ارتفاع حصيلة قتلى الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة العراقية
٢٦ أكتوبر ٢٠١٩أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، اليوم السبت (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2019)، أنها ستتعامل مع قاتلي المتظاهرين بحزم وقوة وفقا لقانون مكافحة الإرهاب.
وقالت القيادة في بيان تلقى موقع "السومرية نيوز" نسخة منه إنه "في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تظاهرات للمطالبة بالحقوق التي كفلها الدستور العراقي، فقد استغل البعض هذه التظاهرات وعمل على قتل المواطنين، وإصابة آخرين وحرق الممتلكات العامة والخاصة ونهبها، دون أي واعز ضمير". وأضافت أن "قواتنا الأمنية البطلة بجميع صنوفها ستتعامل مع هؤلاء المخربين المجرمين بحزم وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب".
وحذرت القيادة "من العبث بأمن المواطنين" مشيرة إلى أنه "سيكون هناك إجراءات صارمة بحق هؤلاء الذين لا يمتون للمتظاهرين السلميين بصلة". ودعت المتظاهرين إلى "التبليغ عنهم (المخربين) وعدم السماح لهم بالتواجد في صفوفهم".
واحتشد مئات المتظاهرين السبت في ساحة التحرير وسط بغداد، حيث استخدمت القوات الأمنية القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، بحسب ما أفاد مراسلون من وكالة فرانس برس، قبيل ساعات من انعقاد جلسة برلمانية لبحث مطالب المحتجين.
وقالت مصادر أمنية إن ما لا يقل عن 40 محتجاً قتلوا في العراق أمس الجمعة عندما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وفتحت جماعة شيعية مسلحة النار لمحاولة قمع مظاهرات متجددة على الفساد والمصاعب الاقتصادية.
وقالت مصادر بالشرطة إن ضابط مخابرات وعضوا في جماعة "عصائب أهل الحق" القوية قتلا في اشتباك مع محتجين في مدينة العمارة بجنوب البلاد.
وأفادت مصادر طبية والمفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق أن ما يربو على 2000 شخص أصيبوا على مستوى البلاد عندما خرج المتظاهرون إلى الشوارع الجمعة للتعبير عن الإحباط من النخب السياسية التي يقولون إنها فشلت في تحسين مستوى حياتهم بعد سنوات من الصراع.
وقال علي محمد (16 عاما) الذي غطى وجهه بقميص منعاً لاستنشاق الغاز المسيل للدموع "مطالبنا أربعة.. الوظائف والمياه والكهرباء والأمن. هذا كل ما نريده".
ودوت صفارات الإنذار وسقطت قنابل الغاز المسيل للدموع وسط مجموعات من المتظاهرين الشبان يتدثرون بالعلم العراقي ويهتفون "بالروح بالدم نفديك يا عراق".
وهذه ثاني موجة عنف كبرى هذا الشهر. وخلفت سلسلة من الاشتباكات قبل أسبوعين بين المحتجين وقوات الأمن 157 قتيلا وما يربو على 6000 جريح.
احتجاجات في عدة محافظات
وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق إن ثمانية محتجين قتلوا في بغداد. وقالت مصادر أمنية إن خمسة منهم على الأقل كانوا متظاهرين أصيبوا بقنابل الغاز المسيل للدموع في بغداد.
وفي الجنوب، قالت مصادر أمنية إن ما لا يقل عن تسعة محتجين لاقوا حتفهم عندما فتح أعضاء جماعة عصائب أهل الحق المدعومة من إيران، والذين يحرسون المقر المحلي للجماعة في مدينة الناصرية، النار بعد أن حاول المحتجون إحراق المقر.
وقالت مصادر بالشرطة إن ثمانية أشخاص قتلوا في مدينة العمارة بينهم ستة متظاهرين وعضو واحد في جماعة "عصائب أهل الحق" وضابط مخابرات. وقالت مصادر أمنية إن ثلاثة محتجين على الأقل في البصرة وواحدا في الحلة وواحدا في السماوة قتلوا.
وقالت مصادر بالشرطة والمشرحة إن 12 محتجا في مدينة الديوانية لاقوا حتفهم عندما حوصروا في مبنى محترق، وقال خالد المهنا المتحدث باسم وزارة الداخلية إن 68 على الأقل من أفراد قوات الأمن أصيبوا أيضاً، فيما أحرق محتجون المبنى الذي يضم فيلق بدر المدعوم من إيران فيما يبدو دون علم بوجود آخرين بالداخل.
وفي مدينة البصرة بجنوب البلاد، اشتبك المحتجون مع قوات الأمن التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وقوبلت بالرشق بالحجارة على سياراتها. وقام الشبان بنقل المصابين وأضرم محتجون النار في سيارات الشرطة.
وبدءا من الساعة الثامنة مساء فُرض حظر التجول إلى حين إشعار آخر في محافظات الجنوب في البصرة والمثنى وواسط وبابل وذي قار بعد إحراق المحتجين مكاتب لنواب ومقار أحزاب سياسية وجماعات مسلحة شيعية.
وفي كربلاء، قررت سلطات المحافظة، فرض حظر التجوال مساء الجمعة إعتبارا من الساعة الثانية عشرة بالتوقيت المحلي.
وقال محافظ كربلاء نصيف الخطابي في بيان صحفي إنه تقرر فرض حظر التجوال في المحافظة " منذ الساعة الـ12 ليلا وحتى الساعة الـ12 من ظهر يوم السبت"، حسب التوقيت المحلي.
دعوات لحماية المتظاهرين
ودعا مجلس القضاء الأعلى في العراق، مساء الجمعة، أجهزة الأمن بالبلاد إلى الدفاع عن المتظاهرين السلميين. وأكد مجلس القضاء الأعلى في بيان له على " حق التظاهر السلمي المكفول بموجب الدستور"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.
ودعا المجلس في بيان "الأجهزة الأمنية إلى ممارسة واجبهم في الدفاع عن المتظاهرين السلميين، وعدم الاعتداء عليهم من أي جهة كانت وحماية الأملاك العامة والخاصة ومقرات الأحزاب".
ع.ح./ص.ش. (رويترز، د ب أ)