"الجولات المناخية" أضحت محورا مهما في السياسة الخارجية الألمانية
٢٩ أغسطس ٢٠٠٧في إطار "الجولة المناخية" التي تقوم بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (الحزب المسيحي الديمقراطي)، والتي بدأت في 16 أغسطس/آب الجاري، ألتقت ميركل اليوم الأربعاء برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي اتفق معها على "عقد العزم" للتعاون سويا من أجل مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقالت ميركل عقب اجتماعها مع آبي في طوكيو إن أوروبا لا يمكنها وحدها تولي دور القيادة في مساعي حماية المناخ ومكافحة التغييرات المناخية وأشارت إلى الدور الهام لليابان في هذه القضية. وكانت المستشارة قد اختتمت في وقت سابق زيارة للصين استغرقت ثلاثة أيام. وحثت ميركل خلالها الصين على بذل مزيد من الجهود لمحاربة تغير المناخ، لكنها قوبلت بقول رئيس الوزراء الصيني بأن الغرب ظل يلوث الأجواء طويلا قبل الصين.
محاولة لتطبيق ما اتفق عليه في قمة مجموعة الثمانية الأخيرة
وتأتي جولة المستشارة الألمانية قبل أربعة أشهر من اجتماع وزراء البيئة في العالم لتمديد بروتوكول كيوتو إلى ما بعد عام 2012، وهو الاجتماع الذي يتوقع أن يشهد خلافات حادة حول بنود البرتوكول. وكان كل من ألمانيا واليابان قام بدور مشترك خلال قمة الثمانية التي عقدت في منتجع هايليجندام الألماني صيف العام الجاري أدى إلى إقناع الولايات المتحدة بالالتزام بخطوات محددة لخفض الانبعاثات الغازية الضارة.
وكانت ميركل قد طالبت في بداية جولتها التي استهلتها بزيارة لجزيرة غرينلاند شمال أوروبا ببذل المزيد من الجهود من أجل حماية المناخ. وقالت المستشارة أثناء زيارتها: "أعتقد أن أمامنا سنوات حاسمة للغاية فيما يتعلق بمحاربة ظاهرة الاحتباس الحراري"، مؤكدة أن ألمانيا ستواصل دفع قضية حماية المناخ خلال النصف الثاني من رئاستها لمجموعة الثمانية، كما ستدعم الأمم المتحدة في مساعيها الرامية لحماية المناخ. وحذرت ميركل من عواقب إهمال التغيرات المناخية قائلة: " إذا لم نفعل شيئا الآن، فلاشك أن التبعات ستكون أكبر بكثير من التكاليف التي ستنجم حاليا عن الادخار في استخدام الطاقة أو عن تقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون".
وصرحت ميركل في وقت سابق عن رغبتها في المساهمة خلال الأشهر المقبلة في التأسيس لإطار عالمي جديد حول حماية المناخ، على أن يتم ذلك خلال مؤتمر المناخ المقبل. وأكدت المستشارة الألمانية أنها تنظر "بجدية بالغة" إلى اتفاق مجموعة الدول الثمانية في هايليجندام بألمانيا في يونيو/ حزيران الماضي، حيث أقرت دول المجموعة ضرورة تقليص انبعاثات الغازات الملوثة بشكل كبير. لكن دول المجموعة لم تعلن أي التزام محدد لانبعاث الغازات الدفيئة، وذلك بسبب معارضة الولايات المتحدة لذلك.
الدنمارك حليف مناخي جديد لألمانيا
وكان رئيس وزراء الدنمارك أندرس فوج راسموسين الذي رافق المستشارة الألمانية في جولتها الاستطلاعية في غرينلاندا قد اعتبر المستشارة ميركل "حليفا وثيقا" في الهجود الهادفة إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق دولي طموح في مجال المناخ خلال مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ لعام 2009. ومن جانبها قالت المستشارة: "أعتقد إننا نشعر بالقوة، عندما نكافح سويا أسباب التغيرات المناخية."
شتاينماير يبحث مع حاكم كاليفورنيا سبل تنسيق تجارة الانبعاثات
من جانبه صرح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بأنه يعتزم بحث قضية تجارة الانبعاث الغازية خلال زيارته المقبلة لولاية كاليفورنيا الأمريكية. وقال شتاينماير في تصريحات للقناة الثانية بالتليفزيون الألماني اليوم الأربعاء إن الأمر يتعلق ببحث إمكانية دمج أنظمة تجارة الانبعاث في كل من أوروبا والولايات المتحدة.
واعترف الوزير بأن هذه المسألة "صعبة ومعقدة"، إلا أنه أكد في الوقت نفسه على أهمية الوصول إلى ترشيد أفضل للطاقة خلال السنوات المقبلة مع خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. ومن المقرر أن يغادر شتاينماير اليوم النرويج متوجها إلى كاليفورنيا، حيث سيلتقي هناك حاكم الولاية أرنولد شوارزنيجر لبحث هذه الأمور.
شتاينماير: هناك ضرورة لبناء تحالفات لحماية المناخ وتأمين مصادر الطاقة
وكان شتاينماير قد أكد يوم الثلاثاء خلال زيارة لجزيرة شبيتسنبرجن القطبية النرويجية أهمية الأهداف الألمانية والأوروبية لحماية المناخ. كما حذر خلال زيارته من خطورة المنافسة على النفط والغاز في منطقة القطب الشمالي وتأثيرها على التعايش السلمي بين الشعوب وطالب بسيادة القانون الدولي لحل المشكلة.
وقال شتاينماير في حديث لصحيفة "دي فيلت" الألمانية نشرته يوم الثلاثاء إن "مصادر المواد الخام في منطقة القطب الشمالي ستكون عنصرا يهدد بإشعال نزاعات دولية حول توزيع الثروات الطبيعية". وأضاف الوزير أن التحدي أصبح الآن مزدوجا ويتمثل في ضرورة "حماية المناخ وتأمين مصادر الطاقة"، مشيرا إلى أن السبيل لمواجهة هذه التحديات يتمثل في تعميق الشراكة وبناء تحالفات جديدة في مجال سياسة حماية المناخ والطاقة.