ألمانيا: السجن مدى الحياة لضابط سابق في المخابرات السورية
١٣ يناير ٢٠٢٢قضت محكمة ألمانية بسجن ضابط سابق في جهاز أمن الدولة السورية، مدى الحياة بعد إدانته اليوم الخميس (13 كانون ثان/يناير 2022) بقتل 58 شخصاً واغتصاب آخرين وتعذيب نحو أربعة آلاف معتقل في السجن التابع لقسم التحقيقات-الفرع 251 والمعروف باسم (أمن الدولة - فرع الخطيب)، حيث يقول المدعون إن 4000 من نشطاء المعارضة السورية على الأقل تعرضوا للتعذيب فيه ما بين 2011 و2012.
ووصف الادعاء العام الاتحادي بألمانيا المحاكمة بأنها الأولى من نوعها في العالم. وهذا هو ثاني حكم إدانة تصدره المحكمة الإقليمية العليا في مدينة كوبلنز (كوبلنتس) بغرب ألمانيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الحرب الأهلية السورية.
وصدرت الإدانة من المحكمة ضد الضابط الذي يعرف وفقا لقوانين الخصوصية الألمانية الصارمة باسم أنور ر.، على خلفية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وزير العدل الألماني: الحكم "عمل ريادي"
وفي أول رد فعل له، قال وزير العدل الألماني ماركو بوشمان بأن قرار المحكمة الإقليمية العليا بكوبلنز (كوبلنتس) بالسجن مدى الحياة بحق ضابط سوري سابق بتهمة المشاركة في أعمال تعذيب قامت بها الدولة السورية، يعد "عملا رياديا"، ويعول على صدور مثل هذه القرارات من محاكم في دول أخرى.
وأضاف بوشمان أن حكم القاضي يستحق أن يتم ملاحظته في جميع أنحاء العالم، وقال: "سأرحب بأن تتبع دول دستورية أخرى هذا المثال. من اقترف جرائم ضد الإنسانية، يجب ألا يجد أية ملاذات آمنة بأي مكان".
وأضاف الوزير الألماني أنه وقع ظلم مروع في سجون التعذيب التابعة لنظام حكم (الرئيس السوري بشار) الأسد، وأكد "أنها مسؤولية المجتمع الدولي بأسره أن يجيب على هذا بلغة القانون".
يذكر أن المحاكمة بدأت في نيسان/أبريل 2020، وأثارت انتباه العالم، وحضر جلساتها أكثر من 80 شاهدا وعدد من ضحايا التعذيب بصفتهم مشاركين في الادعاء ضد المتهم.
وبحسب قناعة المحكمة الألمانية، فإن أنور ر. ارتكب جرائم ضد الإنسانية خلال عامي 2011 و2012 . وجاء في صحيفة الاتهام أنه يشتبه أنه كان مسؤولا عن تعذيب ما لا يقل عن أربعة آلاف شخص بسجن المخابرات العامة في العاصمة السورية دمشق بصفته رئيسا للتحقيقات آنذاك، ويشتبه أن 58 سجينا، على الأقل، لقوا حتفهم جراء ذلك.
ونفى أنور ر. في بداية المحاكمة الاتهامات المنسوبة إليه. وكان الادعاء العام طالب بالسجن المؤبد له وتأكيد جسامة الذنب الذي اقترفه المتهم.
يذكر أن هذه المحاكمة بدأت بمتهمين اثنين. وفي شباط/فبراير من عام 2021 تمت إدانة المتهم الأصغر سنا منهما، وهو السوري إياد أ.، 45 عاما، بالسجن لمدة أربعة أعوام ونصف العام بتهمة المساعدة في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وبحسب المحكمة، كان إياد أ. أسهم خلال وجوده في سوريا في عام 2011 في إدخال 30 متظاهرا في مظاهرات الربيع العربي إلى سجن التعذيب الذي كان يرأسه المتهم أنور ر. وكان تم التعرف على أنور ر. وإياد أ. من جانب ضحايا محتملين بعد هروبهما معاً إلى ألمانيا، حيث تم إلقاء القبض عليهما في برلين وتسفايبروكن في عام 2019.
ا.ف/ و.ب (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)