أوكرانيا ترفض انتقادات ميركل بشان قضية تيموشينكو
١٣ مايو ٢٠١٢رفض نيكولاي اساروف رئيس الوزراء الأوكراني الانتقادات، التي وجهتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لبلاده لطريقة معاملتها لزعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو، المحكوم عليها بالسجن، لسوء استغلال النفوذ والإضرار بمصالح البلاد. وفي مقابلة نشرت الأحد (13 أيار/ مايو 2012) في العاصمة الأوكرانية كييف قال اساروف إن اتهامات ميركل لبلاده لا تسهم في إيجاد علاقات جيدة لأوكرانيا مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
وكانت المستشارة الألمانية قد أشارت في بيان لها بمناسبة الذكرى الـ67 لانتهاء الحرب العالمية الثانية بالقول: "نعيش اليوم في ألمانيا بسلام وحرية. لكن للأسف فإن هذا لا يعم أوروبا بأسرها، ففي أوكرانيا وروسيا البيضاء مازال الناس يعانون تحت وطأة الدكتاتورية والقمع".
وكانت زعيمة المعارضة الأوكرانية تيموشينكو قد حُكم عليها بالسجن لمدة سبعة أعوام في تشرين أول/ أكتوبر لإدانتها بإساءة استغلال السلطة إبان فترة توليها رئاسة الوزراء، وذلك في إشارة إلى توسطها عام 2009 في اتفاق غاز "مجحف" مع روسيا، حسب وصف الحكومة الأوكرانية الحالية، التي قالت إن الاتفاق يتعارض مع المصالح الوطنية لأوكرانيا. كما تقول الحكومة الأوكرانية الحالية إن الاتفاق أدى إلى رفع قيمة واردات الطاقة على نحو مبالغ فيه. وأثارت المحاكمة جدلاً واسعاً على المستوى الدولي ووصفتها العديد من الدول بأنها "انتقام قضائي" من تيموشينكو الخصم اللدود للرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش.
وأكد اساروف أن الجمهورية السوفيتية السابقة ليست دولة ديكتاتورية ولا يوجد بها قمع سياسي "فالأحزاب الديمقراطية حرة تماماً وبعضها ممثل في البرلمان وبعضها لا، وحرية الرأي سائدة". وفي سابقة هي الأولى من نوعها لم يستبعد اساروف إمكانية نقل تيموشينكو، التي تعاني آلاماً مبرحة في العمود الفقري إلى الخارج للعلاج. وأضاف في هذا السياق قائلاً: "إذا قالت الجهات الطبية المختصة بأن العلاج المناسب لتيموشينكو داخل أوكرانيا غير متاح، فإن من الممكن أن تقرر القيادة السياسية نقلها إلى الخارج لتلقي هذا العلاج غير أن ذلك يحتاج إلى تعديل في القانون". وتتلقى تيموشينكو في الوقت الراهن الرعاية الطبية في مستشفى بمدينة شاركوف تحت إشراف أخصائي أعصاب ألماني.
مطالبات بالديمقراطية وضغوط أوروبية
تيموشنكو طالبت من جانبها بإدخال إصلاحات ديمقراطية على النظام القائم هناك. وأعلنت تيموشينكو في رسالة تحية وجهتها السبت إلى مسيرة شارك فيها ألفان من المعارضين في كييف وتلتها ابنتها يفغينيا عليهم أنها ترغب بشدة في الخروج من زنزانة السجن لتشارك في تحويل الجمهورية السوفيتية السابقة إلى المنحى الغربي.
من ناحية أخرى حذرت رئيسة ليتوانيا داليا غريباوسكايت في لقاء لها أمس السبت مع الرئيس الأوكراني المثير للجدل فيكتور يانوكوفيتش في كييف من تزايد عزلة أوكرانيا بين دول الاتحاد الأوروبي. وقالت غريباوسكايت في إشارة غير مباشرة إلى حالة تيموشينكو إنها طالبت الرئيس الأوكراني أثناء مباحثاتها معه بتغيير اتجاه السياسة الداخلية في بلاده.
وتعتبر رئيسة ليتوانيا أول شخصية سياسية من الاتحاد الأوروبي تقوم بزيارة تيموشينكو في أحد مستشفيات مدينة شاركوف الأوكرانية. وينتقد الاتحاد الأوروبي أسلوب تعامل القضاء الأوكراني مع زعيمة المعارضة الأوكرانية انتقادات حادة. وتنأى المفوضية الأوروبية بنفسها عن المشاركة في مباريات بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم التي يقام قسم منها في أوكرانيا، احتجاجاً على هذا الأسلوب من التعامل مع تيموشينكو. ويشعر رئيس الوزراء الأوكراني نيكولاي أزاروف هو الآخر بعزلة أوروبية متزايدة، اضطر في إطارها للتخلي عن القيام بزيارة إلى بروكسل للقاء رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبي أو رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو.
(ع.غ/ د ب أ، آ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي