DW تتحقق: هل انفجرت هواتف وحواسيب وألواح شمسية في لبنان؟
٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤يبدو أن الهجمات التي وقعت (يومَي الثلاثاء والأربعاء 17 و18 سبتمبر / أيلول 2024) في لبنان باستخدام أجهزة اتصالات لاسلكية من نوع البيجر والووكي توكي، استهدفت أعضاء في حزب الله وسقط ضحيتها مدنيون أيضا. ويحمِّل الحزب إسرائيل المسؤولية عن هذه الهجمات التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 37 شخصاً وإصابة حوالي 3000 شخص.
وفي أعقاب الانفجارات انتشرت صور زائفة وفيديوهات خادعة وادعاءات كاذبة عبر الإنترنت تزعم أنها جزء من التغطية الإخبارية لتلك الأحداث.
فريق DW تحقق من هذه الادعاءات وتتبع الحقائق، وذلك بتفحص ثلاثة ادعاءات انتشرت بشكل واسع في شبكة الإنترنت.
هل انفجرت أيضاً هواتف آيفون في لبنان؟
الادعاء الأول يزعم أنه: "تم أيضاً تفجير هاتف آيفون في لبنان"، بحسب ما كتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على موقع إكس (تويتر سابقاً) ونشر صورة لجهاز آيفون مدمَّر، وحصد منشوره أكثر من 800 ألف مشاهدة.
DW تحققت من صحة هذا الادعاء ووجدت أنه: خاطئ.
وبالبحث عن هذه الصورة في الإنترنت يَظهَر أنها صورة قديمة ولا علاقة لها بالأحداث الجارية في لبنان، وتعود صورة هاتف آيفون المنفجر إلى مارس / آذار 2021 عندما أبلغت القناة الإخبارية المصرية "القاهرة 24" عن انفجار هاتف آيفون في منطقة المَعادي بالقاهرة، وتسبب الحادث في نشوب حريق وإصابة طفل.
هل حدث انفجار ألواح طاقة شمسية في لبنان وهل أدى إلى إصابة أكثر من 500 شخص؟
الادعاء الثاني: زعم مستخدمون آخرون لوسائل التواصل الاجتماعي أن إسرائيل تسببت باشتعال النيران في ألواح للطاقة الشمسية وكتب أحدهم هذا المنشور واسِمَاً إلى جانبه العلَم الإسرائيلي: "في لبنان تسببت ألواح شمسية مخرَّبة في حرائق كبيرة ناجمة عن الكهرباء. وأُبلِغ عن إصابة أكثر من 500 شخص حتى الآن"، وأَرفق المستخدم صورة يُرى فيها ألواح شمسية مشتعلة يتصاعد منها دخان ونار ومنزل تندلع منه ألسنة النيران.
DW تحققت من صحة هذا الادعاء ووجدت أنه: خاطئ.
فلا توجد حالات موثقة لانفجار ألواح طاقة شمسية ضمن هجمات البيجر والووكي توكي في لبنان، كما أن الصورة تتكون من صورتين قديمتين موضوعتين بعضهما إلى جانب بعض في صورة واحدة.
من خلال البحث عن الصورتين في الإنترنت، تبين أن الصورة التي على اليسار -التي تظهر فيها ألواح شمسية محترقة- يعود تاريخها إلى منشور على موقع إكس (تويتر) في فبراير / شباط 2020، والصورة من ضمن مقال نشره وشاركه المعهد الأمريكي لأبحاث السلامة من الحرائق حول سلامة الخلايا الكهروضوئية.
أما الصورة الثانية فتُظِهر منزلاً محترقاً ويعود تاريخها إلى شهر ديسمبر/ كانون الأول 2020، في حادثة حريق نشب في كندا وليس في لبنان.
الادعاء الثالث هو أنه: "في تاريخ 19 / 09 / 2024 وقع انفجار في أجهزة لابتوب أو أجهزة كمبيوتر محمولة"، بحسب ما كتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على موقع إكس ونشر إلى جانب التعليق صورة لجهاز كمبيوتر محمول متفحم.
DW تحققت من صحة هذا الادعاء ووجدت أنه: خاطئ.
وأضاف المستخدم أن "الموساد لا يمكن إيقافه" ملقياً باللوم على المخابرات الإسرائيلية في انفجارات أجهزة الاتصالات اللاسلكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة أيضاً. ولكن حتى الآن لا يوجد دليل -رغم إشارة محللين إلى ذلك- على أن إسرائيل أو الموساد مسؤولان عن هجمات أجهزة البيجر والووكي توكي التي أدت انفجاراتها بالفعل إلى مقتل العشرات وإصابة الآلاف، كما لا توجد تقارير موثوقة تفيد بأن أجهزة الكمبيوتر المحمولة قد انفجرت أيضاً.
الصورة المنشورة لا تقدم أيضاً أي دليل على أي حادث مشابه، ويُظهِر البحث عن هذه الصورة في الإنترنت أنها تعود إلى عام 2021 على أقل تقدير حين نُشِرت على موقع "ريديت".
وحتى الآن لم تنفجر في لبنان سوى أجهزة اتصالات لاسلكية من نوع البيجر والووكي توكي، بحسب الأخبار الإقليمية والدولية. وفي حين يحمِّل كل من حزب الله وإيران إسرائيل المسؤولية عن الانفجارات لم يتم التأكد بعد مِن هوية المسؤول عن الهجمات.
يذكر أن دولا عديدة تعتبر حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية
أعده للعربية: علي المخلافي