تراث يهودي بألمانيا وموقع بأريحا على قائمة التراث العالمي
١٧ سبتمبر ٢٠٢٣
قررت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في جلستها المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأحد اليوم الأحد (17 سبتمبر أيلول 2023) إدراج تراث القرون الوسطى اليهودي بمدينة إرفورت الألمانية ضمن قائمة التراث العالمي.
وقالت سفيرة ألمانيا الجديدة لدى اليونسكو كيرستين بوشل إن "إدراج تراث القرون الوسطى اليهودي في مدينة إرفورت كموقع يهودي جديد وثانٍ ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي يقدم مساهمة مهمة أخرى في إظهار الجذور المشتركة لليهود والمسيحيين في ألمانيا وأوروبا والحفاظ عليها للمستقبل". وأضافت بوشل أن الموقع العالمي الجديد يعزز فهم التنوع الثقافي في ألمانيا والاحترام المتبادل للتراث التاريخي متعدد الطبقات.
وتشمل لائحة مواقع مدينة إرفورت العديد من المباني في البلدة القديمة، ضمنها مواقع بالمدينة تم اكتشافها بالصدفة منذ حوالي 16 عامًا ويتعلق الأمر بحمام تقليدي يعود للقرون الوسطى (ميكفيه) وكنيس إرفورت اليهودي القديم. بعد مذبحة في المدينة عام 1349، والتي وقعت فيها الجريمة بأكملها تقريبًا وعندما تم القضاء على الطائفة اليهودية، أُغلق الكنيس في البداية تم تحويلها إلى مستودع ثم إلى مطعم واستخدمت كقاعة للرقص. ولهذا الغرض يُعتقد أنه من هذا المنطلق فان المبنى بالمدينة تم إنقاذه من الدمار على يد النازيين إبان الحرب العالمية الثانية.
ويقع اليوم متحف في الكنيس القديم حيث بوجد أقدم آثار للبناء مؤرخ في 1094. وتتضمن شهادات عن الحياة اليهودية في إرفورت في العصور الوسطى، والتي كانت أيضًا جزءًا من التطبيق. وهذا يشمل عدة آلاف من قطع العملات الفضية والسبائك وكذلك أعمال صياغة الذهب والفضة من القرنين الثالث عشر والرابع عشر. وظل الباحثون يشكون في أن هذا ما يسمى بكنز إرفورتر الذي تم دفنه خلال المذبحة عام 1349.
وتم تم اكتشاف الكنز في عام 1998 قبل وقت قصير من الانتهاء من التحقيقات في الأعمال الأثرية حيث وجدت على عقار في البلدة القديمة - أينكان في السابق الحي اليهودي. ويزن حوالي 30 كيلوغراما بما في ذلك العملات الفضية وأدوات المائدة وقطع من كنز غولدسميث من القرنين الثالث عشر والرابع عشر. ويعتقد العلماء في أن مالكها اليهودي قُتل خلال مذبحة عام 1349 وتم إخفاؤها. وإبان حملة الاضطهاد التي استهدفت آنذاك الجالية اليهودية التي كان تعداد أفرادها حوالي 1000، يُعتقد أنهم قُتلوا ودُمر الحي اليهودي وتم إحراق الكنيس.
موقع تل السلطان الأثري في الضفة الغربية على قائمة التراث العالمي
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة الأحد موقع تل السلطان -ما قبل التاريخ- في مدينة أريحا الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة على قائمة التراث العالمي وفق ما أكد مسؤولون فلسطينيون واليونسكو. وجاء قرار اليونسكو خلال الاجتماع الخامس والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لها والذي يعقد في الرياض في السعودية.
وقال مساعد المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة إرنستو أوتون خلال جلسة عقدت لإدراج الموقع على القائمة، إن "الموقع المقترح للترشيح هو موقع تل السلطان الأثري الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ويقع خارج موقع أريحا الأثري".
