أليكس مورغان ـ أفضل لاعبة في تاريخ كرة القدم النسائية؟
١٣ سبتمبر ٢٠٢٤أعلنت نجمة المنتخب الأمريكي لكرة القدم النسوية اعتزالها لعب كرة القدم الاحترافية. وتُعد مورغان من أشهر لاعبات كرة القدم في العالم وكانت جزءا من الجيل الذهبي الذي ترك بصمة كبيرة على الكرة النسائية. وكانت مناسبة اعتزال مورغان لعب كرة القدم مناسبة لعشاق كرة القدم للتساؤل حول ما إذا كانت مورغان أعظم لاعبة كرة قدم على الإطلاق.
أصبحت كلمة "عظيم" تُستخدم بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى غموض معناها. فهل نعني بالأعظم بين اللاعبات تلك التي تتمتع بأفضل مهارات فنية، أم التي قدمت أكبر مساهمة في الترويج ونشر كرة القدم النسوية، أم تلك التي حققت أكبر عدد من الألقاب، أم الأكثر شهرة بينهن.
في عالم كرة القدم الرجالية، كانت المقارنات بين بيليه وليونيل ميسي صعبة بسبب الفروق الزمنية. لكن في كرة القدم النسائية، حيث يتنافس النجوم في فترات زمنية متقاربة، قد يكون من الأسهل تقديم مقارنة عادلة. يشبه هذا التحدي التنافس بين عظماء رياضة التنس مثل روجر فيدرير، رافائيل نادال، ونوفاك ديوكوفيتش، حيث يتفوق كل منهم في جوانب معينة. ديوكوفيتش يحمل أكبر عدد من بطولات الغراند سلام، بينما تميز نادال باللعب والتفوق على الأراضي الرملية، فيما جعل فيدرير اللعبة تبدو سهلة وبديعة.
حلم التسويق
على الرغم من أن الحكم على أفضل لاعبة في كرة القدم النسائية يعتمد بشكل كبير على الرأي الشخصي، إلا أن هناك أسبابًا قوية تجعلنا نعتبر أليكس مورغان مرشحة قوية لهذا اللقب. على الرغم من أنها لم تُتوج كأفضل لاعبة في العام من قبل الفيفا منذ عام 2001، حيث حصلت البرازيلية مارتا على ستة ألقاب، والألمانية بيرغيت برينتس على ثلاثة، وميا هام، كارلي لويد، وأليكسيا بوتياس على اثنين لكل منهن، وميغان رابينو على تتويج واحد، فإن شهرة مورغان تظل بارزة.
إذا سألت الناس في الشارع عن أشهر لاعبة كرة قدم نسائية، فمن المحتمل أن يكون اسم مورغان هو الأكثر تداولًا. فقد تجاوزت شهرتها رياضة كرة القدم، حيث ظهرت على أغلفة المجلات، وكتبت كتبًا للأطفال، وشاركت في فيلم يحمل اسمها ("أليكس وأنا"). كما كانت حاضرة بشكل بارز في الإعلانات التلفزيونية. علاوة على ذلك، تم تصنيفها كأجمل "نباتية" في عام 2019 من قبل منظمة حقوق الحيوان "بيتا"، وظهرت مرتين في قائمة الشخصيات المئة الأكثرتأثيرًا في العالم وفقًا لمجلة "تايم".
أداء رائع وإطلالة مذهلة
لكن كونها لاعبة تسويقية لم يكن سوى جزء من القصة. فقد كانت أليكس مورغان قادرة على اللعب بمستوى يتفوق على أفضل اللاعبات، وتمتعت بأسلوب وأناقة في التعامل مع الكرة لا يضاهيها في ذلك إلا القليل من اللاعبات.
في بداية مسيرتها المهنية، لُقبت بـ "الحصان الصغير" بسبب خطواتها الكبيرة على أرض الملعب. لم تكن مورغان بارعة فقط على الأرض، بل كانت أيضًا خطيرة في الهواء وتمتاز بلعب شامل، وهو ما لم تتمكن زميلاتها من نجوم الولايات المتحدة مثل آبي وامباك، ميا هام، وكارلي لويد من تحقيقه.
