إسرائيل ترفض الدعوات الدولية لوقف البناء في القدس الشرقية
٢٢ يوليو ٢٠٠٩نفى مايكل أورين، السفير الإسرائيلي، لدى واشنطن وجود أزمة حقيقية في العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة رغم الخلاف بين الجانبين بشأن قضية المستوطنات الإسرائيلية. وقال أورين في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية اليوم الأربعاء (22 يوليو /تموز) :"ثمة خلافات في الرأي حول موضوعات بعينها". بيد أنّه أكّد في الوقت نفسه أن أفق التواصل والتعاون مع الولايات المتحدة "كبيرة وعميقة للغاية" ولم تحدث فيها توترات ملموسة.
يأتي ذلك عقب استدعاء سفير الدولة العبرية بأيام قليلة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، التي كانت أبلغته بضرورة وقف بناء المستوطنات في القدس الشرقية، بينما ورفضت الحكومة الإسرائيلية الاستجابة لمطالب واشنطن في هذا الشأن.
الاتحاد الأوروبي يزيد من ضغوطه على إسرائيل
في غضون ذلك، تزايدت ضغوط المجتمع الدولي على إسرائيل لوقف عمليّات الاستيطان في القدس الشرقية، ففي سياق متّصل دعت السويد، التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء (21 يوليو/تموز) في بيان، الحكومة الإسرائيلية إلى عدم القيام بأي عمل "استفزازي" في القدس الشرقية. وجاء في البيان أن "رئاسة الاتحاد الأوروبي تدعو إسرائيل للامتناع عن أي عمل استفزازي في القدس الشرقية بما في ذلك عمليات التدمير والإبعاد"، مؤكّدة أن "عملا من هذا النوع غير قانوني" وذلك في إشارة منها إلى عمليّة إجلاء عائلتين فلسطينيتين من القدس الشرقية. وذكّرت الرئاسة الأوروبية بموقف مماثل كانت تبنّته اللّجنة الرّباعية الدولية للشرق الأوسط في 26 حزيران/يونيو الماضي.
فرنسا تستدعي السفير الإسرائيلي في باريس
وفي الإطار نفسه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس الثلاثاء (21 يوليو /تموز) أن وزارته استدعت السّفير الإسرائيلي في باريس دانيال شيك للاحتجاج على سياسة الاستيطان في القدس وأبلغته بموجب وقف إسرائيل عمليّات الاستيطان في القدس الشرقية. وأكّد كوشنير بالقول "يجب أن تتوقّف هذه الأنشطة، وإلاّ فلن تكون هناك فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تدير نفسها وتضمن أمن إسرائيل أيضا". وقال إن بناء المستوطنات في القدس الشرقية يتعارض مع القانونين الدّولي والإسرائيلي على حد سواء.
وفي موسكو أعلن المتحدّث الرّسمي باسم وزارة الخارجية الرّوسية أندريه نستيرنكو أمس الثلاثاء أن روسيا بدورها دعت إسرائيل إلى "الوقف الفوري" لبناء المستوطنات في القدس الشرقية. وشدّد نستيرنكو على أن "الاستيطان يجب أن يتوقّف فورا كما هو وارد في خارطة الطريق"، خطة السّلام الدولية للشرق الأوسط.
"إسرائيل تتحرك انطلاقا من مصالحها القومية"
من جهتها، ردّت إسرائيل برفض دعوات الاتحاد الأوروبي وفرنسا وروسيا إلى وقف الاستيطان في القدس الشرقية. وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون أمس الثلاثاء في بيان إن "إسرائيل تتحرك وستتحرك انطلاقا من مصالحها القومية وخصوصا كل ما يمس بالقدس". وأضاف أن "حقوقنا في القدس، بما فيها تنميتها، لا يمكن أن تكون موضع اعتراض".
وفي سياق متّصل اعتبر وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء إيلي يشائي أن إسرائيل "ليست تابعة لدولة أخرى في العالم، وأنّه من حقّها البناء في كل أنحاء إسرائيل حين تكون مشاريع مماثلة قد حصلت على كل التراخيص القانونية".
يشار في هذا السياق إلى أن السّلطات الإسرائيلية كانت قد أعطت الضوء الأخضر لعملية بناء مساكن جديدة لليهود في القدس الشرقية.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي