أوباما يدعم المتظاهرين ويدين العنف ضدهم
٢٠ يونيو ٢٠٠٩على خلفية الخطاب الذي ألقاه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية أية الله على خامنئي يوم أمس الجمعة (19 حزيران/ يونيو 2008)، أعرب الرئيس الأمريكي براك أوباما عن قلقه العميق بسبب بعض ما جاء في خطاب خامنئي. وأضاف أوباما في مقابلة أجراها يوم أمس الجمعة مع شبكة التلفزيون "سي بي أس نيوز": "إن من المهم أن تدرك الحكومة الإيرانية أن العالم يراقب سلوكها". وأكد الرئيس أوباما أن الطريقة التي ستتبعها السلطات الإيرانية في التعامل مع اللذين يحاولون إسماع أصواتهم بطرق سلمية، ستعطي الأسرة الدولية فكرة واضحة عما هو قائم أو غير قائم في إيران.
وفي رده على سؤال عن رسالة يمكنه توجيهها إلى المتظاهرين في إيران، علق أوباما قائلاً: "نحن نقف إلى جانب اللذين يطالبون بإحقاق العدل بطريقة سلمية". وتتزامن تصريحات أوباما هذه مع تبني الكونغرس الأمريكي قراراً يقضي بدعم الإيرانيين، اللذين "يؤمنون بقيم الحرية وحقوق الإنسان"، كما ورد في نص القرار، الذي أدان العنف ضد المتظاهرين. وأعتبر القرار الحكومة الإيرانية والميلشيات الموالية لها مسؤولة عن قمع المتظاهرين ووَقف وسائل الاتصال الإلكترونية المستقلة عبر التدخل بشبكة الإنترنت والهواتف النقالة.
جدل حول تصريحات أوباما
ومنذ اندلاع الاحتجاجات في إيران يدور في واشنطن جدل حاد حول الوسائل الممكنة لمواجهة هذه الأحداث، إذ رأى البعض أن دعم الرئيس أوباما للمتظاهرين غير كاف. فيما عبر جون ماكين، خصم براك أوباما في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي عن أسفه عما وصفها بالتعليقات "الفاترة" للرئيس أوباما. ويعني ماكين بذلك التصريحات، التي أدلى بها براك أوباما بعيد إعلان نتائج الانتخابات الإيرانية، حين ذكر أنه "قلق" بشأن الاقتراع الرئاسي في إيران. لكن أوباما استبعد في الوقت ذاته أي تدخل للولايات المتحدة في السياسة الداخلية الإيرانية، كونها ليست قضية الولايات المتحدة أو الغرب ضد إيران، بل هي قضية الشعب الإيراني.
خامنئي يدعم فوز محمود أحمد نجاد
يُذكر أن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية أية الله علي خامنئي دافع عن فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية في انتخابات مثيرة للجدل، محذراً من انه لن يرضخ للاحتجاجات الشعبية. وفي أول ظهور علني له منذ بدء الغضب الشعبي على النتائج التي أعلنت يوم السبت الماضي، استبعد المرشد الأعلى حدوث أي "تزوير" خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 حزيران/يونيو، محذراً في المقابل المعارضة التي يقودها المرشح المهزوم مير حسين موسوي، من "التطرف" الذي يقود إلى العنف.
إعادة فرز 10 بالمائة من الأصوات وإلغاء مظاهرة حاشدة
وفي تطور لاحق أعلن الموقع الالكتروني للتلفزيون الإيراني الرسمي اليوم السبت أن مجلس صيانة الدستور أبدى استعداده لإعادة فرز 10 بالمائة من صناديق الاقتراع يتم اختيارها عشوائيا في الانتخابات الرئاسية التي يطعن بنتائجها المرشحون الخاسرون. ونقل الموقع عن المتحدث باسم المجلس عباس علي كدخدائي قوله أن "مجلس صيانة الدستور مستعد لإعادة فرز 10 بالمائة من صناديق الاقتراع يتم اختيارها عشوائيا بحضور ممثلين عن المرشحين". يُذكر أن المرشحان المهزومان في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي ومهدي كروبي لم يحضرا اجتماع المجلس لتقديم شكواهم بخصوص نتائج هذه الانتخابات، فيما كان المحافظ محسن رضائي هو المرشح الوحيد الذي حضر الاجتماع .
في غضون ذلك ذكرت وكالة "خبر" للأنباء انه تم إلغاء المظاهرة الحاشدة التي كانت مقررة هذا اليوم من قبل أنصار زعيم المعارضة مير حسين موسوي وسط طهران. وذكر التقرير أن "رابطة علماء الدين المجاهدين"، المنظم الرئيسي للاحتجاجات، ألغت المظاهرة. وجاء ذلك عقب حصول موسوي على تحذير خطي من قائد الشرطة احمدي مقدم، مفاده أن السلطات الأمنية "ستقمع بشدة" أي تظاهرات سيتم تنظيمها.
(و.ب/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
تحرير: عماد م. غانم