Germany's Brain Drain Shifts Into High Gear
٨ أغسطس ٢٠٠٨البحث عن فرص عمل أفضل والتطلع إلى راتب أعلى، إضافة إلى الهروب من البيروقراطية الألمانية والضرائب الباهظة المفروضة على المواطنين في ألمانيا وحباً في المغامرة، هي أبرز الأسباب التي دفعت أكثر من 160 ألف ألماني للهجرة خلال العام الماضي وفقا لاستفتاء أجرته وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا في ألمانيا.
فرص عمل أفضل في مجال الطب
يرى مانيوال فاجنر، الذي يعمل كمقدم استشارات للراغبين في الهجرة في المؤسسة الكاثوليكية رافيل-ويرك، أن الفرص المتاحة خارج ألمانيا تعد أفضل بكثير في بعض مجالات العمل خاصة مجال الطب. وتعمل مؤسسة رافيل-ويرك وهي وكالة إغاثة تنتمي إلى مؤتمر الأسقف الألماني والجمعية الكاثوليكية للعمل الخيري، على تقديم يد العون للراغبين في الهجرة من خلال أكثر من 20 مكتباً في ألمانيا، مخصص للتعامل مع الألمان الراغبين في الهجرة وكذلك للراغبين في العودة إلى ديارهم.
أما كريستيان فوجت "37 عاما" فهو أحد الألمان، الذين يخططون للهجرة إلى أستراليا في أواخر هذا العام. وفوجت، الذي بدأ عمله الدائم في ألمانيا كمهندس معماري منذ 6 سنوات، عبر عن مدى استياءه من استنزافه بكميات عمل مهولة في مقابل القليل من العائد المادي.
نصائح للراغبين في الهجرة
بهدف الحصول على بعض النصائح العملية حول قوانين الهجرة لأستراليا وقائمة الشهادات العلمية المطلوبة للسفر مقارنة بالشهادات التي يحملها، قام فوجت بزيارة وكالة رافيل-ويرك مؤخرا. وكالعادة بدأ مستشار الوكالة اجتماعه بفوجت بالسؤال عن الأسباب الحقيقية وراء رغبته في الهجرة إلى خارج ألمانيا.
ويعلق فاجنر عن الأسباب الدارجة قائلا: "عادة ما تكون الأسباب التي بني عليها قرار الهجرة هي: المعاناة من بعض المشاكل خلال العمل في ألمانيا والاعتقاد التام بأن هذه المشاكل ستتلاشى كلياً بمجرد العمل ببلد أخر. وفي هذه الحالات أنصح بعدم الهجرة". ودائما ما يقترح على المتقدمين أن يتركوا باب العودة لأرض الوطن مفتوحاً، إذ أن المهاجر معرض لمواجهة أي عوائق في بلد المهجر، قد تجبره على العودة. وحتى من دون التعرض لأي مشاكل أثناء الهجرة، فالرجوع إلى ألمانيا ليس دائما بالأمر اليسير.
قرار العودة إلى أرض الوطن وما بعده
مارتينا ميركيلينجر كانت احد الذين هاجروا إلى البرازيل قبل 4 سنوات للعمل كمؤرخة فنية بمعهد للأبحاث في ساو باولو البرازيلية، وهي تقيم الآن في شقة جديدة في مدينة شتوتجارت بألمانيا. وجاء انتقال ميركيلينجر إلى البرازيل بعد اختيارها ضمن مجموعة باحثين للعمل هناك، ومن ثم استقرت في البرازيل بعد أن حصلت على فرصة عمل مغرية. وبلا تردد، تشعر ميركيلينج بفخر بما حققته من نجاحات في البرازيل كما تثني على أسلوب الحياة البرازيلي والمناخ البرازيلي الدافئ. وتضيف ميركيلينجر، البالغة من العمر 39 عاماً: "عدت إلى ألمانيا لتعلقي الشديد بصديقي وزوج المستقبل". وعلى الرغم من سعادتها الجمة برجوعها إلى ألمانيا، بلدها الأم ومقر حبيبها، إلا أنها تشعر أن فرصة حصولها على عمل هنا لم تعد أمراً سهلاً.
وتعلق ميركيلينجر عن حياتها الجديدة في ألمانيا بعد عودتها قائلة: "في الحقيقة، لا أشعر أن تعليمي وإتقاني لبعض اللغات بجانب خبرتي العملية تعد نقاط قوة أثناء رحلة بحثي عن عمل في ألمانيا".
فرص عمل العائدين
وعلى الرغم من عدم توانيها عن التقدم للالتحاق بأكثر من 30 فرصة عمل شاغرة في ألمانيا إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل حتى أنها تصف المكتب الاتحادي الألماني للتوظيف بالمتخاذل عن مساعدتها. وتقترح ميركيلينجر أن ينشئ مكتب مختص بمساعدة المهاجرين العائدين إلى ألمانيا؛ حيث يمكنهم الاستعانة بهذا المكتب للحصول على المعلومات الهامة وقدر معقول من الدعم المادي إلى أن يتم توظيفهم في ألمانيا مرة أخرى.
ولا تجد ميركيلينجر حالياً أي مورد للدخل إلا مدخراتها السابقة وبعض الدعم المادي من صديقها؛ فمن غير المسموح لها أن تحصل على الإعانة المادية التي تخصصها الدولة للعاطلين، إذ أنها لم تقم بدفع الضمان الاجتماعي، كما ترى الجهة المسؤولة عن صرف مثل هذه الإعانات.
وعلى الرغم من عوائق ما بعد العودة الناتجة عن هجرتها، إلا أن ميركيلينجر لم تشعر بالندم على هجرتها للبرازيل للحظة واحدة. وتعلق قائلة: "أنصح بهذه التجربة مهما كانت عواقبها؛ فعند العودة إلى ألمانيا يمكن للعائدين عرض خبرتهم والمهارات المكتسبة منها."
فوجت هو الآخر لا يعلم إن كان سيكمل حياته في استراليا أم سيعود مرة أخرى، لكنه يعتزم اختبار السوق الاسترالي والحياة هناك ثم اتخاذ هذا القرار الصعب. ويبقى إقدام الكثير من أصحاب الكفاءات في ألمانيا على الهجرة إلى خارج البلاد ظاهرة ربما تشكل خطورة على اقتصاد هذا البلد الأوروبي، خاصة أن ألمانيا تعد واحدة من أكثر البلاد التي تعاني من اكبر معدلات للشيخوخة في دول أوربا مما يشير إلى حاجتها الماسة لبقاء مواطنيها.