ألمانيا تنجح في إنهاء القطيعة السياسية بين باكستان وأفغانستان
٢٤ مايو ٢٠٠٧تزامن وصول جثث الجنود الألمان الثلاثة الذين قتلوا السبت الماضي في إقليم قندوس الأفغاني الشمالي مساء أمس الأربعاء إلى ألمانيا مع تصريحات لوزير الدفاع الألماني فرانس يوزف يونغ طالب فيها واشنطن بمزيد من المراعاة للمدنيين الأفغان في حربها على الارهاب. وأضاف الوزير في برلين، مشيرا إلى عملية "الحرية الدائمة" التي تقودها الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب:" الواقع يقول إننا مازلنا بحاجة لمكافحة الإرهاب ولكن علينا أن نتعامل بشكل مناسب وبدون مبالغة في هذا الجانب". وأضاف في حديث لقناة التلفزيون الألمانية الثانية (زي دي إف) أن وقوع ضحايا بين صفوف المدنيين يضر بمساعي السلام ولا يساعد على كسب ثقة الشعب الأفغاني.
غالبية الألمان تؤيد الانسحاب
يذكر أن استطلاعا للرأي بيّن أن أغلبية الألمان (63 بالمائة ) يؤيدون انسحاب قوات بلادهم من أفغانستان. وفي المقابل، بين الاستطلاع أن 35 بالمائة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون بقاء الجيش الألماني "بوندسفير" مرابطا في الأراضي الأفغانية. يذكر أن طائرة إيرباص من طراز إيه 310 هبطت بعد ظهر أمس الأربعاء في الجزء العسكري من مطار كولونيا الألماني قادمة من قاعدة تيرمس العسكرية في أوزبكستان، حاملة على متنها جثث الجنود الألمان الثلاثة الذين قتلوا السبت الماضي.
مظاهرة في قندوس
وفي أفغانستان، ينظم حاكم إقليم قندوس مظاهرة تنادي ببقاء القوات الألمانية في أفغانستان. وقال حاكم الإقليم محمد عمر إن نحو ألفي أفغاني ينتمون لأعراق مختلفة يعتزمون المشاركة في المظاهرة هذا اليوم الخميس. وأضاف عمر أن المتظاهرين يريدون من خلال احتجاجهم أن يوجهوا نداء إلى المجتمع الدولي وخاصة إلى القوات الألمانية للبقاء في أفغانستان "حتى لا تنتكس البلاد وتعود إلى ما كانت عليه قبل خمسة أعوام." وأشار عمر إلى أن خروج هؤلاء المتظاهرين للشوارع يهدف إلى التعبير عن شجبهم للإرهاب وخاصة الهجوم الانتحاري الأخير الذي وقع السبت الماضي.
محادثات أفغانية ـ باكستانية
على صعيد آخر قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن كل من أفغانستان وباكستان اللتان تتبادلان الاتهامات بشأن عودة حركة طالبان الى قوتها ونشاطها وافقتا على إجراء محادثات في ألمانيا نهاية الشهر الجاري. وتوترت العلاقات بين البلدين وكلاهما حليف هام بالنسبة للغرب خلال الثمانية عشر شهرا الأخيرة بسبب احتدام الأعمال المسلحة في أفغانستان. وتتبادل الدولتان الاتهامات بعدم القيام بما يكفي لوقف العنف. وقال شتاينماير إن نظيريه الأفغاني والباكستاني قبلا دعوة لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني في بوتسدام بألمانيا في الثلاثين من مايو/ أيار الجاري. وقال شتاينماير إنه أمر حيوي أن تتحسن العلاقة بين باكستان وأفغانستان وأن تكثف الجارتان الاتصالات لحل المشاكل القائمة بينهما.