الأطباء يحذرون من العمليات الجراحية لعلاج الغدة الدرقية
٣ سبتمبر ٢٠٠٧يرى البروفيسور الألماني رالف باشكه أن عدد كبيراً من العمليات الجراحية التي تجرى لعلاج الغدة الدرقية، تجرى سنويا بدون داع. وأشار الأستاذ بجامعة لايبتسيغ إلى أن نحو مئة ألف شخص في ألمانيا يخضعون سنويا لجراحات في الغدة الدرقية وأن الجزء الأكبر من هذه الجراحات يكون بسبب عقدة الغدة الدرقية، مشددا على أنه لا بد أن يكون الهدف هو توفير الجراحات غير الضرورية وعدم الإثقال على المرضى بدون داع مما يوفر ملايين اليورو".
ومن أجل المساعدة في تحقيق هذا الهدف يلتقي أكثر من 500 طبيب استشاري من أكثر من 40 دولة في إطار المؤتمر السنوي الـ32 للجمعية الأوروبية للغدة الدرقية بدءا من يوم السبت وحتى الأربعاء المقبل في مدينة لايبتسيغ. ويناقش الأطباء خلال اجتماع هذا العام سبل الوقاية من نقص اليود وتحسين تشخيصه. ويعتبر نقص اليود أهم أسباب تضخم الغدة الدرقية و تكون العقد.
تشخيص بأساليب حديثة
وفي ضوء تشخيص جزء كبير من أمراض الغدة الدرقية حاليا باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية والاختبار الهرموني يقول باشكه: "يحدث هذا رغم أن الاختبار عن طريق الإبرة يعتبر طريقة موثوق بها للتأكد مما إذا كانت العقد خبيثة أم حميدة".
كما أشار البروفيسور باشكه إلى أن الغدة الدرقية تتضخم ببطء شديد مما يجعل المرضى لا يشتكون عادة من اضطرابات فيها إلا بعد سن الثلاثين أو حتى الأربعين بعد أن تكون العقد قد تكونت لدى معظمهم خلال هذا الوقت.
وتجرى عملية أخذ عينة نسيجية من الغدة الدرقية عن طريق الشفط (أي السحب) بإبرة دقيقة للحصول على خلايا درقية من إحدى العقيدات الدرقية، ويتم فحص الخلايا في المعمل(عادة بغرض الكشف عن وجود السرطان). تبدأ هذه العملية بإدخال إبرة دقيقة جدا داخل عقيدة درقية ويتم سحب الخلايا لتحليلها معمليا.
وهذا الإجراء سريع وغير مؤلم تقريبا، ولكنه يمكن أن يسبب بعض الزرقة في الجلد أو الألم الطفيف عند موضع أخذ العينة. ويصف باشكه هذه الطريقة بقوله: "وبهذه الطريقة نستطيع خلال ثلاثة أرباع حالات الإصابة معرفة ما إذا كانت العقدة خبيثة أما حميدة قبل أن نجري الجراحة". كما أشار باشكه إلى ندرة استخدام هذه الطريقة البسيطة في التشخيص حاليا مما يتسبب في إجراء الكثير من الجراحات بدون ضرورة حقيقية.
ويسعى الأطباء خلال اجتماعهم السنوي إلى تحديد معايير أساسية للاعتماد عليها في هذا الجانب وبحث سبل الترويج لاستخدام هذه الطريقة البسيطة في التشخيص. وحسب باشكه فإن نحو ثلث الألمان يعانون من تضخم الغدة الدرقية، "بل إن نصف كبار السن يعانون من ذلك. ورغم سهولة تجنب هذه الأمراض إلا أننا نحن الألمان مازلنا لا نتناول يودا كافيا.. تزويد الجسم باليود لا يتم بشكل كاف رغم تناول ملح الطعام المضاف إليه اليود".