أوسلو ولندن أغلى المدن العالمية والعواصم الآسيوية أرخصها

بينت دراسة قام بها البنك السويسري "UBS" أن أغلى مدينة في العالم هي العاصمة النرويجية أوسلو تليها العاصمة البريطانية لندن ثم كوبنهاغن وزيوريخ وطوكيو. وقال المسؤولون عن الدراسة التي كشف عن نتائجها منتصف الأسبوع الماضي إن 8 مدن من بين 10 تعتبر الأغلى في العالم تقع في أوروبا. يشار إلى أن الدراسة شملت 71 مدينة في جميع أنحاء العالم. وبخصوص القوة الشرائية ومستوى الدخل في المدن التي خضعت للفحص، فإن العاصمة الألمانية برلين وكذلك عاصمة المال في ألمانيا فرانكفورت وميونيخ جاءت ضمن المدن الـ 15 الأولى. وفي حين تحتل برلين بخصوص القوة الشرائية المرتبة الثامنة، تحتل فرانكفورت المرتبة التاسعة. أما أغلى مدينة ألمانية، فإنها ميونيخ التي تحتل المرتبة الـ 17. واستخدم البنك ما يسمى بمعيار "حقيبة التبضع" التي يجب أن تضم 122 بضاعة وخدمة من أجل الحكم على مدى غلاء المدن العالمية التي شملها الفحص.

17 دقيقة عمل لشراء وجبة "بيغ ميك"

أما المعيار الآخر الذي استخدمته الدراسة، فإنه يختص في قياس زمن العمل المتوسط واللازم لشراء وجبة "بيغ ميك". وفي هذا الخصوص قالت الدراسة إن سكان العاصمة اليابانية طوكيو يحتاجون إلى العمل لمدة 10 دقائق من أجل المقدرة على شراء وجبة "بيغ ميك"، فيما يحتاج سكان مدن مثل العاصمة الكولومبية بوغوتا أو نيروبي إلى ساعة ونصف من العمل من أجل التمكن من شراء الوجبة المذكورة. وفي برلين وميونيخ، تكفي 17 دقيقة عمل من أجل شراء وجبة "بيغ ميك"، فيما يحتاج سكان مدينة فرانكفورت إلى 16 دقيقة عمل للغرض ذاته.

أما بخصوص مستوى الدخل، فإن الدول الاسكندنافية (النرويج والسويد والدنمرك وفنلندا) وسويسرا تتصدر الدول التي خضعت للفحص. وفي المدن الكبيرة لهذه الدول يتقاضى السكان في المتوسط 20 يورو في الساعة. أما في برلين وفرانكفورت وميونيخ، فإن السكان يتقاضون في المتوسط 16 يورو في الساعة. وفي مدن آسيوية وشرق أوروبية يتراوح أجر الساعة بين ثلاثة وأربعة يورو.

نيويورك وشيكاغو تتراجعان

وبحسب الدراسة، فإن سكان المدن الآسيوية يُعوضون تدني مستوى دخلهم من خلال عمل ساعات إضافية. فعلى سبيل المثال، يعمل موظف آسيوي 50 ساعة إضافية في السنة مقارنة مع زميل له يعمل في برلين أو في مدينة أوروبية أخرى. ومقارنة مع الدراسة الأخيرة التي قام بها البنك في عام 2003، فإن مستوى الدخل في المدينتين الأمريكيتين نيويورك وشيكاغو انخفض بسبب ضعف الدولار الأمريكي. ورغم الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده الصين، إلا أن مدينتي شنغهاي وبكين لا تعتبران من المدن الغالية عالميا. أما أرخص المدن العالمية فقد سجلت الدراسة مدن معظمها آسيوية مثل نيودلهي وبومباي وكولامبور، ولكن أيضا العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.

انخفاض مستوى الأجور في ألمانيا

ومن ناحية مستوى الأجور، فإن دراسة أخرى قام بها معهد بحوث النمو الاقتصادي الألماني "IMK" بينت أن ألمانيا لم تعد تحتل المركز الأول أوروبيا بخصوص مستوى الأجور. ففي القطاع الخاص يبلغ سعر ساعة العمل في ألمانيا 26،20 يورو، لتحتل ألمانيا المرتبة الثامنة فقط بعد الدنمارك والسويد وبلجيكيا ولكسمبورغ وفرنسا وهولندا وفنلندا. وفي هذا الخصوص قال غوستاف هورن، مدير المعهد المشرف على الدراسة إن ألمانيا "تتوسط الدول الأوروبية بخصوص مستوى الأجور في القطاع الخاص." ولاحظت الدراسة وجود تناسب طردي بين مستوى الأجور ونسبة البطالة في الدول المعنية. فعلى سبيل المثال تحتل الدنمارك المركز الأول أوروبيا في ناحية ارتفاع نسبة الأجور (33،10 يورو في الساعة) وفي الوقت ذاته لا تتعدى نسبة البطالة في الدولة الاسكندنافية 4،3%. وفي قطاع الخدمات أيضا يتقاضى الموظفون الألمان 24،10 يورو في الساعة لتكتفي ألمانيا بمركز متوسط مقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى.