"مئات الأشخاص يعيشون على حافة الموت في مضايا"
١٢ يناير ٢٠١٦ذكرت الأمم المتحدة عقب اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك مساء أمس الاثنين أن هناك أكثر من 400 شخص في بلدة مضايا السورية على حافة الموت وفي حاجة إلى إجلائهم فورا لتلقي العلاج. وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور إن الوضع في مضايا "رهيب". وأوضحت أن الذين يفرون من الظروف الفظيعة يجدون أنفسهم في مواجهة القتل أو الإصابة جراء الألغام أو نيران القناصة.
وأضافت باور في بيان: "إن المعونات التي تم توصيلها اليوم رغم أنها تعد ضرورية لكنها لا تقترب حتى من حد الكفاف". ودخلت قافلة تضم 40 شاحنة محملة بمساعدات غذائية وطبية طال انتظارها إلى بلدة مضايا السورية يوم أمس الاثنين. وفي الوقت نفسه، دخلت ثلاث شاحنات أخرى إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين المعزولتين شمال غربي البلاد واللتان تحاصرهما عناصر إسلامية متشددة.
وتم الترتيب لإمدادات المساعدات المتزامنة في ظل اتفاق ترعاه الأمم المتحدة بين الحكومة وقوى المعارضة. وقال مصدر في الهلال الأحمر السوري إن نحو 330 طنا من الغذاء والدواء يتم إرسالها إلى مضايا، وهي مساعدات تكفي لنحو 40 يوما. ويعتقد أن نحو 40 ألف شخص محاصرون داخل مضايا التي تبعد 25 كيلومترا شمال غرب دمشق والمحاصرة منذ تموز/ يوليو الماضي من قبل قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر.
من جانبه قال يعقوب الحلو منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا وهو في مضايا للإشراف على عملية توزيع غذاء على أكثر من 40 ألف شخص إنه تلقى تقارير أيضا - لم يتسن تأكيدها - تشير إلى أن 40 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم من الجوع.
وقال الحلو لرويترز عبر الهاتف من مضايا "لقد رأينا بأعيننا أطفالا يعانون سوء التغذية الحاد. أنا متأكد أن هناك أشخاصا أكبر سنا يعانون سوء التغذية أيضا وصحيح أنهم يعانون سوء التغذية ومن ثم توجد مجاعة". وأضاف أن عمال إغاثة شاهدوا أيضا حالات جوع في الفوعة وكفريا.
والفوعة وكفريا قريتان شيعيتان يقطنهما نحو 20 ألف شخص وتحاصرهما فصائل المعارضة واستقبلتا أيضا مساعدات إغاثة ضمن قافلة يوم الاثنين. وقال الحلو إن عملية كبيرة أخرى لإرسال القمح والطحين والإمدادات الطبية ومواد غير غذائية لهذه المناطق ستستكمل يوم الخميس.
وأفادت أنباء بوفاة عشرات الأشخاص من الجوع أو نتيجة نقص الرعاية الطبية في مضايا الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة. وقال نشطاء إن بعض السكان وصل بهم الحال إلى التغذي على أوراق الشجر. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لأشخاص في حالة من الهزال يقال أنهم من سكان البلدة. ونفت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد محاصرة البلدة. وتتهم الحكومة فصائل المعارضة بتخزين المواد الغذائية وتلقي عليها باللوم في محنة المدنيين.
وقال الحلو إن عمال الإغاثة في مضايا سيقومون بعملية توزيع المواد الغذائية بطريقة مقبولة على الرغم من عدم وجود الأمم المتحدة على الأرض. وأوضح الحلو أن هناك 400 ألف سوري على الأقل يعيشون في مناطق محاصرة نصفهم في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة دير الزور بشمال سوريا والبقية في مناطق خاضعة لفصائل المعارضة المسلحة في الريف الجنوبي للعاصمة دمشق.
ع.خ/ ح.ز (د ب ا، رويترز)