يونكر لـ DW: لن نسكت عن الجحيم الذي يواجهه اللاجئون في ليبيا
٢٨ نوفمبر ٢٠١٧يلتقي زعماء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي وإفريقيا الخميس في أبيدجان، والموضوع الرئيسي سيكون خلال القمة في عاصمة ساحل العاج الهجرة من إفريقيا إلى أوروبا: فلآلاف يحاولون كل شهر العبور عبر البحر المتوسط إلى أوروبا. وهذا الطريق يحاول الاتحاد الأوروبي بالاشتراك مع دولة العبور ليبيا ودول المصدر الإفريقية إغلاقه. وقبل انعقاد القمة في أبيدجان أجرى ماكس هوفمان حديثا مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في بروكسيل.
السيد يونكر تقولون بأن الأفارقة والأوروبيين سواسية. والآن لدينا وضع في ليبيا يتعرض فيه الناس الذين يرغبون في الهجرة إلى أوروبا للبيع كعبيد. ألا يجب على أوروبا التحرك لفعل شيء ضد ذلك؟
لا يحق لأوروبا أن تسكت بالنظر إلى هذه المشاكل المستعصية التي تعود لقرن آخر. وإفريقيا تعرف جيدا مشكل العبودية. أنا مصدوم بسبب المعلومات التي تصلني من إفريقيا. نحن نعرف مشاكل ليبيا. ليبيا ليست دولة مثل الدول الأخرى. وليس ممكنا ولا مقبولا أن تغمض أوروبا أعينها أمام هذه الكارثة التي باتت يومية بالنسبة إلى الكثير من الأشخاص ـ أطفالا ونساء ورجالا ـ في ليبيا. كنت أود التوصل في قمة أخرى إلى أن نركز اهتمامنا على هذه المشكلة. لا يمكن لي البقاء في هدوء عند معرفة ما يحصل لهؤلاء الناس في ليبيا الذين يتطلعون إلى حياة أفضل. فهم وجدوا الجحيم في ليبيا.
هل أنت مصدوم؟ كنا نعرف بأن الوضع صعب في ليبيا، لكن أن يصل المستوى إلى عرض أشخاص في المزاد العلني كعبيد، هذا صدمك كثيرا؟
نعم كنت مصدوما جدا. قبل شهرين لم أكن أعرف أن المشكلة وصلت إلى هذا المستوى. إنها ظاهرة ملحة. ورغم أن أوروبا لها علاقات جيدة مع ليبيا، لا يحق لنا السكوت ولن نفعل ذلك.
ولكن أليس هذا نتيجة مباشرة لتشديد إجراءات المراقبة في البحر المتوسط بحيث أصبح من الصعب العبور إلى أوروبا؟
إجراءات المراقبة تحسنت، وذلك كان ضروريا. وحقيقة أن يوجد في ليبيا عدد متزايد من المهاجرين الذين لا يصلون إلى أوروبا عبر البحر المتوسط لا تشكل سببا كافيا لجرح أشخاص وقتلهم وسرقتهم، وهم يقبعون في معسكرات تشبه السجون وليست معسكرات لاجئين.
أليس من الواجب فتح طرق قانونية للهجرة للتخفيف من هذه المشكلة؟
منذ 2014، منذ الحملة الانتخابية للانتخابات الأوروبية وكذلك في خطابي أمام البرلمان الأوروبي دعوت دوما إلى هجرة قانونية. أعتقد أننا بدون طرق هجرة قانونية سنخسر. فإذا لم يتمكن الذين يصلون إلى هنا من دخول البيت الأوروبي عبر الباب، فإنهم سيحاولون الولوج من باب خلفي. وعليه نحن نحتاج إلى طرق قانونية، والمفوضية سبق وأن قدمت مقترحات. أوروبا لها حاجة ظاهرة إلى الهجرة في العقود المقبلة. وعلى هذا الأساس يجب علينا فتح طرق قانونية نحو أوروبا في وجه الذين يريدون القدوم ويقدرون على ذلك.
ولماذا لا يُنفذ ذلك؟ لماذا توجد معارضة قوية؟
نحن ألزمنا دول الاتحاد الأوروبي: وسنرى ماذا ستفعل الدول الأعضاء. فالدول الأعضاء لا تتجاوب دوما مع مقترحات المفوضية الأوروبية. والمفوضية اقترحت في 2001 نظاما لحماية الحدود الخارجية رفضته الدول للمطالبة به لاحقا. والآن توجد إذن مراقبة مشتركة للحدود الخارجية. يجب أن نترك ذلك للقوة الخيالية لأولئك الذين يحكمون في الدول الأعضاء لمعرفة كيف سنحل التحديات الكبرى لعصرنا. والهجرة تحدي كبير في وقتنا. لا يجب علينا فقط تحضير المستقبل، بل وجب علينا البارحة تحضير الحاضر.
هل الخوف من الهجرة والخوف من الشعبويين يقتل عقل(قادة) الدول الأعضاء؟
الشعبويون في حد ذاتهم يشكلون خطرا. لكن الأمر يصبح أكثر خطرا عندما تتبنى الأحزاب التقليدية مقترحاتهم المضرة. وأن تتنافس الأحزاب التقليدية مع الشعبويين، فهذا أصبح ظاهرة معروفة في بعض الدول الأعضاء. ولكن لا يجب الخوف من الشعبويين، ويجب محبة أولئك الذين يحاربونهم.
هذا ما وجب أن يحصل، لكن يحدث شيء آخر. فهل قضى الخوف على العقل البشري السليم ليسكت؟
لا، بل هناك مقترحات المفوضية الأوروبية التي تجد أيضا موافقة البرلمان. الأمر يرتبط الآن بالدول الأعضاء لسلك طريق الرشد.
دعوت إلى تضامن أكثر مع إفريقيا. هل هذا التضامن يتجاوز المال؟
إنه تضامن يطال جميع مجالات الحياة الدولية. إفريقيا يجب أن تدرك أن أوروبا لا تتطلع إلى الابتعاد عن تطلعات إفريقيا العامة. إفريقيا ليست مجرد قارة ستظهر فقط غدا في كتب تاريخنا. إفريقيا كانت دوما جزءا من تاريخنا حتى ولو أن بعض الأوروبيين لا يريدون الاعتراف بهذا الشيء.
+ جان كلود يونكر (62 عاما) منذ 2014 رئيس المفوضية الأوروبية في بروكسيل. قبلها كان المسيحي الديمقراطي من لوكسمبورغ من 1995 إلى 2013 رئيس وزراء بلاده. كما أنه كان حتى عام 2013 رئيس مجموعة اليورو.
أجرى المقابلة ماكس هوفمان