كتب سيناريو رائعتي المخرج مارتين سكورسيسي "سائق تاكسي" و"مثل ثور متوحش" من تمثيل الفنان المشهور روبرت دي نيرو. كما يشارك في لجنة التحكيم الممثل الألماني القدير ماريو آدولف والممثل الأمريكي فيليم دافو والممثل المكسيكي الوسيم غايل غارسيا بيرنال والصينية نانسون شي الدنماركية ماليني ستينغارد.
وبالإضافة إلى الأسماء اللامعة السابقة تشارك الممثلة الفلسطينية هيام عباس في لجنة التحكيم. وكانت الممثلة الفلسطينية قد لعبت الدور الرئيس في فيلم "العروس السورية" وكذلك في فيلم مواطنها هاني أبو أسعد "الجنة الآن" وأخيرا في فيلم المخرج العالمي ستيفت سبيلبيرغ "ميونيخ".