أول محادثات بين وكالة الطاقة وإيران في ظل حكم روحاني "بنَاءة"
٢٧ سبتمبر ٢٠١٣وصفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة (27 سبتمبر/ أيلول 2013) مباحثاتها مع إيران حول برنامجها النووي المثير للجدل بأنها "بناءة جدا". وجاء ذلك على خلفية حملة دبلوماسية تقوم بها طهران في الأمم المتحدة في نيويورك للتقارب بين واشنطن وطهران. واستأنفت الوكالة الدولية المحادثات مع إيران الجمعة. وقال كبير مفتشي الوكالة هرمان ناكايرتس في ختام الاجتماع في فيينا: "اتفقنا على أن نلتقي من جديد في 28 أكتوبر/ تشرين الأول وسنبدأ عندئذ المحادثات الأساسية حول طريقة حل كل المشاكل العالقة". من جانبه قال السفير الايراني الجديد لدى الوكالة رضا نجفي إن الجانبين أجريا "مباحثات بناءة حول مختلف المواضيع".
وكان نجفي استبعد التوصل إلى اتفاق الجمعة مباشرة مؤكدا "أنه أول لقاء وبالتالي أظن ألا أحد يتوقع أن نحل كل المشكلات في اجتماع واحد". وسمح اللقاء بإقامة اتصالات أولية بين فريق المفاوضين الإيرانيين الجديد وخبراء الوكالة فيما أكدت طهران "إرادتها القوية" في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما أعلن نجفي منتصف سبتمبر/ أيلول الجاري. كما أنه شكل فرصة لإيران من أجل القيام بأول خطوة ملموسة ولو أنه يبدو من السابق لأوانه التوصل إلى اتفاق شامل. وهذا اللقاء هو الحادي عشر من نوعه والأول منذ تولي الرئيس الإيراني حسن روحاني مهامه. وقال مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: "المجال الذي يميل فيه الإيرانيون أكثر إلى تقديم تنازلات هو مجال الشفافية، وهو ما يعني مزيدا من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية..."
وفي تقرير صدر عام 2011 طرحت وكالة الطاقة الذرية سلسلة من العناصر تشير إلى أن إيران عملت على صنع قنبلة ذرية قبل 2003 وربما بعد ذلك، ولاسيما في قاعدة برشين قرب طهران التي تطالب الوكالة عبثا بتفتيشها. وتنفي إيران قطعا أن تكون لها سواء الآن أو في الماضي مثل هذه المساعي. وهو ما أكده الرئيس روحاني من على منصة الأمم المتحدة، ويتمثل هدف المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إعداد اتفاق يسمح لمتفشي الوكالة بالتحقق مما إذا كانت شكوكها صحيحة أم لا. وأدت اللهجة التصالحية حول الملف النووي التي اعتمدها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى انفراج طفيف في العلاقات مع المجتمع الدولي الذي ينتظر الآن أفعالا ملموسة.
ع.م/ م.س (أ ف ب ، د ب أ)