ألمانيا تفتتح نصبا تذكاريا لضحايا النازية من السينتي والروما
٢٤ أكتوبر ٢٠١٢افتتح في ألمانيا اليوم الأربعاء (24 تشرين الأول/أكتوبر 2012) نصب تذكاري يهدف لإحياء ذكرى مئات الآلاف من الضحايا من طائفتي السينتي والروما (الغجر) والذين أبيدوا جماعيا على أيدي النظام النازي في الفترة بين عامي 1933 و 1945. ويقع هذا النصب بالقرب من النصب الخاص بضحايا المحرقة النازية لليهود ونصب آخر خاص بالمثليين جنسيا الذين قتلوا أيضا إبان النظام النازي، ولا تبعد جميع النصب الثلاثة كثيرا عن مبنى البرلمان الألماني.
وألقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل كلمة بمناسبة تدشين النصب التذكاري، الذي هو عبارة عن منتزه صغير يتوسطه حمام مائي على شكل دائرة في مركزها عمود رخامي صغير. ودعت ميركل في كلمتها لاعتبار الإبادة الجماعية التي ارتكبها النازيون بحق السينتي والروما بمثابة تذكرة للحاضر وقالت إن أي جيل يتساءل من جديد عن كيفية حدوث ذلك مضيفة: "لقد خلفت هذه الإبادة الجماعية آثارا عميقة وجروحا أكثر عمقا".
كما ألقى المعمر تسوني فايش الذي نجا من ملاحقة النظام النازي له ضمن ملاحقة طائفة الروما كلمة عن الناجين من الإبادة. ويقدر المؤرخون عدد قتلى طائفتي السينتي والروما وغيرهم من الأجناس التي اعتبرها النازيون من الأعراق البشرية الأدنى بـ 220 ألف إلى 500 ألف مات بعضهم في مذابح وآخرون في معسكرات الاعتقال النازية مثل معسكر أوشفيتس.
ووافقت ألمانيا رسميا قبل 20 عاما على طلب المجلس الأعلى لطائفتي السينتي والروما بإقامة نصب لضحاياهم على أيدي النظام النازي ولكن تنفيذ المشروع تأخر لأسباب عدة من بينها الخلاف بشأن تصميمه وتكاليفه وبسبب أخطاء أثناء الإنشاء.
ووضع الفنان الإسرائيلي داني كارافان تصميم النصب الذي هو عبارة عن حمام مائي مظلم كرمز للموت والضياع ولكن أيضا كرمز لعودة الحياة. وعن تصميم النصب قال روماني روزه، رئيس المجلس الأعلى لطافتي السينتي والروما: "إنه متواضع كما كنا نريده، فنحن لم نرد شيئا هائلا". ورحب روزه بحضور شخصيات ألمانية بارزة حفل الافتتاح من بينها الرئيس الألماني يوأخيم جاوك والمستشارة ميركل وقال إن ذلك تعبير عن تقديرهم.
وسيكون النصب تحت رعاية نفس المؤسسة التي تدير النصب الخاص بالهولوكوست. وحذر روزه في كلمته من تجدد العنصرية ضد طائفتي السينتي والروما وقال إن هذه العنصرية تستهدف هذه الأقلية بالدرجة الأولى ولكنها أيضا موجهة ضد الديمقراطية وقيمها مضيفا: "ولا تكفي عمليات الحظر في مواجهة هذه العنصرية، لابد أن تنبذ كل أشكال العنف في المجتمع". وقال روزه إنه ليست هناك أسرة واحدة بين طائفتي السينتي و الروما لم تفقد عزيزا لها أثناء الإبادة النازية لأبناء الطائفتين وأضاف:"لا تزال هذه الإبادة تصبغ هويتنا إلى اليوم.."
ي ب/ أ.ح (د ب أ)