"الربيع العربي" في مهرجان برلين السينمائي
٢٦ سبتمبر ٢٠١١وصل فينسنتسو بوغنو، ممثل مهرجان برلين السينمائي الدولي ومدير صندوق دعم السينما الدولي، إلى القاهرة يوم الخميس الماضي (22/9) لعقد عدة لقاءات مع سينمائيين مصريين للتعرف على أحدث ما ينتج سينمائيا في مصر، واختيار الأفلام المرشحة للدورة القادمة من مهرجان برلين السينمائي الدولي، وفتح قنوات التعاون والدعم من قبل المهرجان وصندوق دعم السينما الدولي التابع له، والتعريف بشكل مفصل ومباشر بمهرجان برلين السينمائي الدولي.
في الندوة التي أقيمت بمعهد غوته بالقاهرة والتي أدراها الناقد السينمائي علاء كركوتي ظهرت "بوادر دعم واضح من مهرجان برلين السينمائي الدولي للسينما العربية بشكل عام، والسينما المصرية بشكل خاص". ويضيف كركوتي في حواره مع دويتشه فيله أن "هناك اهتماما من المهرجانات الدولية للأفلام العربية الجيدة في الوقت الراهن"، ويتوقع الناقد المصري أن يتم عرض عدة أفلام عربية في دورة البرلينالا المقبلة في فبراير / شباط 2012.
وتدعم عدة جهات حكومية وثقافية "صندوق السينما" التابع للبرلينالا، من هذه الجهات محطة دويتشه فيله ومعهد غوتة ووزارة التعاون الاقتصادي والتنمية ووزارة الخارجية الألمانية. ويقدم الدعم في مجال الإنتاج بشكل عام والتوزيع السينمائي داخل ألمانيا للأفلام الروائية الطويلة والوثائقية، ويركز الصندوق على مناطق أمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط ووسط آسيا وجنوب شرق آسيا ودول الكاريبي ودول القوقاز.
وكان مهرجان برلين السينمائي شهد عرض فيلمين مصريين خلال العقد الماضي بالكامل هما "عمارة يعقوبيان" للمخرج مروان حامد عام 2006، و"جنينة الأسماك" للمخرج يسري نصر الله عام 2008 الذي حصل على دعم مالي من المهرجان لإنتاجه.
"الربيع العربي" والسينما"
ولا شك أن "الربيع العربي" قد خلق اهتماماً عالمياً بالسينما العربية، مثلما تجلى في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي، حيث عرض فيلمان مصريان، الأول بعنوان "18 يوم" يضم عشرة أفلام قصيرة لعشرة مخرجين يقدمون رؤيتهم لأحداث الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، والفيلم الثاني بعنوان "صرخة نملة".
وكان فيلم "18 يوم" قد أثار ضجة كبيرة بين النقاد نظراً لأن هذا الفيلم الذي مثل مصر "الثورية" في مهرجان "كان" شارك فيه مخرجان يُحسبان على النظام السابق، وهما شريف عرفه ومروان حامد. حول ذلك يقول كركوتي في حديثه لدويتشه فيله أنه لا بد من التمييز "بين من تعاون مع النظام وقام بتجميل صورته، وبين من كان جزءاً من النظام. عرفة وحامد قَبِلا بتجميل صورة النظام، لكنهما لم يكونا جزءاً منه أو من أنصاره".
ويرى كركوتي أن الفيلم به "تفاوت في المستوى الفني والمضمون، ولكنه عموماً فيلم جيد الصنع". أما الفيلم الآخر، "صرخة نملة"، فيفضح موقفاً انتهازياً من الثورة، يقول الناقد المصري. فالفيلم لا علاقة له بالثورة، وكان عنوانه في البداية "الحقنا يا ريس"، أي أنه "يتوجه بنداء إلى رئيس الجمهورية لإنقاذ البلد، ثم أصبح الفيلم بعد 25 يناير فيلماً عن الثورة".
سمير جريس
مراجعة: يوسف بوفيجلين