الحكومة الألمانية تدعو إسرائيل إلى وقف عمليّات البناء في القدس الشرقية
٢١ يوليو ٢٠٠٩دعا روبريشت بولنتس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، إسرائيل إلى وقف بناء المستوطنات في القدس الشرقية. ففي حديث له لصحيفة "راينيشه بوست" Rheinische Post الألمانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء (21 يوليو/ تموز 2009) أكّد بولنتس أن عدم إيقاف إسرائيل لبناء المستوطنات سيعرض إسرائيل لخطر "الانتحار تدريجياً كدولة ديمقراطية ".
بناء المستوطنات يعيق عملية السلام
وشدّد عضو البوندستاغ الألماني أن هدف إسرائيل في العيش داخل حدود آمنة لن يتحقّق إلا من خلال حلّ الدولتين، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هذا الحلّ لا يمكن التفكير فيه إلاّ إذا أصبحت القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية. وفي هذا السياق قال بولنتس إن "إسرائيل تحاول من خلال استمرارها في بناء المستوطنات فصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية متجاهلة أن الفلسطينيين والدول العربية لن توافق على حل بدون القدس الشرقية." ومن جهتها، اتهّمت الحكومة الألمانية إسرائيل بإعاقة عمليّة السّلام في الشرق الأوسط، ففي سياق متّصل قال يانز بلوتنر، المتحدّث باسم وزارة الخارجية الألمانية، أمس الاثنين في برلين: "نحن نتابع البناء المتواصل للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية بقلق كبير"، مشيراً إلى أن الحكومة الألمانية تعتبره عائقاً كبيراً في طريق التوصّل إلى حلّ في أزمة الشرق الأوسط.
وأشار بلوتنر إلى أن الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي سيكثّفان جهودهما لإقناع الحكومة الإسرائيلية بأن "بناء وتوسيع المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية لا يخدم مصالح أي طرف في النّزاع". وفي هذا الإطار تعتزم الحكومة الأمريكية خلال هذا الأسبوع إرسال مبعوثها إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل مجدّداً إلى المنطقة في جولة جديدة تشمل عددا من الدوّل، من ضمنها إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وفق ما أعلن متحّدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
مخاوف من أزمة سياسية داخل الحكومة لإسرائيلية
وفي تطوّر سابق نقلت وكالة رويترز أمس الاثنين (20 يوليو/تموز) عن تسيبي هوتوفيلي، النائبة عن حزب اللّيكود في الكنيست الإسرائيلي، قولها إن "إسرائيل مستعدة للمخاطرة بالدخول في خلاف ممتد مع واشنطن". يأتي ذلك بعد أن طالبت الولايات المتحدة الحكومة الإسرائيلية بوقف عمليات بناء مساكن جديدة لليهود في القدس الشرقية وفي الأراضي الفلسطينية. وقالت النائبة اليمينية إن "نتنياهو قد يواجه معارضة من داخل حزبه، إذا تراجع ووافق حتى على تجميد جزئي في بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة." وأضافت هوتوفيلي أنّ "ثمّة نقاش حقيقي مستمر"، وذلك في إشارة منها إلى رفض إسرائيل لنداءات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتجميد الاستيطان بهدف استئناف محادثات السّلام مع الفلسطينيين.
وقالت هوتوفيلي إن واشنطن من خلال دعوتها إلى تعليق مشروع بناء 20 مسكناً لليهود في القدس الشّرقية قد عبرت "خطّا أحمر شديد الوضوح". وأضافت هوتوفيلي أنها لا ترى "حلاّ سهلا للتوتر السياسي مع واشنطن"، محذّرة من "أن أي حل وسط من شأنه أن يخلق أزمة سياسية داخلية لائتلاف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو". يُشار في هذا السّياق إلى أن إسرائيل تعتبر القدس عاصمتها غير المقسمة بما في ذلك الشطر الشرقي، الذي كانت ضمّته إليها مع الضفة الغربية عام 1967، وهو إجراء غير معترف به دولياً.
على صعيد آخر ذكرت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية والمتخصّصة في الشؤون الاقتصادية في عددها الصّادر أمس الاثنين أن الولايات المتحدة ستخفض الضّمانات المصرفية، التي تمنحها وزارة الخزانة الأميركية لإسرائيل بمقدار مليار دولار، وهو ما يعادل قيمة الاستثمارات في المستوطنات الإسرائيلية خارج الخطّ الأخضر، الذي يشكّل الحدود الإسرائيلية قبل عام 1967.
(ش.ع / د.ب.أ / رويترز / أ.ف.ب)
مراجعة: عماد م. غانم