الصليب الأحمر يعتبر الوضع في سوريا حربا أهلية، ولافروف يتهم الغرب بالابتزاز
١٦ يوليو ٢٠١٢أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الاثنين (16 يوليو/ تموز 2012، أنها باتت تعتبر المعارك في سوريا حربا أهلية وتؤكد لكل الأطراف أن "القانون الدولي الإنساني يجب أن يطبق". وقال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الكسيس هيب لوكالة فرانس برس الاثنين "هذا الأمر ليس جديدا. أبلغنا سابقا الأطراف وفي نيسان/ أبريل قلنا أن وضع نزاع مسلح غير دولي ينطبق على ثلاث مناطق محددة، لكن الآن وفي كل مرة تحصل فيها أعمال حربية يمكننا رؤية ظروف يمكن أن تحدد على أنها نزاع مسلح غير دولي" وهي التسمية الدبلوماسية للإشارة إلى حرب أهلية.
وأضاف الناطق في جنيف أنه في هذا الإطار "يأخذ القانون الدولي الإنساني أولوية في كل مرة تحصل فيها أعمال حربية". وهذا القانون يحدد ظروف حماية السكان المدنيين لكن أيضا "حماية أشخاص أوقفوا القتال، على سبيل المثال الجرحى وكذلك الظروف التي يمكن أن يكونوا معتقلين فيها"، على حد قوله. وقد طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بانتظام السلطات السورية باحترام الجرحى في مراكز العناية وتامين وصول مندوبيها للقاء المعتقلين في مختلف مراكز الاعتقال.
من جهة أخرى طلبت المغرب من السفير السوري لديها مغادرة أراضيها على الفور، معتبرة إياه شخصا غير مرغوب فيه. وفق ما أكد بيان لوزارة الخارجية والتعاون المغربية ظهر الاثنين، مبدية احتجاجها على الوضع في سوريا وأنه "لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه".
لافروف يهاجم الغرب
وفي موسكو قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، اليوم الاثنين أمام مجموعة من الصحافيين، إن موقف بعض الدول الغربية قد يتسبب في اندلاع حرب أهلية في سوريا، وذلك بإصرار هذه الدول على إصدار مجلس الأمن الدولي عقوبات ضد النظام السوري.
وأضاف الوزير الروسي أنه من غير الواقعي أن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم في الوقت الذي تقف وراءه غالبية الشعب السوري.
كما اتهم لافروف الدول الغربية بممارسة "الابتزاز" على بلاده لحملها على تأييد عقوبات في مجلس الأمن الدولي ضد النظام السوري.، مشيرا إلى أن الغرب وضع روسيا أمام خيار ما بين تأييد فرض عقوبات أو أن "يرفض تمديد تفويض بعثة المراقبين" الدوليين إلى سوريا. وتابع "نعتبر أن هذه المقاربة غير مثمرة إطلاقا وخطيرة لأنه من غير المقبول استخدام المراقبين كورقة ضغط".
تأتي هذه التصريحات قبل لقاء لافروف مع كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لتسوية الأزمة السورية لبحث آخر تطورات الوضع في سوريا.
وأعرب لافروف عن رفضه للانتقادات الموجهة لرفض روسيا والصين فرض عقوبات ضد النظام السوري مؤكدا أن بلاده لا تدعم جانبا بعينه في الصراع وأضاف: "لا ندعم بشار الأسد، لكننا ندعم ما اتفق عليه الجميع متمثلا في خطة كوفي عنان وقرار مجلس الأمن الدولي (الذي أعرب عن دعم المجتمع الدولي لخطة عنان) وبيان جنيف. ونحن ندعم هذه الوثائق بكافة بنودها".
تجدد الاشتباكات في دمشق
ونقلت وكالات الأنباء اليوم الاثنين نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مصطفي شاكوش، حارس مرمى منتخب سوريا ونادي تشرين لكرة القدم، قد اعتقل من قبل الأجهزة الأمنية السورية، أمس الأحد في مدينة اللاذقية، لمواقفه المؤيدة للثورة السورية.
من جهة أخرى نقلت وكالة رويترز عن نشطاء قولهم إن اشتباكات عنيفة اندلعت، اليوم الاثنين، بين معارضين وقوات الحكومة في العاصمة السورية دمشق لليوم الثاني على التوالي مما دفع المئات إلى الفرار. وأضاف أحد النشطاء مشيرا إلى اثنين من أحياء دمشق "هناك اشتباكات الآن في الميدان والزاهرة. أحرقت سيارتان". وقال ناشط آخر إن أعمال عنف اندلعت أيضا في حي التضامن بجنوب العاصمة. وفي وقت مبكر من صباح اليوم شوهدت طوابير من العربات المدرعة في الطريق الرئيسي المؤدي إلى حي التضامن.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان أن "حشودا أمنية وعسكرية اتجهت بعيد السادسة صباحا إلى حي الميدان في دمشق عبر طريق المتحلق الجنوبي" وتضم شاحنات عسكرية مليئة بالجنود و"ثلاثة مدافع مسحوبة مع العربات ومغطاة بشادر أبيض".
وذكر نشطاء أن أعمال العنف التي وقعت أمس الأحد كانت الأعنف في العاصمة منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل 17 شهرا.
(ف ي/ أ ف ب، رويترز، د ب ا)
مراجعة: عبده جميل المخلافي