اتّهامات لروسيا بالتسبب في "أزمة غذاء عالمية"
٣٠ مارس ٢٠٢٢اتُّهمت روسيا في مجلس الأمن بالتسبب بـ "أزمة غذاء عالمية" وتعريض الناس لخطر "المجاعة" عبر إطلاق حرب أوكرانيا، التي تعد "سلة الخبز" لأوروبا. وأفادت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان خلال اجتماع لمجلس الأمن مكرّس للأزمة الإنسانية في أوكرانيا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بدأ هذه الحرب. فلاديمير بوتين أحدث هذه الأزمة الغذائية العالمية. وهو القادر على وقفها".
وشددت على أن "مسؤولية إطلاق الحرب على أوكرانيا وتداعياتها على الأمن الغذائي العالمي تقع على عاتق روسيا والرئيس بوتين وحده".
وحذر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي من أن الحرب في أوكرانيا تهدد بتدمير جهود البرنامج لتوفير الغذاء لحوالي 125 مليون شخص على مستوى العالم لأن أوكرانيا انتقلت "من سلة خبز للعالم إلى بلد يقف مواطنوه في طوابير للحصول على الخبز".
وقال بيزلي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "إنه ليس فقط دمار فعلي لأوكرانيا والمنطقة، بل سيكون له تأثير في السياق العالمي يتجاوز أي شيء رأيناه منذ الحرب العالمية الثانية".
وقال بيزلي إن 50 بالمئة من الحبوب التي يشتريها البرنامج تأتي من أوكرانيا، "لذلك يمكنك فقط أن تفترض الدمار الذي سيلحق بعملياتنا وحدها". وقال "المزارعون على الخطوط الأمامية للجبهة".
وأضاف بيزلي أن الأزمة تفاقمت بسبب نقص منتجات الأسمدة القادمة من روسيا البيضاء وروسيا. وقال للمجلس "إذا لم تضع أسمدة على المحاصيل، فسيفقد محصولك النصف على الأقل. لذلك فإننا نتحدث عما يمكن أن يكون كارثة فوق كارثة في الأشهر المقبلة".
وقبل غزو روسيا لجارتها أوكرانيا في 24 فبراير شباط، كان بيزلي يقول إن برنامج الأغذية العالمي يعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الوقود والغذاء وتكاليف الشحن، وهو ما يجبره على خفض حصص الإعاشة لملايين الأشخاص في أماكن مثل اليمن.
وحذر بيزلي من أنه إذا لم ينته الصراع في أوكرانيا، فإن "العالم سيدفع ثمنا باهظا.. وآخر شيء نريد أن نفعله كبرنامج الأغذية العالمي هو أخذ الطعام من أطفال جوعى لتقديمه لأطفال يتضورون جوعا".
بدوره، شدد مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير على أن "عدوان روسيا على أوكرانيا يفاقم خطر المجاعة حول العالم" وبأن سكان الدول النامية سيكونون أول المتأثّرين.
وأضاف "لا شك في أن روسيا ستحاول جعلنا نصدّق بأن العقوبات التي تم تبنيها ضدّها هي التي تتسبب بعدم توازن وضع الأمن الغذائي للعالم".
وبالفعل، أصر مندوب موسكو في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا على أن الاضطرابات القائمة في سوق الغذاء العالمي سببها "هستيريا العقوبات الجامحة التي أطلقها الغرب ضد روسيا".
وذكرت شيرمان والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي بأن أوكرانيا وروسيا، المنتجتان الرئيسيتان للحبوب، تمثّلان 30 في المئة من صادرات القمع العالمية و20 في المئة من الذرة و75 في المئة من زيت دوار الشمس.
كان الاتحاد الأوروبي قد أعلن يوم الجمعة الماضي عن مبادرة للتخفيف من نقص الغذاء الناجم عن الحرب. ويسعى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى التزام متعدد الأطراف ضد القيود على تصدير المواد الخام المرتبطة بالزراعة.
ولفتت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا إلى أن النزاع في أوكرانيا "يهدد بتردي الأوضاع في أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم، كما هو الحال في أفغانستان واليمن والقرن الإفريقي" حيث يعد انعدام الأمن الغذائي مشكلة في الأساس.
ع.أ.ج/ أ ف (رويترز، أ ف ب)