تحتل مورغان المركز الخامس في قائمة هدافات الولايات المتحدة عبر التاريخ برصيد 123 هدفًا، متفوقة بفارق كبير على ميغان رابينو التي سجلت 63 هدفًا. وتجدر الإشارة إلى أن الكندية كريستين سينكلير تحمل الرقم القياسي العالمي بتسجيل 190 هدفًا دوليًا.
وتعتبر كأس العالم البطولة الأهم في كرة القدم، وسجل مورغان في هذه البطولة لا يمكن تجاهله. فهي واحدة من 32 امرأة فزن بكأس العالم مرتين (2015 و2019)، ومع إضافة ميدالية الوصيفة من عام 2011 والميدالية الذهبية الأولمبية من عام 2012 وأربعة ألقاب إقليمية، فإن سجلها يتفوق على الكثير من الأخريات. وعلى الرغم من إنجازات مارتا الفردية وتسجيلها 17 هدفًا قياسيًا في كأس العالم، لم تفز البرازيل بالبطولة الكبرى في كرة القدم النسائية منذ إنشائها في عام 1991.
رائدة في مجال الرياضة النسائية
لقد كانت مورغان دعامة أساسية لفريق الولايات المتحدة لمدة 14 عامًا، وبالتوازي مع رشاقتها على أرض الملعب، عرفت متى حان الوقت لإنهاء مسيرتها. عند إعلانها قرار الاعتزال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قالت: "لقد مر وقت طويل، ولم يكن هذا القرار سهلاً بالنسبة لي، ولكن في بداية عام 2024 شعرت في قلبي وروحي أن هذا هو الموسم الأخير الذي سألعب فيه كرة القدم." وعلاوة على ذلك، عززت شهرتها بفوزها بلقبين في الدوري الأمريكي المحلي، وثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا مع ليون في عام 2017.
خارج الملعب، كانت مورغان رائدة في تعزيز فكرة أن كرة القدم للفتيات. ساعدها في ذلك تأثيرها الإعلامي وسفرها حول العالم لدعم اليونيسف وتنظيم "عيادات كرة القدم" في تنزانيا. أثبتت أيضًا أن كرة القدم يمكن أن تكون رياضة للأمهات، حيث عادت إلى الاحتراف بعد ولادة طفلها الأول في عام 2020. وتزامن حملها الثاني في سن الخامسة والثلاثين مع قرارها باعتزال الملاعب.
بالإضافة إلى ذلك، كانت مورغان نشطة في الدفع نحو تحقيق المساواة في الأجور بين فريق السيدات الأمريكي ومنتخب الرجال. جنبًا إلى جنب مع ميغان رابينو، كانت من أبرز الوجوه في الدعوى القضائية التي استمرت ست سنوات ضد اتحاد كرة القدم الأمريكي. وفي عام 2022، حصلوا على تسوية بقيمة 24 مليون دولار، مع تخصيص جزء من الأموال لدعم الفتيات في بداية مسيرتهن الكروية. ورغم معارك الأجور، أدركت مورغان أنها في وضع أفضل من العديد من اللاعبات الأخريات، وأصبحت، إلى جانب رابينو، أول لاعبة كرة قدم توافق على التبرع بما لا يقل عن 1٪ من راتبها لمشروع الهدف المشترك، الذي يدعم الجمعيات الخيرية المتعلقة بكرة القدم.
وسيستمر الجدل حول من هي أعظم لاعبة كرة قدم في كل العصور، لكن مشجعي مورغان يمكنهم أن يزعموا بشكل معقول أن إرثها يتفوق على البقية. كما قالت قائدة المنتخب الأمريكي، ليندسي هوران، تكريمًا لمورغان على إنستغرام: "لقد جعلت اللعبة أفضل للعديد من الصغيرات اللواتي يتطلعن إليها، وما أروع هذه المهنة التي مارستها لسنوات طويلة."
أعدته للعربية: ندى فاروق