حلب تحت القصف و"الجيش الحر" يتهم إيرانيين اختطفهم بأنهم "حرس ثوري"
٥ أغسطس ٢٠١٢ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية تقوم الأحد ( الخامس من آب/ أغسطس 2012) بقصف حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون في حلب شمال البلاد، في حين تتواصل المعارك في أحياء أخرى من المدينة التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها. وأفاد المرصد في بيان أن حي صلاح الدين "يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في الحي". وأشار إلى "اشتباكات في أحياء الحمدانية السكري والأنصاري"، بينما تحدث مراسل قناة الجزيرة الفضائية القطرية عن معركة حول قلعة حلب، التي يسعى مقاتلو الجيش الحر للسيطرة عليها.
ولفت المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له إلى "خروج تظاهرات فجرا في أحياء الميسر والشعار وجمعية الزهراء" بالإضافة إلى تظاهرات مساء أمس السبت في حلب الجديدة ومساكن هنانو والحيدرية والهلك نادت بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) نسخة عنه أن عدد القتلى ارتفع بشكل كبير يوم أمس السبت ليصل إلى 220 قتيل، موضحا أنهم سقطوا في دير الزور وحلب وإدلب ودمشق وريفها.
يذكر أن السلطات السورية تمنع معظم وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد، مما يجعل من الصعب التأكد من صحة التقارير الواردة من هناك بشأن أعمال العنف وعدد القتلى الذين يسقطون هناك بشكل يومي، من مصادر مستقلة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إجمالي عدد القتلى الذين سقطوا جراء الصراع في سورية تجاوز 17 ألفا.
"معركة حلب لم تبدأ بعد"
من جهتها، نقلت صحيفة "الوطن" السورية الخاصة القريبة من النظام عن "مصادر مطلعة داخل مدينة حلب" أن "معركة الجيش لم تبدأ بعد وأن مهمته حاليا تنحسر في توجيه ضربات موجعة للإرهابيين وأوكارهم ومحاصرة المدينة من جميع جهاتها منعا لهروب أي من الإرهابيين". وأوضح هذا المصدر أن ضربات الجيش النظامي في حلب "خلفت حتى الآن مئات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين"، مقدرا عدد المقاتلين المعارضين في المدنية بـ "ما بين ستة وثمانية آلاف".
وكان مسؤول امني سوري رفيع أفاد لوكالة فرانس برس السبت أن معركة حلب لم تبدأ بعد وأن القصف الجاري ليس إلا تمهيدا، مشيرا إلى أن التعزيزات العسكرية الموجودة لا تقل عن 20 ألف جندي وهي في ازدياد. بدوره اتهم المجلس الوطني السوري المعارض القوات النظامية السورية بقصف المباني الحكومية وبعضها ذات قيمة تاريخية وأثرية. واتهم المجلس النظام بالتصرف "كما يتصرف المحتلون الغزاة" بعد "فشله في إخضاع مدينة حلب العاصمة الاقتصادية والسكانية السورية".
إيران تطلب دعم تركيا وقطر للإفراج عن مواطنيها
وفي تطور متصل طلبت إيران من تركيا وقطر، اللتين تدعمان المعارضة السورية، التدخل للإفراج عن 48 من مواطنيها خطفوا السبت في سوريا، على ما أفادت الأحد القناة العامة للتلفزيون الرسمي الإيراني. وأفاد موقع القناة أن "وزير الخارجية علي أكبر صالحي طلب خلال محادثات هاتفية مع (نظيره التركي) أحمد داود أوغلو تدخل تركيا فورا للإفراج عن زوار إيرانيين أخذوا رهينة في سوريا". كما اتصل صالحي أيضا مساء السبت رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني طالبا مساعدة قطر.
وفيما تصر إيران على أن مواطنيها المخطوفين في سوريا زوار عاديون جاؤوا لزيارة مزارات الشيعة في سوريا، يقول الجيش السوري الحر (معارضة مسلحة) إنهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني. وقد عرضت قناة العربية الفضائية، التي تبث من دبي اليوم الأحد، شريطا مصورا يظهر الإيرانيين المختطفين في سوريا في قبضة الجيش السوري الحر.
ويظهر المختطفون في الشريط محاطين بمسلحين من الجيش السوري الحر وخلفهم علم الاستقلال الذي يعتمده معارضو النظام السوري. وقال أحد ضباط الجيش الحر في الشريط أن "كتيبة" من القوات المنشقة "قامت بالقبض على 48 من شبيحة إيران" كانوا في مهمة "استطلاع ميدانية" في دمشق. وأضاف "أثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط إيرانيين عاملين في الحرس الثوري الإيراني". وطلب الضابط من أحد المحتجزين إظهار وثائق بحوزته تظهر ما قال إنها بطاقات تدل على انتمائه للحرس الثوري.
(أ ح/ أ ف ب، د ب أ)
مراجعة: منصف السليمي