Heißes Pflaster - deutsche Geschäftsleute im Irak
١٩ فبراير ٢٠٠٩لا يكاد ضجيج آلات الحفر والبناء يتوقف في مدينة أربيل شمال العراق، فالشمال الكردي بدأ بالازدهار في ظل الأمن النسبي في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى تدفق الاستثمارات الأجنبية. وعلى الرغم من أن بعض رجال الأعمال الألمان يبدون غير مدركين للإوزة التي تبيض ذهباً في العراق، فقد كان أدوارد ميتسه، وهو مدير مكتب هندسي كبير في مدينة دوسلدورف الألمانية، أحد القلائل الذين انتهزوا الفرصة لدخول معترك التنافس في هذه المنطقة.
وعن تجربته يقول ميتسه: "يأتي الكثير هنا إلى شمال العراق طمعاً في ربح سريع، لكنهم سرعان ما يعودون بخفي حُنين. حتى بالنسبة لنا لم تكن معظم المشاريع كافية للاعتقاد بأننا سنذهب للعراق ونجني المال اللازم لخلق فرص عمل في ألمانيا". ويضيف ميتسه أن مكتبه يهدف إلى الربح طويل الأمد وأنه سيستخدم شمال العراق كنقطة انطلاق لجنوب البلاد أيضاً.
تعقيدات روتينية
من جانبه يعترف هيلموت غنيديش من شركة تيرامار، التي تتخذ من مدينة هامبورغ مقراً لها، بأن دخول السوق العراقي عموما يتطلب من المرء التحلي بالصبر وطرق سبل غير معتادة. ويضيف غنيديش، الذي عمل لفترة تزيد عن 30 عاماً في السوق العراقي في مجال بيع الطابعات والشاحنات والحافلات، قائلاً: "لا يمكن فعل أي شيء هنا من دون علاقات شخصية، فيتوجب على المرء هنا أن يقابل الزبائن وأن يقوم بزيارات دورية للوزارات وحتى للزبائن نفسهم، وإلا لن يستطيع المرء تدبر أموره." ويضيف غنيديش أن بناء علاقات مع شخص يتطلب من عشر إلى خمسة عشر زيارة وهذا الأمر يكلف الكثير من الوقت والمال.
إقبال ضعيف رغم المزايا
وتعد هذه التعقيدات من أسباب ضعف إقبال الشركات الألمانية على العمل العراق على الرغم من الاستثمارات الواعدة فيه. ويوجد في الوقت الراهن 20 شركة فقط في العراق تعمل القليل منها بطواقم ألمانية. ولا يعود سبب هذا إلى الوضع الأمني فقط، فشمال العراق لم يتعرض لأي تفجيرات أو هجمات منذ ما يقرب من عامين. يذكر هنا وزير الاقتصاد السابق ميشائيل غلوز كان قد أعتبر، خلال زيارته الصيف الماضي لبغداد، إن العراق بأكمله أصبح يتمتع بالأمن والاستقرار، على الرغم من ارتدائه خوذة وسترة واقية للرصاص خلال الزيارة.
ومن مزايا عمل الشركات الألمانية في شمال العراق أيضاً عودة آلاف الأكراد وعائلاتهم الذين لجئوا لألمانيا إبان حكم صدام إلى شمال العراق، حيث يتكلم معظمهم اللغة الألمانية ويحملون شهادات حصلوا عليها هناك. وغرس هؤلاء المهاجرون عند عودتهم لشمال العراق خصال الدقة والثقة، والتي شكلت عوامل جذب للشركات الألمانية.
دولتين مختلفتين
لكن غنيديش لا يشاطر الوزير الألماني السابق تفاؤله، معتبراً كردستان وبقية العراق دولتين مختلفتين، إذ يقول موضحاً: "لدينا مكاتب في بغداد والحلة والبصرة، والموظفون المحليون العاملون هناك لا ينصحوننا بالسفر إليها، الأمر الذي لا يسمح لنا بإجراء أعمالنا بشكل صحيح، حيث يتطلب عملنا مقابلة الناس وجهاً لوجه".
ومن جهة أخرى دفع تردد الشركات الأجنبية في دخول السوق العراقية بنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إلى التحذير من تأخرها في الدخول للعراق وما سينتج عنه من عدم حصولها على ما تتمناه هناك. لكن المسؤول العراق يستدرك ويشير إلى المصاعب التي تواجهها هذه الشركات، قائلاً:"أن شح البيانات الاقتصادية والفساد المتفشي والمعطاءات المبهمة تقف عائقاً في وجه الكثير من المستثمرين الراغبين في الاستثمار في العراق، في حين أن الاعتماد على صدق العقود والثقة بالدفع ليس مسلماً بها".
آفاق مستقبلية واعدة
لكن المدير الألماني غنيديش يعلق قائلاً: "لم يفت الوقت حتى الآن لدخول العراق، لكن المرء بحاجة لوقت طويل لكي يخطط لكيفية إجراء الأعمال هنا. ولهذا يجب البدء بذلك الآن". وللتعزيز من مكانتها في العراق على المدى البعيد تنوي الشركة التي يعمل بها غنيديش الاستثمار في تدريب الشباب الكردي. ويعتقد دبلوماسيون أن العقود الحكومية هي السبيل الأكثر أماناً في العراق.إذا النجاح في العراق بحاجة للوقت وللتحضير الجيد وبحاجة أيضاً لإدراك المخاطر وللعلاقات الممتازة، وهو ما يؤكده رجال الأعمال الألمان هناك.