اقتراح أوروبي وعرض عراقي للوساطة..من أجل حوار إيراني أمريكي
٢١ فبراير ٢٠٢١قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الأحد إن قرار طهران إنهاء عمليات التفتيش المفاجئ التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتبارا من 23 فبراير/ شباط لا يعني التخلي عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 لكن يتعين على واشنطن رفع العقوبات عن طهران لإنقاذ الاتفاق.
وانتقد ظريف في مقابلة أجراها معه التلفزيون الإيراني إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قائلا "في واقع الأمر هم يتبعون نفس سياسة الضغوط القصوى" التي انتهجها سلفه دونالد ترامب. وأضاف "يمكن العدول عن جميع الخطوات التي اتخذناها (خارج نطاق الاتفاق النووي)... يجب على الولايات المتحدة العودة للاتفاق ورفع كل العقوبات... الولايات المتحدة تدمن فرض العقوبات لكن عليهم أن يعلموا أن إيران لن ترضخ للضغوط".
وقال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني مساء السبت إن إيران تدرس اقتراحا من الاتحاد الأوروبي بعقد اجتماع غير رسمي بين الأعضاء الحاليين في اتفاق طهران النووي المبرم عام 2015 والولايات المتحدة، لكنها لم ترد عليه بعد.
ومن جهته بدأ رافائيل غروسي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثاته في طهران التي وصل إليها أمس السبت (20 فبراير/ شباط 2021) بعد أسابيع من تحديد البرلمان الإيراني المتشدد موعدا نهائيا في 23 فبراير/ شباط كي ترفع واشنطن العقوبات أو أن توقف طهران عمليات التفتيش المفاجئة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويدور خلاف بين إيران والولايات المتحدة حول من يجب أن يتخذ الخطوة الأولى لإحياء اتفاق 2015. وتصر إيران على أنه يجب على الولايات المتحدة أولا رفع العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، بينما تقول واشنطن إن طهران يجب أن تعود أولا إلى الالتزام التام بالاتفاق.
"شروط" إيرانية
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد اقترح في وقت سابق من هذا الشهر وسيلة للتغلب على المأزق بين الولايات المتحدة وإيران بشأن من سيبدأ أولاً بالعودة إلى الاتفاق النووي قائلاً إنه يمكن لجوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "تنسيق"الخطوات.
وقال عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي "ندرس اقتراح جوزيب بوريل بعقد اجتماع غير رسمي لأعضاء الاتفاق النووي 4 + 1 مع الولايات المتحدة وإيران ونتشاور مع شركائنا ، بما في ذلك روسيا والصين ، وسنرد على هذا الاقتراح في المستقبل. "ولكن نعتقد أن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لا تتطلب اجتماعا وأن السبيل الوحيد لها هو رفع العقوبات".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن الاتحاد الأوروبي طرح فكرة عقد اجتماع بين إيران والدول الست الكبرى التي أبرمت الاتفاق النووي. واضافت "الأوروبيون وجهوا دعوة لنا .. انها مجرد دعوة لعقد اجتماع ومحادثات دبلوماسية".
وقال عراقجي إن "رحلة غروسي لا علاقة لها بقرار إيران وإن قرار إيران سينفذ". وأضاف أن "قدرة الوكالة على الرقابة ستنخفض بما يتراوح بين نحو 20 إلى 30 في المائة نتيجة تنفيذ قرار البرلمان".
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية في وقت سابق
بأن إيران تعتقد أنه سيتم رفع العقوبات الأمريكية قريبا على الرغم من استمرار "الخلاف الدبلوماسي" بشأن إحياء الاتفاق النووي مشيرا إلى رغبة طهران في إنهاء المأزق على الرغم من عدم طرحه موقفا جديدا.
المالكي يعرض الوساطة
ومن جهة أخرى توقع رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي مساء السبت أن تجري الإدارة الأمريكية الجديدة بزعامة جو بايدن، مفاوضات مع إيران لحسم موضوع الملف النووي الإيراني.
وقال المالكي الذي شغل منصب رئيس الحكومة العراقية لدورتين متتاليتين 2006/ -/2014 "هناك علاقة تفاهم تربطني مع الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن والإدارة الأمريكية الحالية أفضل من السابقة بكثير".
وأضاف المالكي في مقابلة اليوم مع تلفزيون/ الغدير/ المملوك لمنظمة بدر بزعامة هادي العامري: "بحكم علاقتي مع بايدن، فإنه سيدخل في مفاوضات في إطار الملف النووي الإيراني".
وتابع المالكي قائلا: "لو أراد أي طرف إيراني أو أمريكي التدخل لحل الأزمة بينهما فلا مانع لدي والدخول في صلح، وبالتالي هذا سيخدم العراق، مشيرا إلى أن عودة العلاقات وإبعاد التوتر الأمريكي الإيراني يصب لصالح العراق والمنطقة".
وبموجب الاتفاق مع القوى الكبرى، وافقت إيران على فرض قيود على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية. وأعادت واشنطن فرض العقوبات بعد انسحاب ترامب من الاتفاق في 2018، وردت إيران بعدم الالتزام ببعض بنود الاتفاق.
م.س ( رويترز ، د ب أ)