وأكد دبلوماسي من اليونسكو لوكالة فرانس برس فضل عدم الكشف عن هويته أن "لا وجود لبقايا يهودية أو مسيحية في الموقع، إنه موقع لبقايا تعود إلى ما قبل التاريخ إلى ما بين 10 آلاف و700 عام قبل الميلاد".
من جهتها أشادت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة اليوم الأحد بخطوة اليونسطة في تسجيل موقع أريحا القديمة (تل السلطان) على قائمة التراث العالمي. وقالت إن هذا الإنجاز تحقق وليصبح لدى فلسطين خمسة مواقع فلسطينية مسجلة رسميا على القائمة بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس) والخليل (البلدة القديمة في الخليل).
وأكدت معايعة أهمية القرار باعتبار الموقع جزءا أصيلا من التراث الفلسطيني المتنوع ذو القيمة الإنسانية الاستثنائية وأهميته العالمية كأقدم مدينة محصنة في العالم ويستحق أن يكون أحد مواقع التراث العالمي.
مواقع تاريخية بكييف ولفيف كتراث عالمي مهدد بالخطر
كما أدرجت اليونسكو، ثلاثة مواقع تاريخية في مدينتي كييف ولفيف التي تدمرهما الحرب، على قائمة التراث العالمي المعرضة للخطر الجمعة، نتيجة للحرب الروسية الجارية على أوكرانيا.
وجرى إدراج كاتدرائية القديسة صوفيا البديعة بالعاصمة الأوكرانية ومتحفها المجدد "بيشيرسك لافرا" على قائمة المواقع المعرضة للخطر، إضافة إلى بلدة لفيف القديمة التاريخية.
وذكرت لجنة التراث العالمية بالمنظمة الثقافية التابعة للأمم المتحدة، في اجتماع بالرياض بالسعودية، إن المواقع "ذات القيمة التاريخية المميزة" تتعرض لتهديد دائم منذ بدء الغزو واسع النطاق مطلع العام الماضي.
وأوضحت ماريا بومر، الرئيسة الألمانية للجنة اليونسكو، إنه "يجب على المجتمع الدولي ألا ينظر إلى الناحية الأخرى عندما يتعرض تراثنا الإنساني المشترك للاعتداء". وأشارت بومر إلى أن الحرب تشكل أيضا خطرا على كنوز أوكرانيا الثقافية التي تتعرض للنهب. وأضافت أنه "يتعين على المجتمع الدولي أن يعمل معا عن كثب لوقف التجارة غير القانونية في السلع الثقافية ومحاسبة أولئك المسؤولين".
الخانات الفارسية
و أعلنت اليونسكو أنها أدرجت أكثر من 50 خانا فارسيا، وهي نُزل تقدّم المأوى والطعام والمياه للمسافرين على الطرق القديمة في إيران، في قائمتها للتراث العالمي.
وأوضحت اليونسكو على موقعها أن هذه "الخانات المهيبة والمحصنة في كثير من الأحيان كانت مرحلات تقع على طول الطرق وتوفر المأوى والغذاء للقوافل والحجاج والمسافرين". وأضافت "كانت تُحدَّد الطرق والمواقع التي تقام فيها الخانات تبعا لتوافر المياه والظروف الجغرافية والشواغل الأمنية". وتابعت "تمثل الخانات الستة والخمسون التي يشملها هذا العنصر نسبة مئوية صغيرة مقارنة بالخانات العديدة المبنية على الطرق القديمة في إيران، وهي تعتبر الأكثر تأثيرا والأعلى قيمة من بين الخانات في إيران، واستخدم فيها طيف واسع من الأنماط المعمارية وأساليب التأقلم مع الظروف المناخية ومواد البناء". وأشارت إلى أنها "تنتشر على آلاف الكيلومترات وقد بُنيت على مرِّ العديد من القرون. وتمثل هذه الخانات مجتمعة شبكة الخانات في إيران وتطورها خلال مراحل تاريخية مختلفة".
م.س/ح.ز/ع.ج.م (د ب أ، رويترز، أ ف ب))