الأفلام وسيلة للتعريف بالثقافة الألمانية في الخارج
٥ يوليو ٢٠٠٧عندما عرض فيلم "لولا تجري"، الذي لعبت دور البطولة فيه الممثلة الألمانية فرانكه بوتينتا، قبل بضع سنوات في دور السينما الألمانية، فوجئ المتفرجون من القدرة الفنية والإبداعية للفيلم خاصة الأجانب منهم. وأكثر ما لفت نظرهم هو جرأة المخرج توم تيكفير على الخروج من النمطية وتقديم أحداث مثيرة على شكل كوميديا تجريبية حققت نجاحا عالميا كبيرا.
انتعاش السينما الألمانية
فبعد فترة طويلة من الركود التي عرفتها السينما الألمانية، خاصة بعد وفاة المخرج الألماني الشهير راينر فيرنر فاسبيندر في مطلع الثمانيات، شكل فيلم "لولا تجري" انطلاقة مرحلة جديدة للسينما الألمانية، وأصبحت أنظار العالم تتجه إليها باهتمام وفضول. وبالإضافة إلى تمكن عدد من الأفلام الألمانية من تسجيل مبيعات مرتفعة في العديد من البلدان، حققت أفلام أخرى نجاحات عالمية وحصلت على عدة جوائز، من بينها مثلاً فيلم "في لا مكان في إفريقيا "Nirgendwo in Afrika" للمخرجة الألمانية كارولينا لينك، الذي استطاع أن يحصل على جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2002. الفيلم كان يروي قصة ألمان تركوا بلدهم للعيش في إفريقيا هربا من بطش النازية قبيل الحرب العالمية الثانية.
ارتباط الفيلم بالواقع الألماني هو سر النجاح
هذا الارتباط الوثيق لقصص الأفلام الألمانية الحالية بواقع الحياة في ألمانيا هو سر النجاح الذي حظي به عدد من الأفلام الألمانية مؤخراً، كما تؤكد كريستينا دورش مديرة مؤسسة "الأفلام الألمانية"، فهذه الأفلام تروي حكايات ذات علاقة وطيدة بألمانيا، سواء بحقبة تاريخية معينة أو بقصص تظهر واقع الحياة في ألمانيا في الوقت الحالي. ومثلاً، حظيت الحقبة النازية باهتمام عدد من الأفلام مثل الفيلم الذي يحمل اسم المناضلة الألمانية الشهيرة صوفي شول أو فيلم "السقوط" الذي يصور المرحلة الأخيرة من حياة الديكتاتور النازي أدولف هتلر قبل انتحاره ودخول قوات التحالف إلى برلين، بينما اهتمت أفلام أخرى بقصص المهاجرين في ألمانيا مثل فيلم "ضد الجدار" الذي يصور حياة الجيل الثاني للمهاجرين الأتراك وتمزقه بين التقاليد والحرية.
الثقافة الألمانية في صور
على صعيد آخر فإن الفيلم الألماني يحظى باهتمام واسع من قبل الراغبين في تعلم اللغة الألمانية في الخارج، لأن هذه الأفلام تقربهم من واقع الحياة في ألمانيا كما تعطيهم نبذة عن تاريخها وبالتالي تعرفهم بجانب من الثقافة الألمانية.
في هذا الإطار يشير المسؤول عن تنسيق العروض السينمائية في الفروع الدولية لمعهد غوته ديتليف غيريكه شونهاغن، إلى أن فيلم "حياة الآخرين" الذي حصل هذا العام على جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي، قد شحذ اهتمام المتفرج في الخارج إلى حقبة أخرى من التاريخ الألماني عدا الحقبة النازية وهي حقبة ألمانيا المقسمة. وأكد غيركه كذلك على دور الأفلام الفعال للتعريف بألمانيا وبثقافتها ولتشجيع الأجانب على تعلم اللغة الألمانية.
لذلك يحرص معهد غوته على تقديم عروض أفلام كجزء من البرنامج المخصص للتعريف باللغة والثقافة الألمانية في الخارج، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه يتم يوميا عرض ما يناهز الثمانية والستين فيلما في معاهد غوته في أمريكا اللاتينية والشمالية، وأستراليا وآسيا وأوروبا الشرقية وإفريقيا.