استمرار المعارك في حلب وأنباء عن انشقاق العقيد يعرب ابن عم الشرع
٥ أغسطس ٢٠١٢تواصلت المعارك اليوم الأحد (5 أغسطس/ آب) في مدينة حلب مع تزايد الحديث عن استعداد القوات النظامية لشن هجوم واسع عليها، وتدخل الطيران الحربي وقصف حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون، فيما سجل مقتل 44 شخصا على الأقل، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية أن "القوات النظامية قصفت الأحد بطائرة حربية حيي صلاح الدين والصاخور"، مشيرا إلى أن "الحي شهد محاولة اقتحام صباح الأحد، لكن الثوار تمكنوا من صدها". وأفاد المرصد في بيان أن "اشتباكات تدور عند مداخل حي صلاح الدين الذي يتعرض للقصف".
وفي مدينة حلب كذلك، أشار المرصد إلى "اشتباكات عنيفة" دارت صباح اليوم الأحد بين مقاتلي المعارضة ومسلحين موالين للنظام في منطقة السيد علي. وأضاف أن "منطقة القصر العدلي في حلب القديمة تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية" حيث كانت تسمع أصوات انفجارات في أحياء يسيطر عليها مقاتلون معارضون.
في المقابل أفاد مصدر امني سوري رفيع للوكالة الفرنسية ان الجيش السوري النظامي "بات جاهزا بانتظار الأوامر لشن الهجوم الحاسم للسيطرة على أحياء المدينة المتمردة"، موضحا أن "كل التعزيزات وصلت وهي تحيط بالمدينة". وقال المصدر "يبدو أن هذه الحرب ستكون طويلة"، عازيا ذلك إلى أن الهجوم الذي ستشنه قوات النظام في المدينة "سيشهد حرب شوارع من اجل القضاء على الإرهابيين" في إشارة إلى مقاتلي المعارضة.
وفي مدينة حمص بوسط البلاد ، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي حاولت اقتحام حي الخالدية، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من المعارضين بجروح ومقتل ثلاثة من القوات النظامية، حسب المرصد. ولفت عبد الرحمن إلى أن "عناصر من الشبيحة شاركوا في محاولة اقتحام الخالدية إلى جانب القوات النظامية، لكن بدون تحقيق أي تقدم"، معتبرا أن الهجوم على حمص "يأتي في سياق رفع معنويات جيش النظام وجمهور النظام للإيحاء بان الجيش لايزال قويا ومتماسكا وقادرا على الهجوم في كل الأماكن دفعة واحدة". وتعرض ريف دمشق ومواقع أخرى في البلاد لقصف عنيف من قبل القوات النظامية حيث "سقطت أكثر من 60 قذيفة على مدينة الرستن بمعدل أربع الى خمس قذائف في الدقيقة".
استمرار الانشقاق عن الجيش النظامي
وفي تطور آخر، أعلن العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل الأحد انشقاق رئيس فرع المعلومات بالأمن السياسي في دمشق العقيد يعرب محمد الشرع وهو ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. وقال العقيد سعد الدين في اتصال مع فرانس برس ان "العقيد يعرب محمد الشرع رئيس فرع المعلومات بالامن السياسي في دمشق وشقيقه الملازم اول كنان محمد الشرع من الفرع نفسه انشقا وانتقلا الى الاردن". كما اوضح الضابط في الجيش السوري الحر ان العقيد ياسر الحاج علي من الفرع نفسه انشق وانتقل أيضا إلى الأردن.
وتوالت خلال الفترة الأخيرة الانشقاقات داخل الجيش السوري وأبرزها انشقاق العميد مناف طلاس نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي. وهو اهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011.
ازدياد أعداد اللاجئين
وتؤدي المواجهات العنيفة المتواصلة في سوريا إلى استمرار تدفق اللاجئين، إذ دخل لبنان نحو 600 من عائلات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا خلال الايام الثلاثة الماضية، معظمهم من مخيم اليرموك الدمشقي، كما أفاد الاحد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال لوكالة الأنباء الفرنسية.
وشهد مخيم اليرموك الخميس الماضي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 21 شخصا نتيجة قصف تعرض له المخيم المتاخم لحيي التضامن والحجر الاسود الدمشقيين اللذين شهدا معارك عنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلين من المعارضة.
(م أ م/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: يوسف بوفيجلين