يوسين بولت ـ كالعنقاء من الرماد وعينه على ثلاثية خامسة
٢٠ أغسطس ٢٠١٥"أنا في حالة جيدة، أنا مستعد!". بهذه العبارة خرج العداء الجامايكي يوسين بولت إلى الصحفيين لدى وصوله إلى العاصمة الصينية بكين، قبل يومين من أول سباق له في مسافة 100 متر، ضمن منافسات بطولة العالم في الصين والتي ستنطلق في 22 آب/ أغسطس الجاري. وتأتي هذه التصريحات بعد أن ساد الاعتقاد بأن النجم العالمي لن يشارك في بطولة بكين، بعد أن طارده نحس الإصابة لأشهر، ما جعله يقلص مشاركاته الدولية إلى ستة سباقات فقط هذا العام.
وبعد علاج مكثف برعاية طبيب فريق بايرن ميونيخ لكرة القدم السابق، الألماني مولر فولفارت في ميونيخ، تمكن بولت في اللحظات الأخيرة من اللحاق بقطار بطولة بكين بعد أن شارك في سباق 100 متر بالعاصمة البريطانية لندن مسجلا زمنا قدره 9,87 ثانية. الآن، في بكين أصبحت عين بولت على ذهبيتي 100 و200 متر، إضافة إلى ذهبية سباق التتابع المائة متر تتابع.
وإذا كان له ذلك، فسيحصل بولت على الثلاثية الخامسة له، وكانت الأخيرة في النسخة السابقة من بطولة العالم في موسكو 2013. لكن من يعرف بولت، يدرك أن الميداليات ليست وحدها هدف اللاعب الجامايكي في المونديال. فهو يتطلع دائما لتحطيم أرقام قياسية جديدة، مع العلم أن الأرقام المسجلة مستقرة عند 9,58 ثانية في سباق 100 متر، و19,19 ثانية في سباق 200 متر.
منافسة شرسة
بيد أن بولت سيواجه منافسة شرسة من قبل الثلاثي القاتل، المتمثل في العداء الأمريكي جاستين غالتين، ومواطنه تيسون غاي، إضافة إلى الجمايكي أسافا باول. وسجل غاتلين العام الجاري أسرع وقت على الإطلاق في سباق 100 متر بمعدل 9,74 ثانية. كذلك الأمر بالنسبة لسباق 200 متر، بمعدل 19,57 ثانية. وتجدر الإشارة إلى أن بولت وغاتلين دخلا في منافسة مباشرة سبع مرات، آخرها قبل عامين. وفي ست مرات حسم بولت السباق لصالحه.
وتقام بطولة بكين في وقت يواجه فيه الاتحاد الدولي لألعاب القوى موجة من الفضائح بسبب المنشطات. فيما يعد سباق 100 متر الأكثر جدلا، لكونه سيشهد مشاركة غاتلين وغاي، إضافة إلى الجمايكي أسافا باول، وجميعهم تعاطوا المنشطات وتعرضوا للإيقاف.
وتمّ توقيف الأمريكي غاتلين لأربع سنوات من عام 2006 إلى عام 2010. وكاد يواجه الإيقاف مدى الحياة، نظرا لأنها ليست المرة الأولى التي يتم الكشف عن تناوله المنشطات، لكن وبفضل تعاونه مع السلطات كشاهد إثبات تم الاكتفاء بالعقوبة المذكورة.
بولت "منقد" ألعاب القوى؟
دوره استفاد تيسون غاي من حكم مخفف لم يزد على عام واحد فقط، رغم تناوله هرمون النمو ستيرويد. ويعود غاي للمنافسات مؤكدا أمام الصحفيين: "أنا لست مخادعا، لكنني وضعت ثقتي في شخص، فدفعت الثمن غاليا". كذلك الأمر بالنسبة للجمايكي أسافا باول الذي أثبتت الفحوصات تناوله المنشطات أيضا، وتعرض لعقوبة الإيقاف لمدة 18 أشهر، لكن وبعد تقديمه الطعن أمام المحكمة الرياضية الدولية، تمّ تقليص العقوبة إلى ستة أشهر فقط.
ولم يسلم يوسين بولت بدوره من شائعات حول تعاطيه المنشطات، لكن الفحوصات الطبية لم تثبت ولو مرة واحدة مواد مريبة في جسمه. وأعرب العداء الخارق عن امتعاض شديد من الموضوع، معلنا من بكين "أن لا حديث في الأسابيع الأخيرة سوى عن المنشطات، والمنشطات والمنشطات".
ويعتبر بولت أن التطورات الأخيرة في عالم ألعاب القوى "محزنة"، رافضا تقمص دور العداء "النظيف" و"المنقذ" لهذه الرياضة. ويضيف بولت "هناك من يقول إنه عليّ الفوز من أجل الرياضة، لكن هناك العديد من العدائين الذين لا يتعاطون من المنشطات، ويمكنهم القيام بهذا الدور".