الحكومة الألمانية مصرة على مواصلة مشاركتها العسكرية في أفغانستان

رفض وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونج إجراء أي تعديلات على مهمة القوات الألمانية في إطار الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على فلول الطالبان والمساعدة في إعادة إعمار أفغانستان وذلك في أعقاب الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة ثلاثة جنود ألمان وإصابة خمسة آخرين بالإضافة إلى مقتل ستة مدنيين أفغان في مدينة قندز في شمال أفغانستان. كما طالب يونغ بدعم الجنود الألمان بدلا من إثارة الجدل حول جدوى مشاركتهم.وجاء تصريح وزير الدفاع الألماني بعد عودة الجدل من جديد في ألمانيا حول جدوى المشاركة في العملية العسكرية في أفغانستان.

وفي هذا الإطار يرى كارل تيودور غوتنبرغ، خبير السياسية الخارجية للاتحاد المسيحي الاجتماعي في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، في تصريح أدلي به لصحيفة "بيلد ام سونتاغ" إن "أي انسحاب سيكون عبثيا ولن يؤدي إلا إلى تفاقم الخطر الإرهابي". كما أضاف غوتنبرغ لنفس الصحيفة ان "ذلك سيزيد ايضا في مطالب الإرهابيين من المجتمع الدولي ومنا نحن. يجب أن لا يكون قرار إرسال طائرات تورنادو آخر انتشار عسكري ألماني في أفغانستان".

ازدياد المعارضة لمشاركة ألمانيا العسكرية

وفي الإطار نفسه أفاد تقرير مجلة "دير شبيجل" في موقعها على شبكة الانترنت اليوم الأحد أن المسئولين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، شريك الحزب المسيحي الديمقراطي في الائتلاف الحاكم في برلين، يتوقعون حدوث مشاكل كبيرة بحلول الخريف المقبل، عندما يقرر البرلمان الألماني تمديد مشاركة الجيش الألماني في أفغانستان. أما من جهة المعارضة فقد انفرد حزب اليسار فقط بالمطالبة بانسحاب القوات الألمانية وتعزيز المساعدة المالية لأفغانستان، بينما أيد ممثلو حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر مواصلة مشاركة ألمانيا في دعم الوجود الدولي في أفغانستان.

من ناحية أخرى تصل مساء اليوم إلى مطار كولونيا العسكري طائرة أيرباص مجهزة طبيا تحمل على متنها الجنود الخمسة المصابين لاستكمال العلاج داخل إحدى المستشفيات العسكرية. وبعيدا عن هجوم الأمس، قتل 18 جنديا ألمانيا في أفغانستان منذ الإطاحة بنظام حركة طالبان في أواخر عام 2001 في أعمال عدائية بينما قتل ثمانية آخرون في حوادث غير قتالية. يذكر أنه ينتشر حوالي 3 آلاف جندي ألماني في إطار قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، ويتركز غالبيتهم في الأقاليم الشمالية.