الصداع النصفي لدى الأطفال يحتاج إلى علاج طويل
٢٧ أغسطس ٢٠٠٧العادات اليومية الخاصة بالتغذية الخاطئة والضغط العصبي الناتج عن المشاكل الاجتماعية وقلة الحركة والإغراق في الاستثارة عبر ألعاب الكمبيوتر والتلفاز تعد مجتمعة من أهم أسباب الإصابة بالصداع النصفي بين الأطفال الفقراء والأغنياء، كما ترى أستريد غيندولا رئيسة قسم علاج الصداع في "المستشفى الجامعي" في مدينة ايسن الألمانية. وتضيف غيندولا أن ما يزيد من انتشار هذه الإصابات هو أن الأسر الفقيرة لا تأخذ أعراض الصداع النصفي لدى أطفالها على محمل الجد، وتضيف الطبيبة الألمانية بالقول:"مما يؤدي إلى عدم استفادة هذه الأسر من الفرص الصحية المتاحة وعدم استشارة الأطباء المعنيين بالشكل الكافي، وذلك رغم وجود أعراض نمطية واضحة".
الأعراض الأولية للمرض
وعن طبيعة أعراض إصابة الأطفال بالمرض قالت غيندولا خلال حلقة علمية أجريت مؤخرا في مدينة دوسلدورف الألمانية وتناولت موضوع الصداع النصفي: "إضافة إلى آلام الرأس، يصبح لون الأطفال شاحبا وتزداد شكواهم من المغص و الغثيان والدوار، مع الإصابة بفقدان الشهية والإعياء الشديد".
وتشير الطبيبة الألمانية إلى إمكانية التخفيف من هذه الأعراض بسهولة في سن الشباب وذلك من خلال تغيير العادات المعيشية، وقالت إن محاولة الاسترخاء وتغيير النظام الغذائي والتحرك بشكل كاف إضافة إلى تنظيم النوم يساعد كثيرا في التخلص من هذه الآلام.
خمسة بالمائة من أطفال أمريكا مصابون بالصداع النصفي
وتقدر بعض الدراسات الطبية الأمريكية أن نحو خمسة في المائة من الأطفال والمراهقين الأمريكيين مصابون بالصداع النصفي. ويبدأ الصداع النصفي التقليدي بمرحلة الهالة إذ يشاهد المريض بقعا أو نجوما أو خطوطا متعرجة أمام عينيه. ويصبح بعدها المريض أكثر تحسساً حساسا للروائح والضجيج. وفي حالات عدة يستقر الألم في جانب واحد من الرأس أو كلا الجانبين ويكون مستمرا أو متقطعا. الجدير بالذكر أن الأعراض الأخرى المصاحبة للمرض تعد السبب الرئيسي لشكوى الأطفال، وليس وجع الرأس وحده.
وتتراوح هذه الأعراض بين الغثيان وألم البطن والإسهال وزيادة التعرق وبين احمرار الوجه والحساسية للضوء والضجيج أثناء وقبل النوبة. وتكون الاستجابة التقليدية للطفل عند إصابته بالنوبة انعزاله عن الآخرين. وتستمر نوبة الصداع النصفي عند الطفل من ساعة إلى 12ساعة، مقارنة بالكبار الذين تتراوح لديهم من 4 إلى 72 ساعة.
سبل علاج المرض
يضع الأطباء برنامج علاجي للأطفال بغية تغلبهم على الآم المرض وأعراضه، التي تحد من حيويتهم وتفاعلهم مع الآخرين. وبعد أن يخضع الطفل لفحص جسدي كامل ويتم تشخيص إصابته بالصداع النصفي يقوم الطبيب بوضع خطة علاجية تتكون من ثلاثة بنود. في البدء يجب على الطبيب شرح طبيعة المرض المزمنة للطفل وذويه. ثم يطلب من الأهل تدوين سجل كامل لذكر تفاصيل الحياة اليومية للطفل وفترات حدوث الصداع. وهذا السجل يساعد الطبيب في معرفة فيما أن كان الصداع مرتبطاً ببعض الأوضاع أو النشاطات اليومية أو الأغذية، أو فيما أن كان مرتبطاً بأوقات محددة. وبهذه الطريقة يتم تحديد المؤثرات المسببة لنوبات الصداع.
كما أن برنامج العلاج يشمل إعطاء المريض بعض المسكنات مع إراحته في غرفة ساكنة مظلمة. وفي حالة تكرار نوبات الصداع، يتم اللجوء إلى جرعات يومية مستمرة من أدوية أخرى كمضادات ارتفاع ضغط الدم ومضادات الاكتئاب.