أين وصلت مفاوضات أوكرانيا لدخول الاتحاد الأوروبي؟
١١ يونيو ٢٠٢٢قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين للصحافيين المرافقين لها في زيارتها إلى كييف لمناقشة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي: "عدت إلى كييف للقاء الرئيس (فولوديمير) زيلينسكي ورئيس الوزراء (دينيس) شميغال، سنستعرض العمل المشترك الضروري لإعادة الإعمار والتقدم الذي أحرزته أوكرانيا على طريق أوروبا".
وأضافت اليوم (السبت 11 يونيو/حزيران): "هذا سيصب في تقييمنا الذي سنعرضه قريبا".
ومن المقرر أن تبدي المفوضية الأوروبية رأيها بشأن هذه المسألة في الأيام المقبلة، قبل أن يقرر قادة الاتحاد الأوروبي ما إذا كانوا سيمنحون أوكرانيا وضع المرشح الرسمي في قمة تعقد يومي 23 و24 حزيران/يونيو.
وتطالب أوكرانيا بـ"التزام قانوني" ملموس من الأوروبيين بحلول نهاية حزيران/يونيو من أجل منحها وضع الدولة المرشحة رسميا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، غير أن الدول الـ27 منقسمة حول هذه المسالة.
ففي حين تدعم دول عديدة ولا سيما من أوروبا الشرقية عضوية أوكرانيا، تبدي بعض الدول مثل هولندا والدنمارك وكذلك فرنسا وألمانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد حتى نهاية حزيران/يونيو، تحفظات شديدة.
حتى إذا حصلت أوكرانيا على "وضع المرشح"، فستبدأ عملية مفاوضات وإصلاحات محتملة قد تستغرق سنوات إن لم يكن عقودًا قبل ضمها إلى الاتحاد الأوروبي. ونبه العديد من دول الاتحاد كييف الى أنه لن يكون هناك مسار "سريع" لانضمامها.
وهذه ثاني زيارة لفون دير لايين إلى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير. وأكدت خلال زيارتها الأولى في 8 نيسان/ابريل أن أمام أوكرانيا "مستقبلا أوروبيا".
إصرار أوكراني
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة (11 يونيو/حزيران 2022) من جديد الدول ال27 إلى إخراج بلاده من "المنطقة الرمادية"، قبل أيام من إعلان رأي المفوضية الأوروبية بشأن منح كييف وضع المرشح، وقبل قمة رؤساء الدول المقررة في نهاية حزيران/يونيو والتي ستبت في الأمر. ويفترض أن يتم التصويت بالإجماع على القبول.
وقال زيلينسكي عبر الفيديو خلال مؤتمر دولي في كوبنهاغن "في الأسابيع المقبلة، قد يقوم الاتحاد الأوروبي بخطوة تاريخية تثبت أن التصريحات حول انتماء الشعب الأوكراني إلى الأسرة الأوروبية لن تذهب سدى".
وأضاف زيلينسكي وسط تصفيق حاد "لماذا؟ إذا كانت استطلاعات الرأي تكشف أن 71 بالمئة من الأوروبيين يعتبرون أوكرانيا جزءا من الأسرة الأوروبية، فهل لا يزال سياسيون مشككون يترددون في السماح لنا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟".
وقامت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيشينا هذا الأسبوع بجولة أوروبية زارت خلالها خصوصا باريس وبروكسل، لدفع الحملة الدبلوماسية لكييف قدما. وكتبت في تغريدة من بروكسل الخميس "موقفنا واضح: أوكرانيا بحاجة إلى التزام قانوني وليس إلى وعد سياسي"، مؤكدة أن "التردد يكلف بلدي الكثير بينما يخوض معركة من أجل حريته وتطوره الديموقراطي". وقالت خلال زيارتها لباريس "نحن متأكدون من أنه لن يستطيع أي من القادة الأوروبيين ال27 أن يقول رسميا وعلنا 'لا' ، لكن قول 'نعم' أكثر تعقيدا".
قرار صعب
وبالإضافة إلى أوكرانيا، يفترض أن تصدر المفوضية رأيها الأسبوع المقبل حول وضع منح جورجيا ومولدافيا أيضا وضع الدولة المرشحة.
وفضلا عن الثلاثة، هناك خمس دول أخرى (ألبانيا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو وصربيا وتركيا) مرشحة رسميا للانضمام إلى الكتلة، بينما كوسوفو والبوسنة والهرسك مرشحتان محتملتان.
وخلال انعقاد المجلس الأوروبي نهاية أيار/مايو، أكد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أن "كل الدول الكبرى تقريبا في الاتحاد الأوروبي تعارض (منح أوكرانيا) وضع المرشح، باستثناء إيطاليا".
واعترف مصدر دبلوماسي من إحدى هذه الدول بأن "منح أوكرانيا وضع مرشح مسألة كبيرة"، مشيرا إلى عقبات من بينها أنها في حالة حرب وتعاني من الفساد، فضلا عن الإصلاحات التي يتعيّن عليها القيام بها.
وصرح مصدر دبلوماسي آخر في بروكسل أنه "من الصعب تصور مفاوضات حول انضمام أوكرانيا حاليا، لكن تجري مناقشات في الوقت الراهن بين العواصم عن كيفية إعطاء الإشارة الصحيحة".
ع.ا/ خ.س (أ ف ب)