اختراع هولندي لتخليص هواء المدن من الغبار الدقيق
٣١ يوليو ٢٠٠٩تمكن فريق من العلماء الهولنديين من اختراع نظام لتقليل الغبار الدقيق بهدف تحسين نوعية الهواء في المدن بشكل كبير. وقال بوب فان أورسيم، مدير إدارة حدائق النباتات في جامعة ديلفت التقنية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن النظام الكهروستاتيكي الذي قام بتطويره قلل بشكل كبير من تركيز الغبار الدقيق. يذكر أنه عادة ما تكون نوعية الهواء في المناطق المدنية ملوثة بالغبار وذرات الدخان المنبعثة من عوادم السيارات، ما يزيد من احتمال الإصابة بالربو والحساسية، وبالتالي فتقليل تلوث الهواء من شأنه أن يحسن الصحة العامة.
إثقال ذرات الغبار الدقيق
فان أورسيم ورفيقاه جان ماريجنيسن وريجن روس بدأوا مؤخراً أول اختبار على نطاق واسع لاختراعهم الذي فاز في عام 2008 بجائزة الاختراعات المرورية. العلماء الثلاثة بمساندة شركة "بي.آية.أم" الهولندية لأعمال البناء وبرنامج تحسين جودة الهواء التابع للحكومة الهولندية، قرروا نصب النظام الجديد داخل نفق توماسين البالغ طوله 1460 متراً والواقع بالقرب من مدينة روتردام.
وسيقوم العلماء بعد ثلاثة أشهر بتحليل مدى نجاح اختراعهم في تنظيف وتنقية الهواء داخل النفق. عن هذا يقول أورسيم، المتخصص في مجال الكيمياء والأحياء والفيزياء إن النظام "يتبع ببساطة قواعد الكهرباء الأساسية". ويضيف بالقول: "نحن نخلق مجال كهروستاتيكي فوق الطرق السريعة حتى يمكن شحن ذرات الغبار الدقيق أسفله". وأشار العالم الهولندي إلى أن شحن ذرات الغبار الناعم كهربائياً يسمح بالتحكم بها.
ويتم نصب شاشات ذات شحنات سالبة على جانبي الطريق ليمكنها جمع ذارت الغبار المشحونة، وبالتالي يمكن تنقية الهواء من كم كبير من الغبار الدقيق. عن هذا يقول أورسيم: "لقد طورت فكرتي بعد مراقبة التفاعل بين الغبار ونباتات الكثبان الرملية". ويضيف العالم الهولندي قائلاً: "رأيت كيف يتجه الغبار الموجود في الهواء نحو هذه النباتات، ما جعلني أعتقد أن المجالات الكهروستاتيكية ربما يكون لها دخل في ذلك". ويقول الباحث إن نتائج انخفاض نسبة الغبار خلال الاختبارات كانت أفضل مما هو متوقع.
ويضيف أورسيم: "أثناء الاختبار المعملي، حققنا انخفاضا في الغبار الناعم بنسبة تقارب 100 في المائة". ويقول العالم الذي له اختراعات عديدة مسجلة باسمه فازت بعدد من الجوائز الدولية البارزة إن نتيجة الاختبار الحالي في نفق توماسين ربما ينتج عنها نتائج مختلفة.
منظومة متعددة الاستعمالات
وتتكون شبكة الكهرباء الساكنة، التي جرى نصبها في نفق توماسين من مجموعتين من 24 لوحاً من الألمونيوم على حوائط النفق. وجرى نصب الألواح "الإيجابية" على الحائط الأيسر للنفق مزودة بمصدر توليد كهرباء عالي الجهد وسلكين معدنيين يحملان شحنات الكهرباء، بينما نصبت الألواح "السالبة" على الحائط الأيمن بشبكة من السلك ممتدة بينهما. وتعطي الأسلاك المشدودة بين الجانبين شحنة كهرباء موجبة لذرات الغبار الدقيق، ما يجعلها تنجذب إلى الألواح السالبة. عن هذا يقول أورسيم إن "الغبار سيتراكم ويشكل في نهاية الأمر كتلة صلبة يمكن تنظيفها باستخدام الفرشاة والماء". ويقول العالم إنه في حالة التأكد من نجاح الاختراع فإنه ربما يكون "حلاً مهما للمدن الكبرى والحدائق الصناعية والطرق السريعة" لاسيما وأنه "متعدد الاستعمالات ويمكن تعديله ليتناسب مع وضع أي مدينة".
ويشير أورسيم إلى أن عمله قد أثار بالفعل اهتمام جميع المدن الهولندية الكبرى بالإضافة إلى مدن مكسيكو سيتي ودبي ولندن وبرلين وسنغافورة، ويقول: "من وجهة نظر فنية فإن النظام سيكون جاهزا للتطبيق بداية من العام المقبل".
(ع.غ/ د ب أ)
مراجعة: سمر كرم