الدبلوماسية الأميركية تواجه إخفاقا أمام التصعيد في لبنان
٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤أكد الرئيس الأميركي جو بايدن الذي سيشارك الثلاثاء والأربعاء في نيويورك للمرة الأخيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الإثنين أنه "يعمل على احتواء التصعيد" في لبنان حيث كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته الدامية موقعا مئات القتلى بينهم أطفال.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين خلال استقباله في البيت الأبيض رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، "نعمل على احتواء التصعيد بما يمكّن الناس من العودة إلى ديارهم بكل أمان" في شمال إسرائيل فيما اضطر عشرات آلاف السكان الى الفرار بسبب نيران حزب الله.
من جهته، أعلن مسؤول أميركي أن واشنطن بصدد تقديم "أفكار ملموسة" لخفض التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان وإيجاد حل دبلوماسي للنزاع.
فشل في استخدام وسائل الضغط
لكن يبدو أن الأحداث تتسارع بدون أن تتمكن الولايات المتحدة من فعل الكثير، حيث فشلت في اللجوء إلى وسائل الضغط الرئيسية على حليفتها، وهي تسليم الأسلحة.
ورفض جو بايدن وهو من أشد داعمي إسرائيل، حتى الآن استخدام هذه الورقة باستثناء تعليق تسليم قنابل في أيار/مايو ويبدو أنه من غير المرجح أن يغير استراتيجيته مع اقتراب الانتخابات الأميركية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر.
وأعلنت الولايات المتحدة في الوقت نفسه إرسال "عدد صغير" من الجنود الإضافيين الى الشرق الأوسط ردا على تصاعد التوترات الإقليمية.
ونشرت الولايات المتحدة آلاف الجنود في المنطقة بالإضافة إلى سفن عسكرية وطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي تهدف إلى حماية إسرائيل والقوات الأميركية هناك.
وفيما انتقلت جبهة الحرب في الأيام الماضية الى لبنان ، وعد حزب الله، المدعوم من إيران، بمواصلة "جبهة الإسناد" لقطاع غزة على الحدود الشمالية لإسرائيل مؤكدا أن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة".
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
موجة تفجيرات أجهزة اتصال
وازدادت حدة تبادل النيران بين إسرائيل وحزب الله منذ موجة تفجيرات أجهزة اتصال يستخدمها عناصر من حزب الله نسبت الى إسرائيل، التي لم تؤكد أو تنفي مسؤوليتها.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها لم تعلم مسبقا بذلك، داعية الى الهدوء.
وللمفارقة، فإن تفجيرات أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصر حزب الله وقعت في أوج زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للقاهرة حيث كان يحاول إعادة إطلاق المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس في قطاع غزة.
يذكر أن حركة حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
في واشنطن، لا يخفي مسؤولون أميركيون في مجالسهم الخاصة استياءهم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يفعل كل ما يريده محاولا الحفاظ على استمراريته السياسية.
وأكد نتانياهو الإثنين أن إسرائيل تقوم بتغيير "موازين القوى" في جنوب لبنان مضيفا أن "إسرائيل لا تنتظر التهديد، بل تستبقه".
الوصول إلى "طريق مسدود" للدبلوماسية الأميركية
وقال مايكل حنا، مدير البرامج في مجموعة الأزمات الدولية، إن الدبلوماسية الأميركية راهنت بكل شيء، بدون جدوى، على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وهو السبيل الوحيد بالنسبة إليها لتحقيق الحل في شمال إسرائيل.
لكن يبدو أن "هذا الأمر وصل إلى طريق مسدود، والجهود المبذولة للفصل بين الاثنين، التوصل إلى اتفاق بين حزب الله وإسرائيل فيما تستمر الحرب في غزة، أثبتت أيضا أنها وصلت إلى طريق مسدود"، كما أضاف.
كما أن أجندة السياسة الأميركية زادت من تعقيد الأمور بحيث تخوض نائبة الرئيس كامالا هاريس التي خلفت جو بايدن في السباق الرئاسي بعد انسحابه منه، حملة صعبة في مواجهة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
وتحاول إدارة بايدن جاهدة التوصل إلى اتفاق في غزة قبل الانتخابات الرئاسية لتجنب حرب شاملة وإعطاء انطباع بالفوضى، لكن قلة من المراقبين ترى أنها مسعدة لاتخاذ إجراءات جذرية ، على سبيل المثال بشأن الأسلحة، مع اقتراب موعد الانتخابات لهذا الحد.
وأضاف حنا "من غير المبالغ فيه القول إن برنامج الأعمال السياسي الأميركي قد يكون أدى دورا في اتخاذ القرار الإسرائيلي بشأن التوقيت الذي تم اختياره لتوسيع نطاق" النزاع الى لبنان.
ع.ج.م/ح.ز/م.س (أ ف ب)