أزمة أكاديمية بسبب الموقف السياسي السوري
١٦ مايو ٢٠٠٦الطالبة رلى إبراهيم من الجمهورية العربية السورية كانت قد حصلت على منحة دراسية من وزارة التعليم العالي في سوريا من أجل إكمال دراستها في ألمانيا. وبعد أن قامت الطالبة باجتياز دورة دراسية مكثفة لتعلم اللغة الألمانية في مدينة لايبتسغ، تقدمت بطلب لدى أحد الأساتذة في الجامعة التقنية في مدينة دريسدن الألمانية من أجل تبني رسالة الدكتوراه في مجال الاقتصاد المالي. ولكن أستاذ الاقتصاد المالي والخدمات الاقتصادية البروفيسور هيرمان لوتشاريك يونغه قد رفض طلبها برسالة الكترونية مبررا ذلك بموقف الجمهورية العربية السورية المعادي للدول الغربية (وبالذات لإسرائيل) ولاسيما للمؤسسات الغربية. أما الرسالة التي تلقتها رلى إبراهيم فتنص على ما يلي:
"نظرا لموقف بلدك المعادي للدول الغربية (لإسرائيل على وجه الخصوص) وللمؤسسات الدولية، وبسبب العمليات الإرهابية التي تقوم بها المخابرات السورية في لبنان وغيره من الدول وبسبب دعم بلدك للإرهاب العالمي، فإنني أرفض حاليا وبشكل صارم تقديم أي مساعدة لمواطن سوري. من المؤسف أنك تقاسين بسبب سياسة بلدك، ولكنه يجب عليك أنت بالذات، ومن غيرك؟، العمل على تغيير الوضع الراهن المتعلق بالنقاط التي أنتقدها في هذه الرسالة وذلك في أسرع في وقت ممكن."
مع التحية
البروفيسور د. هيرمان لوتشاريك يونغه
جامعة دريسدن التقنية ترحب بالطلبة الأجانب
في مقابلة هاتفية مع عميد كلية الاقتصاد التابعة للجامعة التقنية دريسدن، أفادنا البروفيسور فولفغانغ أور أنه يعارض ما قاله البروفيسور لوتشاريك يونغه وهو يعتبر مثل كافة زملاءه في الكلية أيضا أن ما كتبه البروفيسور لوتشاريك ليس إلا رأيه الشخصي والسياسي وهو لا يمت بموقف الكلية أو الجامعة بصلة. أما كليته فليس فيها ثمة مشاكل مع الطلبة الأجانب، بل على العكس فهي ترحب بهم دائما، والدليل على ذلك أن كلية الاقتصاد وحدها تتضمن 264 طالبا أجنبيا. وهنالك الكثير من الطلبة الذين قدموا رسالة الدكتوراه في الكلية ولا سيما من السوريين أيضا. وأضاف معقبا على رسالة البروفيسور لوتشاريك واصفا إياها بأنها لا تسئ للكلية فقط، بل وللجامعة بأسرها. أما عن مسألة إذا ما كانت فرصة تقديم رسالة الدكتوراه متاحة لرلى إبراهيم في الكلية فقد أجاب قائلا: " يمكنها ذلك طبعا، وقد توجهت هي بدورها إلى أستاذ آخر ولكنهما لم يتوصلا بعد إلى أي اتفاق نهائي وذلك لأسباب موضوعية اختصاصية."
"الرفض غير معاد للأجانب وإن كان لا يخلو من التفرقة"
أحالت الجمعية الألمانية السورية المسألة إلى المفوضة في شؤون الأجانب في مدينة دريسدن ماريتا شيفرديكر أدولف التي تسنت لها فرصة الحديث مع المسئولين في الجامعة وتمكنت من الحديث مع البروفيسور لوتشاريك. وقالت المفوضة أنه ليس للوتشاريك الحق في الإدلاء برأيه السياسي الشخصي بهذه الطريقة، وهو يشغل منصبا كهذا. وأضافت إنه لا يمكن اعتبار الرسالة معادية للأجانب، ولكن التصرف لا يخلو من التفرقة وهو شكل من أشكال انتهاك حقوق الإنسان. بل كان يجدر به أن يزود رلى إبراهيم بما يلزمها في دراستها لكي تتمكن مؤخرا من العمل على إحلال الديموقراطية ومن الدفاع عن حقوق الإنسان في وطنها. ومن غير المتوقع أن يتعرض لوتشاريك لأي عقوبات يمكنها أن تمس بعمله كأستاذ جامعي، لأن تصرفه لا يعتبر معديا للأجانب بل ويقيم على أنه "تصرف ليس في محله"، ناهيك عن أنه اعتذر لتصرفه.
ردود فعل طلابية
في بلاغ للصحافة أرسله إلينا مجلس الطلبة في جامعة دريسدن التقنية يدين المجلس بشكل حاد رفض طالبة سورية بسبب جنسيتها. وقال المجلس إنه " يدين كل الإدانة رفض أستاذ جامعي تبني رسالة الدكتوراه لطالبة ما بسبب جنسيتها. فلا يجوز للموقف السياسي لأي أستاذ كان أن ينتهي به إلى أية تفرقة تجاه أي طالب كان. وقد أعرب مجلس الطلبة عن استياءه عن استغلال أستاذ ما لمركزه على هذا النحو. كما وأفادنا أحد أعضاء مجلس الطلبة في حديث هاتفي، بعد أن حاولنا مرارا وتكرارا دون جدوى الاتصال بالبروفيسور لوتشاريك يونغه، إن البروفيسور لوتشاريك يونغه لم يتحدث حتى الآن مع جهات أخرى في هذا الموضوع وهو حسب معلومات المجلس غير مستعد للإدلاء بأية أقوال في هذا السياق.