برنامج تيمبوس للتعاون السوري– الأوروبي في مجال التعليم العالي
١٠ فبراير ٢٠٠٦شهدت مدينة اللاذقية أواخر شهر يناير/ كانون الثاني انعقاد المؤتمر الوطني الثاني لبرنامج تيمبوسTempus/ Trans-European Mobility Programm for University Studies الذي يُعني بالتعليم العالي. وقد أقيم المؤتمر بالتعاون بين بعثة المفوضية الأوربية بدمشق ووزارة التعليم العالي السورية. وشارك فيه إلى جانب المعنيين في الوزارة والبعثة ممثلي جامعات دمشق وحلب والبعث/حمص وتشرين/ اللاذقية. أما فعالياته فركزت على المشاريع الهادفة إلى الارتقاء بكفاءة التعليم العالي ورفع مستواه وتحديث وسائله.
وخلال افتتاحه للمؤتمر ركز الدكتور ماهر قباقيبي ممثل وزير التعليم العالي على أهمية التعاون العلمي بين الجامعات السورية والأوربية في إطار البرنامج. وفي هذا السياق ركز على دوره في تطوير البنية القادرة على تعزيز حضورها العلمي والثقافي. ويزيد من أهميته حسب قباقيبي أنه جاء في الوقت الذي تشهد فيه سوريا تطويرا شاملا يهدف إلى تنمية الموارد البشرية وبناء الكوادر الجامعية. وتحدثت الدكتورة منى حسون مديرة المكتب الوطني لبرنامج تيمبوس عن النجاح والفوائد التي حققتها المرحلة الأولى أو الخطة التأشيرية الأولى من البرنامج للفترة من 2002 ولغاية 2004 لا سيما على صعيد تطوير المناهج الدراسية وتأهيل الكوادر والإدارة الجامعية. وذكرت أن المرحلة الثانية التي تمتد من 2004 ولغاية 2006 ستشهد إنجاز مشاريع أكثر في إطار عملية التطوير هذه على ضوء رفع المخصصات المالية للبرنامج إلى 5.5 مليون يورو مع العلم أن مخصصات المرحلة الأولى بلغت 4 مليون يورو.
تيمبوس لتطوير التعليم العالييهدف برنامج تيمبوس Tempus إلى تطوير أنظمة التعليم العالي في الدول الشريكة للاتحاد الأوروبي إضافة إلى الدول التي يتعاون معها الاتحاد في مجال التعليم المذكور. ويشرف على مشاريعه وتمولها مديرية التعليم والثقافة التابعة للمفوضية الأوروبية في بروكسل. وتُعد الجامعات الشريك الأساسي للبرنامج، غير أن مجالات التعاون في إطار البرنامج مفتوحة أيضا أمام الهيئات والوزارات والاتحادات المهنية المعنية. ومن شروط استفادة الجامعات السورية والعربية من برنامج تيمبوس تعاونها مع جامعتين أوروبيتين في دول الاتحاد الأوروبي في إطار تنفيذ المشاريع التي تتم الموافقة عليها. وبالنسبة إلى سوريا حدد البرنامج أولوياته في دعم جهود إصلاح مؤسسات التعليم العالي من خلال تطوير مناهجها الدراسية والبناء المؤسساتي وإتاحة فرص التأهيل أمام كوادرها. وقد استفاد من هذه الفرص حتى الآن 55 مدرسا وباحثا وأستاذا جامعيا وفقا لما ذكرته الدكتورة حسون. وقد تم إيفاد هؤلاء إلى مختلف الجامعات الأوروبية في إطار برامج تدريبية تراوحت مدتها من أسبوع إلى ثمانية أسابيع.
اهتمام سورية خاص بالبرنامجأبدت الجامعات السورية اهتماما كبيرا ببرنامج تيمبوس منذ انطلاقته قبل أكثر من عشر سنوات في الدول المتوسطية. وعلى ضوء ذلك تم تأسيس المكتب الوطني لتيمبوس في سوريا في يناير/ كانون الثاني عام 2004. وتتمثل نشاطاته الأساسية حسب مديرة البرنامج الدكتورة حسون في تقديم الدعم للمتقدمين على طلب المنح وفي تقييم المشاريع ودعمها وفي التعريف بالبرنامج وبالفرص التي يتيحها إضافة إلى التنسيق بين وزارة التعليم العالي السورية وبعثة المفوضية الأوروبية في سوريا. وعلى سبيل المثال تم تقديم ستة عشر مشروعا بمساعدة المكتب إلى المفوضية الأوروبية حتى الآن. وقد تمت المصادقة على سبعة منها تناولت تطوير المناهج في مجالات الهندسة والإدارة والمالية وعلوم التغذية والزراعة. وسيتم خلال المرحلة الثانية من البرنامج عشرات المشاريع في المجالات الأخرى.
أموال تيمبوس لا تُصرف كما ينبغيعلى الرغم من الفوائد الكبيرة لمشاريع تيمبوس فإن عددا من المشاركين في المؤتمر انتقد آليات تنفيذ المشاريع وضعف التعريف به. فقد انتقدت الدكتورة أمل كابوس من جامعة حلب على سبيل المثال صرف الأموال المخصصة لمشاريع البرنامج في الفنادق المفخمة من قبل مسؤولي البرنامج وخاصة من الجانب الأوروبي. "عندما يذهب أحدنا إلى جامعة أوروبية يقيم في فندق درجة ثالثة أو غرفة خاصة وهذا شيء جيد، بينما لا يرض المعنيين من قبل الجانب الأوروبي أقل من فندق خمسة نجوم عندما يأتون إلى سورية." تقول الدكتورة أمل. وتضيف: "بالنسبة للمشاريع فإن جزءا كبيرا من مخصصاتها تصرف على الاستشارات والرواتب والأتعاب التي يتقاضها الجانب الأوروبي. وبذلك لا يبق سوى جزء بسيط لتنفيذها وتفعيل أدائها". أما الدكتور أمين موسى مدير التفرغ العلمي في جامعة تشرين- اللاذقية فيرى إن تحسين شبكة الإنترنت وتأهيل الكوادر السورية على التعامل معها بشكل أفضل شرطان هامان للاستفادة من المنح التي يقدمها برنامج تيمبوس بشكل أفضل. ويضيف: "مثل هذا التحسين سيسهل على أعضاء الهيئة التدريسية مهمة التواصل مع شركائهم في الجامعات الأوروبية. وعلى الرغم من المشاكل التي تواصل تنفيذ مشاريع البرنامج فإن له فوائد كثيرة حسب الدكتور أمين. ويأتي في مقدمتها وفقا لما ذكره الاحتكاك المباشر بين أعضاء الهيئة التدريسية والاستفادة من آخر تقنيات التعليم والبحث في الجامعات الأوربية.
عفراء محمد/ صحفية سورية