Irakischer Ministerpräsident besucht Berlin
٢٢ يوليو ٢٠٠٨بمناسبة زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى برلين ولقاءه اليوم بالمستشارة الألمانية انجيلا ميركل والمسؤولين الألمان، أعربت الأوساط السياسية والاقتصادية الألمانية والعراقية عن أملها في عودة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين ألمانيا والعراق إلى سابق عهدها، مشيرة إلى توافر فرص تعزيز وتوطيد هذه العلاقات في الوقت الحالي. في هذا السياق قال أكسيل نيتشكه رئيس شئون التجارة الخارجية في مجلس غرفة التجارة والصناعة الألمانية: "لقد كانت ألمانيا بالنسبة للعراق أحد أهم الشركاء التجاريين على الإطلاق خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي، وبوسعنا توثيق هذه الشراكة مرة أخرى". ويأتي تبادل الزيارات بين بغداد وبرلين في هذا الإطار، كما أنه تم تفعيل في بداية هذا الشهر تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة برئاسة وزيري الاقتصاد الألماني والصناعة العراقي.
تمتلك الشركات الألمانية خبرة كبيرة في العمل في العراق من قبل أن تتدهور الأوضاع في هذا البلد وتضطر هذه الشركات لمغادرته. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أشار إلى خبرة هذه الشركات، حين قال في مقابلة مع مجلة "شبيجل" الألمانية قبل أيام " نحن في مرحلة البناء والشركات الألمانية معروفة بعملها الجيد والناجح"، معربا عن رغبة حكومته في مزيد من الاستثمارات الألمانية في بلاد الرافدين. يذكر أن مصادر بوزارة الاقتصاد الألماني كانت قد أفادت بأن الشركات الألمانية تسعى للحصول على صفقات في إطار مشاريع إعادة إعمار العراق وأن هناك خططا لإشراك الشركات الألمانية في عمليات استخراج النفط والغاز بالإضافة إلى تطوير شبكة التيار الكهربائي.
توسيع الشراكة يتطلب مجهودا كبيرا
وفي الوقت الذي أكد فيه المسؤول في غرفة التجارة والصناعة الألمانية، في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية الصادرة اليوم الثلاثاء، إلى إمكانية توسيع التعاون الاقتصادي و توثيق الشراكة القديمة بين بلاده والعراق مرة أخرى، لم ينس أن يلفت النظر إلى أن ذلك سوف يتطلب مجهودا كبيرا. فالعراق حاليا ـ على حد قوله ـ يأتي في المركز رقم 100 في قائمة شركاء ألمانيا في مجال التجارة الخارجية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن حجم التجارة الألمانية مع العراق العام الماضي بلغ نحو 320 مليون يورو، لكن نيتشكه يتوقع أن تزيد معدلات التبادل التجاري عن عشرة بالمائة خلال الأعوام المقبلة.
قطاع الطاقة الواعد يغري الشركات الألمانية
ومن ناحية أخرى أشار نيتشكه إلى أن العراق بدأ في إنعاش تجارته في مجال النفط مرة أخرى، موضحا أن هناك إقبال من الجانب العراقي على التكنولوجيا الألمانية في مجال إنتاج النفط. وأكد نيتشكه في ذات الوقت على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه النفط في إحياء النشاط الاقتصادي في العراق. وفي الواقع هناك مجالات عمل مغرية بالنسبة للشركات الألمانية في هذا البلد الذي يحتل المرتبة الثالثة في الاحتياطي العالمي من النفط والخامسة من الغاز. في الوقت الذي تقفز فيه أسعار النفط من رقم قياسي إلى آخر تزداد أهمية السوق العراقية بالنسبة للاقتصاد الألماني. وتبدي الشركات الألمانية اهتماما كبيرا بسوق الطاقة العراقي الواعد.
الأوضاع الأمنية المتدهورة تشكل عقبة كبيرة
لكن إلى جانب قطاع الطاقة هناك مجالات أخرى يمكن للشركات الألمانية أن تستثمر فيها بشكل جيد مثل المواصلات والنقل، مواد البناء مثل الاسمنت والحديد، بناء محطات الطاقة وشبكات الكهرباء وكذلك الآلات الزراعية والصناعية ومجالات أخرى كثيرة. في هذا السياق أشار نيتشكه إلى أن مجال البناء وإعادة تأسيس البنية التحتية في العراق من الممكن أن يكون مجالا مربحا للشركات الألمانية.
لكن تظل الأوضاع الأمنية المتدهورة في العراق ـ كما يقول نيتشكه ـ تشكل "عقبة كبيرة أمام العلاقات الاقتصادية بين البلدين" وأمام عودة الشركات الألمانية إلى هذا البلد والعمل فيه بحرية، مما يدفع الكثير من الشركات لإدارة أعمالها من الأردن مع شركاء في العراق. يذكر أن تحذير وزارة الخارجية الألمانية من السفر إلى العراق مازال قائما، نظرا لخطورة الوضع على عمل المواطنين الألمان في العراق.