إدانة أوروبية ودولية و"صدمة" ألمانية إزاء ما يحدث في ليبيا
٢١ فبراير ٢٠١١أدانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "بأشد درجة" التصدي الوحشي ضد المتظاهرين في ليبيا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، اليوم الاثنين في برلين إن الحكومة الألمانية بأكملها، والمستشارة أيضا،"مصدومة" إزاء ما يحدث في ليبيا. وأضاف المتحدث: "نناشد المسئولين السياسيين هناك السماح بحرية التجمهر لكل من يريد التظاهر بدون عنف، ومحاولة إجراء حوار مع الشعب".
أفاد بيان مشترك، من المقرر أن يتفق عليه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في وقت لاحق اليوم، أنهم يدينون قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة الليبية. وتابعت مسودة البيان الذي حصلت وكالة رويترز للأنباء على نسخة منه إنهم "يدينون القمع المستمر ضد المتظاهرين السلميين في ليبيا وينددون بالعنف وسقوط قتلى من المدنيين".
وفيما استدعت بريطانيا السفير الليبي في لندن للاحتجاج على عملية القمع العنيف للتظاهرات في بلاده والمطالبة بملاحقة المسؤولين عنها، كما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين، دعت فرنسا من جانبها المجتمع الدولي إلى بذل كل ما بوسعه حتى لا تنزلق ليبيا إلى حرب أهلية. وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، فرانسوا باروان، اليوم الاثنين مقابلة مع إذاعة (اوروبا1) "يساورنا قلق بالغ ونشعر بصدمة شديدة وندين ما يحدث بقوة. هذا العنف الذي لم يسبق له مثيل الذي قد يتحول إلى حرب أهلية طويلة شديدة العنف". وتابع "بدأ القمع ويجب بذل كل الجهود على المستوى الدبلوماسي لتنسيق المواقف الأمريكية والأوروبية لمنع حدوث شيء عنيف."
الولايات المتحدة تدرس "التحركات الملائمة"
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مسئول أمريكي إن الولايات المتحدة تدرس اتخاذ "كل التحركات الملائمة" ردا على حملة القمع الليبية العنيفة ضد المحتجين، موضحا أن الحكومة الأمريكية تعكف حاليا على تحليل الكلمة التلفزيونية التي ألقاها سيف الإسلام القذافي أمس لمعرفة إذا ما كان هناك "إمكانية لإجراء إصلاح جاد". وأوضح المسئول انه يجري اطلاع الرئيس باراك اوباما بشكل منتظم على التطورات السريعة في ليبيا وأن إدارته ستسعى إلى الحصول على "إيضاحات" من كبار المسئولين الليبيين مع حثها على إنهاء أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين.
وقد أدانت الولايات المتحدة أمس الأحد بشدة الحملة العنيفة التي تشنها ليبيا على المحتجين مستشهدة بتقارير وصفتها بأنها ذات مصداقية عن سقوط مئات القتلى والجرحى. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها قدمت اعتراضات شديدة اللهجة لحكومة الزعيم الليبي معمر القذافي بشأن "استخدام القوة القاتلة مع متظاهرين مسالمين" في الوقت الذي انضمت فيه ليبيا إلى موجة الاحتجاجات التي تهز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومع زيادة واشنطن الضغط على طرابلس قال سيف الإسلام أحد أبناء القذافي عبر التلفزيون الحكومي "سنقاتل حتى آخر رجل وحتى آخر إمرأة وحتى آخر طلقة"، لكنه وعد بإجراء حوار عن الإصلاحات وزيادة الرواتب. وتابع أن "الجيش يقف وراء والده الذي يقود المعركة في طرابلس" وسيفرض تطبيق الأمن "بأي ثمن". وقال سيف الإسلام أيضا إن مؤتمر الشعب العام سيجتمع اليوم الاثنين لبحث برنامج إصلاح "واضح".
مطالب بتعليق عضوية ليبيا في مجلس حقوق الإنسان
وقد طالب ائتلاف دولي مكون من 24 منظمة معنية بحقوق الإنسان الأمم المتحدة بالتدخل لحماية المدنيين في ليبيا. وطالبت المنظمات في قرار تم نشره صباح اليوم الاثنين في جنيف مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة بعقد اجتماعات طارئة لبحث هذا الأمر. وتم تسليم القرار إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والحكومة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي. وتحدث النداء، الذي وقعته عدة منظمات دولية بينها منظمة "يو إن ووتش"، عن جرائم حرب جسيمة تمارسها السلطات الليبية في حق شعبها.
وطالبت المنظمات بتعليق عضوية ليبيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بالإضافة إلى إرسال لجنة تحقيق دولية إلى ليبيا. وتقدر المنظمات المعنية بحقوق الإنسان عدد القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات في ليبيا بنحو 150 قتيلا، بينما يقدر أطباء وعناصر المعارضة عدد القتلى بنحو مائتي قتيل.
(هـ.إ./ رويترز/د.ب.أ/أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي