ادريانو يقود البرازيل إلى نهائي كأس القارات
٢٥ يونيو ٢٠٠٥على الرغم من الأداء القوي الذي قدّمه المنتخب الألماني أمام نظيره البرازيلي بطل العالم، إلا أن الأخير نجح في تحقيق الفوز على أصحاب الأرض بفضل مهاجمهم النجم أدريانو المحترف في صفوف فريق إنترميلانو الإيطالي. وبذلك تأهل بطل العالم خمس مرات إلى نهائي بطولة كأس القارات ليُقابل يوم الأربعاء القادم ( 22 يوينو/حزيران ) على ملعب مدينة فرانكفورت الفائز بلقاء نصف النهائي الثاني الذي يجمع المنتخبين الأرجنتيني والمكسيكي غداً الأحد.
لم يكُن الفريق الألماني الأضعف أو الأسوأ أبداً، بل قدّم عرضاً قوياً على مستوى عال وأثبت أنه قادر على مجاراة الفرق الكبيرة والعريقة وربما الفوز عليها أيضاً. لكن الفريق البرازيلي يضم في صفوفه اللاعبين الأفضل حقيقة، بل أفضل لاعبي كرة القدم العالمية الذين يُمكن لأي منهم بمجهود فردي أن يحسم المباراة لصالح فريقه.
أدريانو نجم المباراة بلا منازع
وهذا ما فعله المهاجم النجم أدريانو الذي أحرز هدفين وتسبب في تسجيل الهدف الثالث للبرازيل عندما احتسب حكم المباراة ضربة جزاء لصالحه. لكن لا يجوز بالطبع التقليل من شأن اللاعبين الآخرين مثل رونالدينيو وروبينيو وكاكا وغيرهم من نجوم الزامبا الذي قدّموا أداءً رائعاً وشكّلوا خطورة كبيرة على مرمى الفريق الألماني.
جاء الشوط الأول مثيراً وسريعاً وسجّل الألمان بداية قوية ليُسيطروا على معظم مجريات اللعب. وشكّل محور الهجوم الألماني المكوّن من الكابتن ميشائيل بالاك والمدافع شنايدر ولاعب خط الوسط سيباستيان دايسلر والمهاجم الشاب بودولسكي، شكّل خطورة كبيرة على الدفاع البرازيلي وهدّدوا مرماه مرات عديدة. وأظهر الألمان قُدرات وكفاءات عالية في مواجهة الفريق البرازيلي الكبير لم يكُن أحد يتوقعها قبل تولي يورغين كلينسمان مهمته كمدرب للمنتخب الألماني.
لكن رغم الأداء القوي وسيطرة الفريق الألماني على مُعظم مجريات المباراة خلال التسعين دقيقة، إلا أن الألمان فشولا مجدداً في تحقيق فوز كان قاب قوسين أو أدنى على أحد الفرق العالمية الكبيرة، إذ كان آخر فوز حققته ألمانيا على فريق دولي كبير عام 2000 حين فازت على إنجلترا بهدف يتيم سجّله آنذاك ديتمار هامان الذي يلعب حالياً في صفوف فريق ليفربول الإنجليزي.
افتتح أهداف المباراة الخمسة المهاجم النجم أدريانو الذي سدد في الدقيقة 21 كرة قوية من ضربة حرة ارتطمت باللاعب الألماني إيرنست خادعة حارس المرمى يينس ليمان قبل أن تهز شباكه. لكن ردّ الألمان جاء سريعاً، إذ أحرز المهاجم الشاب بودولسكي هدف التعادل لألمانيا بعد 70 ثانية فقط من تقدّم البرازيل، وذلك بضربة رأسية رائعة بعد تلقيه الكرة من ضربة ركنية نفذها لاعب خط الوسط سيباستيان دايسلر.
وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين احتسب حكم المباراة الشيلي كارلوس شانديا ضربة جزاء لصالح البرازيلي أدريانو الذي عرقله المدافع الألماني روبرت هوت في منطقة الجزاء. واستغل الكابتن البرازيلي أدريانو هذه الفُرصة الكبيرة لُيحرز الهدف الثاني للمنتخب البرازيلي الذي تقدّم مجدداً على مضيفه المنتخب الألماني.
بالاك يُحرز هدف التعادل لألمانيا من جديد
غير أن فرحة البرازيليين لم تدُم طويلاً، إذ احتسب الحكم في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول ضربة جزاء لألمانيا انبرى لها الكابتن ميشائيل بالاك، نجم بطل الدوري الألماني فريق بايرن ميونيخ، ليُحرز هدف التعادل لألمانيا من جديد. وعلى هذه النتيجة انتهى الشوط الأول الذي قدّم فيه الفريقان عرضاً قوياً ورائعاً.
وبعد الاستراحة واصل كلا الفريقين سعيهما لحسم المباراة، وبالتالي بلوغ نهائي البطولة. لكن أداء الفريقين تراجع بعض الشيء وكانت علامات الإرهاق واضحة على لاعبي الطرفين، الأمر الذي دفع مدربي الفريقين إلى إجراء بعض التبديلات.
وقبل 15 دقيقة على نهاية اللقاء نجح أدريانو في مراوغة مدافعي المنتخب الألماني ميرتيسكر وروبرت هوت ليُسدد كرة قوية زاحفة سكنت شباك حارس المرمى الألماني يينس ليمان. وفي الدقائق الأخيرة حاول الألمان تعديل النتيجة لتمديد المباراة شوطين إضافيين والاحتكام ربما إلى ركلات الجزاء الترجيحية، إلا أن أبطال الزامبا كانوا الأذكى ونجحوا في الحفاظ على تقدمهم، وبالتالي بلوغ نهائي البطولة يوم الأربعاء القادم 29 يونيو/حزيران على ملعب مدينة فرانكفورت.
أما المنتخب الألماني فعليه الانتقال إلى ملعب مدينة لايبزغ لمواجهة الفريق الخاسر في لقاء نصف النهائي الثاني الذي يجمع بين المنتخبين الأرجنتيني والمكسيكي، يوم الأربعاء القادم أيضاً الساعة الخامسة وأربع وأربعين دقيقة.
وفي الختام أود القول إن كابتن المنتخب الإنجليزي السابق الشهير غاري لينيكر لم يكُن محققاً عندما قال: " إن كرة القدم لُعبة تضمّ 22 لاعباً يتنافسون على الكرة وحكماً يتّخذ العديد من القرارات الخاطئة وفي النهاية تفوز ألمانيا دائماً". إذ رغم أداء الألمان الجيد الذي يستحق الفوز، خسرت ألمانيا مباراة اليوم أمام فريق عريق وربما أفضل فريق في العالم، الا وهو الفريق البرازيلي.