أزمة أوكرانيا: شولتس يؤكد التزام ألمانيا بعدم تسليح كييف
١٨ يناير ٢٠٢٢أكد مستشار ألمانيا أولاف شولتس رفض بلاده تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وذلك بعد أن قررت بريطانيا إمداد أوكرانيا بمزيد من أسلحة "الدفاع عن النفس" والتدريب، بسبب تخوف لندن من حدوث غزو روسي محتمل للجمهورية السوفييتية السابقة.
وفي أعقاب لقاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرج، قال شولتس في برلين الثلاثاء (18 يناير/ كانون الثاني 2022) إن "الحكومة الألمانية تتبع منذ سنوات عديدة استراتيجية لها نفس التوجه في هذه القضية، ومن ضمن ذلك أننا لن نصدر أسلحة فتاكة".
وأضاف شولتس، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي: "ولم يتغير شيء في هذا مع تغيير الحكومة الذي حدث في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي".
لكنه طالب روسيا بتخفيض عدد قواتها على الحدود مع أوكرانيا وحذرها مجدداً من تحمل "تكاليف باهظة"في حال غزو أوكرانيا.
وفي رد على سؤال حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستؤدي إلى عواقب بالنسبة لخط نقل الغاز "نورد ستريم 2"، قال شولتس إن "كل شيء يجب مناقشته إذا وقع غزو عسكري ضد أوكرانيا"، شيراً إلى أنه يجري الإعداد لرد فعل منسق ومشترك ومناقشته مع شركاء حلف شمال الأطلسي.
من جانبه، قال ستولتنرج في العاصمة الألمانية إن الحلفاء ينتهجون طرقاً مختلفة في هذه القضية،مضيفاً أن المهم هو أن يكون لأوكرانيا حق الدفاع عن النفس. كما أعلن ستولتنبرج عن دعم الناتو لأوكرانيا في الحفاظ على هذا الحق.
هذا وتطالب أوكرانيا الحكومة الألمانية منذ سنوات بتزويدها بالأسلحة حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة هجوم روسي محتمل، لكن هذه المطالبات لم تفلح حتى الآن.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أعلنت خلال زيارتها للعاصمة الأوكرانية كييف أمس الاثنين رفضها لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، في نفس اليوم الذي أعلنت فيه بريطانيا قرارها تزويد أوكرانيا بأسلحة خفيفة مضادة للدروع.
وأوضح وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، أن الغرض من هذه الخطوة هو تحسين القدرة الدفاعية لأوكرانيا "فالمسألة لا تتعلق بأسلحة استراتيجية وهي لا تمثل تهديداً لروسيا، والمفترض أن يتم استخدامها في الدفاع عن النفس".
موسكو: لا محادثات دون إجابات
وفي سياق متصل، رفضت موسكو الثلاثاء إجراء محادثات جديدة بشأن أوكرانيا ما لم يستجب الغرب لمطالبها، حيث يستعد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، للتوجه إلى كييف كبادرة دعم وسط مخاوف من غزو روسي.
وما يزال عشرات الآلاف من الجنود الروس يحتشدون على الحدود مع أوكرانيا. واتهمت كييف والغرب موسكو بالتحضير لهجوم عسكري محتمل على جارتها الموالية للغرب.
وفيما فشل أسبوع من المحادثات في جنيف وبروكسل وفيينا الأسبوع الماضي في تخفيف حدة التوتر، مع إصرار روسيا على أخذ مطالبها بضمانات أمنية شاملة – بما في ذلك الحظر الدائم لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي – على محمل الجد.
وأضاف الأمين العام للحلف خلال مؤتمره الصحفي مع المستشار شولتس: "لقد دعوت اليوم روسيا وجميع الحلفاء في الناتو للمشاركة في سلسلة من اجتماعات مجلس ناتو وروسيا في المستقبل القريب لمعالجة مخاوفنا، وأيضاً للاستماع إلى مخاوف روسيا ومحاولة إيجاد حل" للخروج من الأزمة.
من جهته، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الثلاثاء أنه لن تكون هناك مفاوضات أخرى حتى يقدم الغرب إجابات مناسبة.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "ننتظر الآن إجابات على هذه المقترحات – كما وعدنا – من أجل مواصلة المفاوضات". وأوضح لافروف: "لنأمل أن تستمر هذه المحادثات".
ورفضت واشنطن المطالب الروسية رفضاً قاطعاً. وتشمل مطالب موسكو قيوداً على انتشار الحلفاء في دول حلف وارسو السابق، مثل بولندا ودول البلطيق، التي انضمت إلى الحلف الأطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة.
مناورات روسية بيلاروسية تزيد التوتر
يشار إلى أن كييف تخوض حرباً مع انفصاليين موالين لموسكو في شرق البلاد منذ 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، بعد أن أطاحت التظاهرات بمسؤول حليف لها هناك.
وما زاد التوتر هو بدء روسيا وبيلاروسيا، المجاورة لأوكرانيا، الثلاثاء مناورات عسكرية مشتركة، قالت وزارة الدفاع البيلاروسية إنها تنظم بسبب استمرار "تفاقم" التوتر العسكري "بما في ذلك على الحدود الغربية والجنوبية لجمهورية بيلاروسيا".
ولم تكشف موسكو أو مينسك عدد القوات المشاركة، لكن مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع البيلاروسية أظهر أرتالاً من المركبات العسكرية، بما في ذلك دبابات، يتم إنزالها من قطارات غطتها الثلوج.
كما حذرت تركيا – العضو في حلف شمال الأطلسي – موسكو من غزو أوكرانيا الثلاثاء، حيث قال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه يعتزم مناقشة التوترات المتزايدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال أردوغان للصحفيين في ألبانيا: "لا أرى غزو روسيا لأوكرانيا خياراً واقعياً، لأنها ليست دولة عادية. أوكرانيا دولة قوية".
وزودت تركيا القوات الأوكرانية بطائرات مسيرة قتالية، ما أثار انتقادات شديدة من موسكو.
ي.أ/ ص.ش (د ب أ، أ ف ب)