Der Wahlausgang in Israel und schwierigkeiten einer Regierungsbildung
١١ فبراير ٢٠٠٩أفرزت نتائج الانتخابات الإسرائيلية خارطة سياسية معقدة، كانت أول نتائجها إعلان الحزبين الرئيسيين في إسرائيل تحقيق النصر فيها على ضوء التقدم الضئيل لحزب كاديما على منافسه حزب الليكود. فقد فاز حزب كاديما بزعامة وزير الخارجية تسيبي ليفني بـ 28 مقعداً في البرلمان الإسرائيلي المؤلف من 120 مقعداً، مقابل 27 لحزب الليكود اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو. وبدأت قيادات الحزبين مشاوراتهما مع زعماء أحزاب يرغبون في الانضمام إلى ائتلاف محتمل.
وعلى الرغم من تقدم كاديما الطفيف، إلا أن المراقبين السياسيين يرون أن فرصه في حشد الدعم الكافي لتشكيل ائتلاف حكومي تظل ضعيفة. من جهة أخرى مُني حزب العمل الذي حكم دولة إسرائيل منذ قرابة ثلاثين عاما، منذ تأسيسها وحتى عام 1977، بأكبر هزيمة في تاريخه ليتحول داخل الخارطة السياسية الإسرائيلية إلى مجرد "حزب ثانوي".
دعوات أوروبية لتنفيذ حل الدولتين
وفي ضوء ذلك أعربت الحكومة الألمانية عن أملها في تشكيل حكومة إسرائيلية بشكل سريع على الرغم من النتائج المتقاربة. وفي هذا الإطار نقلت الوكالة الألمانية عن توماس شتيغ، نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الأربعاء في العاصمة برلين قوله: "نأمل أن تبدأ مرحلة تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن". وأكد المتحدث الألماني في الوقت ذاته استعداد حكومة بلاده لمواصلة التعاون القائم على الثقة الكاملة المتبادلة مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
كما أشارت الحكومة الألمانية إلى أنها تنتظر مؤشرات إيجابية لعملية السلام في الشرق الأوسط، وأكد المتحدث باسمها أن أهم الأهداف في المرحلة الحالية تتمثل في التوصل لهدنة دائمة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ومواصلة عملية السلام في الشرق الأوسط.
ومن ناحيتها وجهت رئاسة الاتحاد الأوروبي في براغ تهنئة للأحزاب الفائزة في الانتخابات الإسرائيلية، دون تحديد أسماء، والتي تزامنت مع دعوة للتوصل إلى حل سلمي للصراع في الشرق الأوسط. وجاء في بيان الاتحاد الأوروبي " نأمل بأن تفي الحكومة الإسرائيلية الجديدة بالتزاماتها وتمتنع عن القيام بإجراءات من شأنها أن تجعل من المستحيل تنفيذ حل إقامة دولتين".
وفي هذا الإطار أيضاً قال خافيير سولانا، الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية، إنه ينبغي على الحكومة الإسرائيلية المقبلة استئناف مفاوضات السلام بجدية مع الفلسطينيين. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن سولانا قوله: "أعتقد انه إذا واصلنا العمل بأسلوب إدارة الأزمة ولم ننتقل إلى أسلوب حل الصراع، فسنتراجع إلى الوراء من جديد مرة بعد أخرى."
وقال سولانا بعد محادثات في موسكو مع مسؤولين روس: "يتعين أن تكون حكومة مستعدة للمضي قدما باستئناف عملية تفاوض بالغة الجدية"، فيما أعرب عن أمله بأن تلتزم أي حكومة مهما كانت بالمفاوضات.
من جانب آخر نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قوله: "آمل أن يكون لدى السلطات الإسرائيلية الجديدة هاجس السلام ... الذي يشكل الضمان لأمن إسرائيل". وأضاف ساركوزي بالقول: "لكن التوصل إلى السلام، يتطلب قيام دولة فلسطينية".
"تحقيق حل الدولتين أصبح الآن أكثر صعوبة"
من ناحيته يرى الخبير السياسي كريستيان بيتر هانيلت من مؤسسة بيرتلسمان الألمانية في مقابلة مع دويتشه فيله، أن تحقيق حل الدولتين قد بات الآن أكثر صعوبة بعد النتائج التي أفرزتها الانتخابات الإسرائيلية. لكنه استبعد في ذات الوقت أن تشل هذه النتائج عملية السلام، مشيراً إلى أن ذلك سيعتمد على الإتلاف الحكومي الذي سيتم تشكيله. ويرى الخبير الألماني أنه في حال تشكيل ائتلاف حكومي كبير يستند إلى أغلبية نيابية مريحة في الكنيست، ويرغب في التوصل إلى حلول وسط مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، فإن ذلك سيعني أن نتائج الانتخابات لم تشل السياسة الإسرائيلية. لكن هانيلت أشار من ناحية أخرى أنه إذا ما تم تشكيل حكومة بأغلبية ضعيفة من 61 أو 62 مقعدا فقط، فإن هذا سيؤدي إلى وجود حكومة إسرائيلية غير قادرة على اتخاذ قرارات مهمة.