ألمانيا: شتاينبروك مرشح الاشتراكيين رسميا في مواجهة ميركل
٩ ديسمبر ٢٠١٢بعد خمسة أيام من الفوز الساحق لميركل في مدينة هانوفر حيث انتخبت مجددا على رأس الحزب الديمقراطي المسيحي بنسبة 98 بالمائة من الأصوات، انتخب بير شتاينبروك من قبل 635 من مندوبي الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض المجتمعون في نفس المدينة اليوم الأحد (التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 2012). ويعتقد المراقبون أن مهمة شتاينبروك ستكون صعبة في مواجهة من يعتبرها قسم كبير من الألمان أنها في أوج شعبيتها بعد سبع سنوات في السلطة، ويعتبرون بالتالي فرص فوز شتاينبروك وزير المالية السابق في حكومة ميركل، ضئيلة.
وتبدو خلافة ميركل اليوم مهمة بالغة الصعوبة لكونها "المرأة الأكثر نفوذا في العالم" والشخصية التي تتمتع بأكبر شعبية في البلاد وتحظى بالتأييد أيضا لسياستها الاقتصادية. وهذا ما اعتبره شتاينبروك "تضليلا" متهما الزعيمة المحافظة باستغلال الإصلاحات التي بدأها الاشتراكيون الديمقراطيون مطلع الألفية الثانية تحت قيادة المستشار السابق غيرهارد شرودر. وقال شتاينبروك لصحيفة سوددويتشه تسايتونغ في عدد ها الصادر السبت إن "ميركل تلقى بالتأكيد تقديرا لكن هذا لا يكفي لكسب الانتخابات". وأضاف أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي "حسنا فعل بوضع قيمه غير المادية مثل العدالة والحرية والتضامن في الواجهة".
وكشفت استطلاعات الرأي مؤخرا تفوق ميركل على منافسها الاشتراكي الديمقراطي فيما لو تم انتخاب المستشار أو المستشارة بالاقتراع المباشر، لكن الأمر ليس كذلك بما أن المستشار ينتخب من قبل البرلمان. وأفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "بيلد ام سونتاغ" الشعبية الواسعة الانتشار الصادرة اليوم أن 41% من الألمان يعتبرون الاشتراكي الديمقراطي أهلا ليكون مستشارا، فيما عبر 52% عن عدم ثقتهم به لتولي هذا المنصب.
الجناح اليميني للاشتراكيين
ويبلغ بير شتاينبروك 65 عاما وهو اشتراكي ديمقراطي معروف بروح فكاهية ساخرة اكتسب أيضا شهرة كخبير اقتصادي عندما كان وزيرا في حكومة المستشارة الألمانية. فحسن إدارته للازمة المالية بصفته وزيرا للمالية في "تحالف كبير" بين المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين بين 2005 و2009 أكسبه شعبية لدى شريحة من ناخبي اليمين والوسط ما يعتبر من أسباب اختياره مرشحا للمستشارية.
وبدأ شتاينبروك حملته بشكل سيء في ايلول/ سبتمبر إذ سرعان ما وجد نفسه غارقا في جدل حول محاضرات ألقاها وأمنت له عائدات مالية كبيرة. وينتمي شتاينبروك الذي يحمل دبلوما في العلوم الاقتصادية والاجتماعية إلى الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض. وتأخذ عليه النقابات بأنه دافع عن تليين سوق العمل التي قررتها حكومة غيرهارد شرودر الاشتراكية الديمقراطية رغم أنه لم يكن وزيرا فيها.
إلا أن شتاينبروك وعد اليسار بتعزيز مراقبة الأسواق المالية. وفي هذا الصدد قال دانييل فريدريخ ستورم أحد واضعي سيرته الذاتية أنه على غرار المستشارة "يحلل الأوضاع باعتدال، ويفهم كل شيء بسرعة كبيرة ويملك روح فكاهة لا تخلو من التهكم أحيانا". "لكن إن كانت ميركل توصف غالبا بأنها مترددة، فان شتاينبروك هو شخص يتصرف" حسب تعبير غيرو نوغباور الخبير السياسي في الجامعة الحرة في برلين.
صرامة وفكاهة
ويعرف شتاينبروك أيضا بصراحته التي تتسم أحيانا بالحدة ما يجلب لع عداوت كثيرة. وهكذا كان وراء أزمة دبلوماسية صغيرة مع سويسرا في آذار/ مارس 2009 عندما شبه السويسريين بـ "هنود" تطاردهم "خيالة" مطاردي الملاذات الضريبية. وخلال حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية وصف فكرة المرشح الاشتراكي آنذاك فرنسوا هولاند بإعادة التفاوض بشأن معاهدة الميزانية الأوروبية بـ "الساذجة".
وشتاينبروك على علاقة وثيقة بالمستشار الألماني الأسبق هلموت شميت وكان مستشاره وألف معه كتابا في العام 2001، وهو مثله ينحدر من الشمال ومن مواليد هامبورغ. ويخفي شتاينبروك صاحب الملامح الصارمة والنظرات القاسية روحا فكاهية لافتة. وهو متزوج من برفسورة في البيولوجيا ولهما ثلاثة أولاد، ويحب لعب الشطرنج.
ح.ز/ أ.ح (أ.ف.ب/ د.ب.أ)