يواخيم لوف وفرحة الفوز التي لم تكتمل!
٤ يوليو ٢٠١٦تحقق ما كان يُخشى منه، لاعب خط الوسط الدولي سامي خضيرة المصاب في منطقة الفخذ، سيغيب عن مباراة نصف النهائي بين ألمانيا وفرنسا في بطولة الأمم الأوروبية المقامة في فرنسا إلى غاية العاشر من الشهر الجاري. ذلك ما أكده بأسف شديد المدرب يواخيم لوف في المؤتمر الصحفي الذي جاء بعد يومين من الموقعة التاريخية بين فريقه والمنتخب الإيطالي والتي انتهت بفوز الألمان في ضربات الترجيح (5-6).
وكما بات معلوماً لن يكون خضيرة الغائب الوحيد في المباراة القادمة للمانشافت، فإلى جانبه هناك المدافع ماتس هوملز الموقوف (بطاقتين صفراء)، ثم المهاجم ماريو غوميز الذي انتهى مشواره في يورو 2016 بسبب الإصابة في المباراة ذاتها.
فقط لاعبون جاهزون 100 بالمائة
وكأن هذا ليس بالكافي، لينضم قائد المانشافت باستيان شفاينشتايغر والذي دخل بديلا عن خضيرة في الدقيقة 15 في مباراة السبت الماضي إلى مسلسل الإصابات. ورغم أن لوف لم يؤكد رسميا الغياب المحتمل لقائد المانشافت، إلا أنه ألمح بقوة إلى ذلك بالقول إنه "لن يشرك في مباراتي نصف النهائي والنهائي إلا لاعبين جاهزين 100 بالمائة"، مشددا أن "الخطأ الذي ارتكبناه قبل سنوات عديدة، لن أكرره مرة ثانية". والحل؟ يقول لوف "هناك آخرون، وهؤلاء سيلعبون".
ولم يرغب لوف بالكشف عن الخطأ التي تحدث عنه معتبرا أنه أصبح في "غياهب النسيان". لكن من المحتمل جدا أن يكون قد ألمح إلى نهائي البطولة الأوروبية لعام 2008 حين اعتمد على قائد الفريق المصاب آنذاك ميشائيل بالاك، لتنتهي المباراة بفوز إسبانيا على ألمانيا بهدف نظيف. وموازاة لتصريحات لوف، أطلت صحيفة كيكر استنادا على مصادر مقربة من الجهاز الفني للمانشافت، لتعلن على موقعها اليوم الاثنين أن شفاينشتايغر لن يلعب.
المرشحون كبدائل
وأمام هذه التطورات يبدو لوف وكأن الفرحة بإزاحة الطليان في الطريق إلى نيل اللقب الأوروبي قد سُرقت منه، وأصبح الآن تحت ضغط قوي للبحث عن بدائل يمكنهم تعويض النقص الكبير الذي سيتركه غياب الأعمدة.
وما أن تأكد ذلك حتى انطلقت بورصة التوقعات بين المحللين الرياضيين الذين طرحوا اسم شودران مصطافي وإمري جان إلى جانب يوليان فايغل ولروي ساني كأقوى المرشحين لخوض غمار الموقعة الفرنسية الألمانية.
وإذا كان لوف قد اعتمد على ثلاثية الدفاع في المباراة مع إيطاليا كضرورة فرضتها طبيعة هجوم الآزوري المتربص، فمن الوارد جدا بل وقد يكون أكيدا أن لوف سيعود أمام "الديوك" إلى قاعدة رباعي الدفاع بالاعتماد على الأرجح على إشراك هوفيديس إلى جانب بواتينغ أو الجدار الفولاذي في قلب الدفاع، على أن يلعب هيكتور صاحب هدف الفوز أمام الطليان، كظهير أيسر وكيميش كظهير أيمن، تماما كما حدث في أولى مباريات دور المجموعات أمام أوكرانيا.
أما في وسط الدفاع فقد تميل كفة لوف لصالح إيمري جان للعب إلى جانب العقل المدبر توني كروس، أي في ذات المركز الذي يلعب فيه عادة مع فريقه الإنجليزي ليفربول.
إيمري جان أو يوليان فايغل؟
ورغم أن لوف وكعادته لم يرغب في الكشف عن ميوله أثناء المؤتمر الصحفي، إلا أنه أغدق عبارات المديح على جان مؤكدا أنه "خلال التمرينات أقنع بشكل كبير، هو قوي البنية، ومن الناحية الفنية قوي جدا. وقد يكون له تأثير إيجابي على لعبنا".
وإلى غاية اللحظة اعتمد لوف على جان في مركز الظهير الأيمن، وقد تتاح له الفرصة الآن في شغل المركز المفضل له بديلا لشفاينشتايغر، لتكون أول مشاركة له في هذه البطولة.
ورغم أن لوف عرّج على احتمال ثاني يتمثل في لاعب دورتموند يوليان فايغل الذي وحسب المدرب "يحل الأمور بطريقة مختلفة، والذي يتصرف في الملعب بطريقة مميزة وينفرد بثبات قوي في السيطرة على الكرة"، إلا أنه سرعان ما عاد إلى الحديث عن إمري جان وعن مميزاته، ما قد يوحي أن القرار اتخذ سلفا داخل الإدارة الفنية في صفوف المانشافت.
أما غياب غوميز والذي تحسر عليه كثيرا أثناء المؤتمر الصحفي، فقد يفضي إلى إدخال يوليان دراكسلر في مركز الجناح الأيسر، على أن يتحول غوتسه إلى جهة الوسط إلى جانب كل من توماس مولر وأوزيل. غير أن مولر يبقى الماكينة سيئة الحظ التي لم تصحُ بعد كذلك غوتسه لم يقدم إلى غاية اللحظة أداء مقنعا يليق بمستوى البطولة الأوروبية.
ولا شك أنه وإلى غاية ساعات قليلة من انطلاق مباراة نصف النهائي يوم الخميس القادم (السابع من يوليو/ تموز 2016) ستبقى التشكيلة المحتملة للمنتخب الألماني موضوع مضاربات سيكون فيها هؤلاء المرشحون في صلب اهتمام الإعلام الألماني وعدسات الكاميرات التي ستراقب تدريبات المنتخب الألماني في معسكره بإفيان بنبرة مختلفة.