يورو 2024: هل ستتمكن ألمانيا من تجاوز دور الـ16 هذه المرة؟
٢٦ يونيو ٢٠٢٤عندما يلعب فريق المدرب الوطني يوليان ناغيلسمان في دور الـ16 من كأس الأمم الأوروبية في ألمانيا يوم السبت (29 يونيو/حزيران) في دورتموند، ستكون قد مضت ثلاثة أعوام بالضبط على الوداع المرير للمدرب السابق يواخيم لوف.
حيث قال مدرب المنتخب لوف، في 28 يونيو/حزيران 2021، وهو محبط: "أتحمل مسؤولية هذا الإقصاء". وقتها كان منتخب ألمانيا قد خسر للتو في دور الـ16 من بطولة أمم أوروبا أمام إنجلترا بهدفين مقابل لا شيء على استاد ويمبلي، وتم إقصاؤه من المنافسة.
لقد كانت مباراة لوف الأخيرة. وكان المدرب، الذي قاد المنتخب لحمل كأس العالم 2014، قد أعلن بالفعل استقالته قبل البطولة، معلنا أن آخر مباراة في اليورو ستكون أيضا مباراته الأخيرة مع المنتخب الألماني.
وربما كان العزاء الوحيد للوف وللمنتخب الألماني هو أن الإنجليز لعبوا بشكل جيد في تلك البطولة الأوروبية، ولم يسلموا اللقب للإيطاليين إلا بعد اللجوء لركلات الترجيح في المباراة النهائية.
غياب عن دور الـ16 في كأس العالم مرتين على التوالي
تعود آخر مرة تجاوز فيها المنتخب الألماني دور الـ16 في بطولة كبرى إلى ثماني سنوات خلت: ففي بطولة أوروبا 2016 في فرنسا، فازت ألمانيا بثقة على سلوفاكيا 3-0.
ولكن المنتخب خيب الآمال في بطولتي كأس العالم 2018 في روسيا، و2022 في قطر، حيث لم يصل الألمان حتى إلى الدور الثاني، وفشلوا بشكل محرج في دور المجموعات.
هذه الأزمة المستمرة منذ 2016 للمنتخب الألماني لكرة القدم ومعاناته في دور الـ16 من بطولات العالم وأمم أوروبا، ليست الوحيدة. ففي كثير من الأحيان كان هذا الدور حجر عثرة أمام المنتخب ولم يتمكن من تجاوزه إلا بشق الأنفس. فقبل الظفر بكأس العالم 2014 في البرازيل، فازت ألمانيا على الجزائر 2-1 في دور الـ16، بعد اللجوء للعب الأشواط الإضافية.
ثلاث جولات واثقة في دور الـ16
لم يضطر الفريق الألماني لكرة القدم إلى الاهتزاز في بطولة أوروبا 2012، حيث فاز 4-2 على اليونان في دور الـ16. وكانت البطولة التي أقيمت في بولندا وأوكرانيا هي أول بطولة أوروبية على الإطلاق يقام فيها دور الـ16. والسبب هو: لأول مرة، تنظم البطولة بمشاركة 24 منتخبا، بدلا من 16 فريقا في السابق. ولذا كانت جولة الدور ثمن النهائي تقتصر على بطولة العالم فقط.
في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا تجاوز المنتخب الألماني نظيره الإنجليزي بنتيجة وأداء كبيرين (4-1)، وفي كأس العالم 2006 في ألمانيا فوز على السويد بنتيجة (2-0)، وأظهرت ألمانيا أداء قويا، وتقدمت بأمان إلى الدور التالي.
بفارق هدف واحد فقط
في النسخ الخمس السابقة لكأس العالم، تأهل منتخب ألمانيا إلى الدور ربع النهائي بانتصارات بفارق هدف واحد فقط. ففي كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، كافحت ألمانيا للفوز 1-0 على باراغواي، وفي كأس العالم 1998 في فرنسا، تمكنت من الفوز 2-1 على المكسيك. وكذلك في نهائيات 1994 في الولايات المتحدة، عندما فاز منتخب ألمانيا على بلجيكا 3-2 في دور الـ16.
وقبل الفوز بكأس العالم 1990 في إيطاليا، أطاحت ألمانيا بمنافستها اللدودة هولندا بالفوز عليها 2-1 في دور الـ16. حينها تسبب الهولندي فرانك ريكارد في فضيحة، عندما بصق على الهداف الألماني آنذاك، والمدير الرياضي الحالي في الاتحاد الألماني لكرة القدم، رودي فولر. وكلاهما تلقى البطاقة الحمراء.
وفي كأس العالم 1986، وعلى الرغم من الأداء الضعيف، تمكن المنتخب الألماني من الفوز 1-0 على المغرب، بفضل هدف من ركلة حرة سجله لوتار ماتيوس في آخر مراحل المباراة.
وقبل ذلك لم تقم جولة دور الـ16، إلا في مونديالي 1934 و1938. وذلك نظرا لاختلاف نظام مسابقة كأس العالم ولقلة عدد المشاركين.
وفي بطولة عام 1938 في فرنسا، خسرت ألمانيا النازية أمام سويسرا بنتيجة 4-2 في مباراة الإعادة. وقبل ذلك بأربع سنوات في إيطاليا، وفي ثاني نهائيات كأس العالم على الإطلاق، فاز المنتخب الألماني على بلجيكا 5-2.
لوف: "التركيز الآن على رفع المستوى"
يعتقد المدرب الوطني السابق يواخيم لوف أن المنتخب الألماني قادر على تحقيق "قصة صيفية أسطورية" أخرى في أمم أوروبا على أرضه، بعد ثلاث سنوات من الفشل في بطولة أوروبا في لندن. ويقول لوف، مستذكرا بطولة كأس العالم التي أقيمت في ألمانيا قبل 18 عاما: "لقد رأيت الطاقة المذهلة التي كانت تتمتع بها البلاد في عام 2006 وما فعلته بالفريق".
ولكن يجب التذكير أن المنافسة الحقيقية في البطولة تبدأ بالفعل مع دور الـ16، حيث قال لوف لصحيفة "فيلت": "الماضي يظهر أن بعض الفرق التي كانت بطيئة بعض الشيء في دور المجموعات تتحسن مع تقدم البطولة. هذا هو المهم ما في الأمر".
ولقد أظهر المنتخب الألماني بالفعل إمكاناته في اللعب في انتصاريه ضد اسكتلندا والمجر. ومع هدف التعادل الذي سجله نيكلاس فولكروغ في الوقت المحتسب بدل الضائع في مباراة المجموعة الأخيرة ضد سويسرا، أثبت الفريق أن المعنويات عالية أيضا. والآن يمكن لدور الـ16 أن يأتي.
أعده للعربية: ف.ي