"العش الدافئ" : مبادرة لتوعية الأطفال بمرض الإيدز
١٩ ديسمبر ٢٠١٠لازالت حالات الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" في ألمانيا في تزايد مستمر. إذ أعلن معهد روبرت كوخ الألماني للشؤون الصحية أن عدد الإصابات بهذا المرض بلغ هذا العام حوالي 3000 حالة جديدة، ليصل العدد الإجمالي للمصابين بالإيدز في ألمانيا إلى مستوى 70 ألف حالة.
ويعد مثليو الجنس من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بهذا المرض في ألمانيا، إذ يقدر عدد الإصابات بينهم خلال عام 2010 بحوالي 2200 حالة، بينما كان عدد حالات العدوى بالفيروس عبر العلاقات الجنسية الأخرى في حدود 580 حالة.
وعلى صعيد العالم العربي فيبدو أن الأمر يختلف عما هو عليه في ألمانيا، إذ يؤكد الدكتور علي المضواحي المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط، أنه من الصعب الحصول على معلومات مضبوطة عن عدد حالات الإصابة بهذا المرض. ومع إشارته إلى أن عدد الحالات المسجلة هو في مستوى 525 ألف حالة فانه يشير أيضا الى الإشكاليات المختلفة وصعوبة „الحصول على إحصائيات عن مرض له وصمة سلبية في المجتمع".
"الفئات الهشة مهددة بالمرض"
في المغرب مثلا يؤكد الدكتور أحمد الدريدي المنسق الوطني في جمعية محاربة الإيدز في المغرب أن انتشار هذا المرض في المغرب يتفشى في الفئات الهشة من المجتمع "كعاملات الجنس ومتعاطي المخدرات"، ويشير الخبير المغربي في الوقت ذاته إلى أن خطورة هذا المرض تكمن "في سرعة زحفه التي تفوق جميع الجهود المبذولة لمكافحته".
أما في سوريا فترى الدكتورة رائدة الجراح، مديرة مركز المشورة الصحية والمسؤولة عن الصحة الإنجابية، أنه رغم انخفاض نسبة انتشار هذا المرض فإن هناك جهل كبير في أوساط الشباب بهذا المرض أوحول كيفية تعامل الأطباء مع المرضى وفي هذا السياق تقول الخبيرة: "نتعامل مع الشخص المصاب بسرية تامة ونسعى لدعمه نفسيا وعدم عزله".
وعن تجربته مع هذا المرض يروي شاب يمني، أبو مهند، الذي تم اكتشاف إصابته بالإيدز عن طريق الصدفة ويقول: "كنت أعاني من تضخم في العقد اللمفوية وعندما ذهبت لإجراء بعض الفحوصات الطبية تم اكتشاف إصابتي".
إصابة أبو مهند بفيروس نقص المناعة المكتسب دفعه في البداية إلى الانعزال عن المجتمع ويتذكرالشاب اليمني تلك الفترات العسيرة الأولى بعد اكتشاف مرضه قائلا "عانيت كثيرا في البداية". غير أنه يشير إلى وجود تحول ما في المجتمع حيث تغيرت بعض الأحكام المسبقة "وأصبحت هناك فحوصات خاصة بهذا الداء وأصبح علاجه مجانا". أما الشيء الوحيد الذي لم يتغير بعد فهو النظرة السلبية العامة تجاه هذا المرض "فرغم كل الجهود المبذولة لنشر الوعي في المجتمعات العربية فانه يصعب تغيير نظرة المجتمع تجاه المصابين بهذا الداء بين يوم وليلة" على حد قول أبو مهند.
لا يقتصر الجهل بحقيقة هذا الداء على مجتمع معين دون آخر كما يقول الخبير العربي المضواحي، وقد دفع هذا الوضع منظمة الصحة العالمية إلى اعتماد استراتيجية جديدة عامة تهدف إلى خفض معدلات الإصابة بالعدوى "تعتمد على ثلاثة أسس وهي الوقاية و العلاج واحترام حق الأخر في الحياة دون تمييز"
حالات الإيدز بين الأطفال
في ألمانيا أيضا، ورغم حملات التوعية الكثيرة في مواجهة العدوى، فإن الجهل بكيفية انتشاره والوقاية منه كبير جدا، و هومايثير قلق مارتن كونته أحد مؤسسي مبادرة Nestwärmer أي"العش الدافئ" حيث يرى أنه "من المرعب أن تصل حالات الجهل بهذا المرض إلى اعتقاد الكثيرين بأن انتقال المرض يتم عبر اللمس مثلاً".
مبادرة "العش الدافئ" الألمانية تسعى الى العناية بالأطفال المصابين بهذا المرض في دور حضانة تضم 41 طفلا، نصفهم من حاملي الفيروس. وتهدف المبادرة إلى دمج الأطفال المصابين مع غيرهم من الأطفال، والعمل على إخراجهم من عزلتهم كما تؤكد السيدة أنتيا، إحدى المربيات في الحضانة التابعة لهذه المبادرة في حديثها مع دويتشه فيله لأن "الإيدز يختلف عن غيره من الأمراض كونه غير ظاهر، ومن الصعب على الأطفال تحديد الأشخاص المصابين به". وتسعى المربية أنتيا إلى توعية الأطفال عن كيفية انتشار العدوى بأسلوب يتناسب مع أعمارهم.
دالين صلاحية
مراجعة: عبدالحي العلمي