رفض الاستقالة بسبب خرقه لها.. جونسون يرفع معظم قيود كورونا
١٩ يناير ٢٠٢٢أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء (19 يناير/ كانون الثاني 2022) رفع الجزء الأكبر من القيود المفروضة لمكافحة المتحورة أوميكرون من فيروس كورونا في إنكلترا والنية في وقف حجر المصابين في آذار/مارس.
واعتبارا من 27 يناير/ كانون الثاني، لن يكون وضع الكمامة إلزاميا بموجب القانون ولن يوصى رسميا بالعمل عن بعد ولن يشترط تقديم شهادة صحية لدخول المراقص وبعض التجمعات الكبرى، على ما أوضح رئيس الوزراء المحافظ.
وأضاف جونسون "في حين أصبح كوفيد متوطنا علينا استبدال القيود الملزمة قانونا بتوصيات". وقال إنه لا ينوي تمديد التدابير التي تفرض الحجر على المصابين بكوفيد-19 عند انتهاء مدتها في 24 آذار/مارس. وقد يتم حتى تقريب موعد رفع هذه التدابير. وبرر ذلك بقوله "لا نجبر الأفراد قانونا على حجر أنفسهم عند إصابتهم بالانفلونزا".
وتوفي أكثر من 152 ألف شخص في المملكة المتحدة جراء كوفيد-19. وتظهر البيانات الأخيرة تراجعا بنسبة 40 % تقريبا في عدد الإصابات الأسبوعية الجديدة في حين استقر عدد المرضى الذين يدخلون المستشفيات.
ويتراجع أيضا عدد المصابين في أقسام العناية المركزة، الذي بقي منخفضا خلال موجة أوميكرون.
جونسون في موقف حرج لكنه رفض الاستقالة
وأتى تخفيف الإجراءات التي يعتبر جزء من الغالبية المحافظة أنها تقضي على الحريات، في وقت أبكر من المتوقع، إذ كان من المقرر مراجعة تدابير مكافحة الجائحة في 26 كانون الثاني/يناير، وعلى وقع أزمة غير مسبوقة يواجهها بوريس جونسون الذي يتخبط في فضيحة حفلات نظمت في مقر رئاسة الحكومة خلال فترات الإغلاق.
ورفض جونسون اليوم الأربعاء دعوات من المعارضة وبعض نواب حزبه إلى الاستقالة، بينما يصارع لإنقاذ منصبه وسط تزايد التمرد داخل الحزب بسبب سلسلة من الحفلات التي أقيمت في مقر إقامته في داوننغ ستريت أثناء فرض الإغلاق العام.
وبعد أن ضعف موقعه أكثر وأكثر واجه سلسلة جديدة من الدعوات للاستقالة من المعارضة وأيضا من النائب في أغلبيته دايفس دايفس. وقال الأخير "بحق الله ارحل!" وأصبح سابع نائب محافظ يطلب علنا رحيله.
ويكافح جونسون، الذي حقق في 2019 أكبر أغلبية في حزبه منذ 30 عاما، حاليا للحفاظ على سلطته بعد الكشف عن تلك الحفلات.
واعتذر رئيس الوزراء مرارا عن إقامة تلك الحفلات وقال إنه لم يكن يعلم بالكثير منها. لكنه حضر ما قال إنه كان يعتقد أنه لقاء عمل في 20 من مايو أيار/ 2020. وقال جونسون أمس الثلاثاء إن أحدا لم يبلغه بأن الحفل يتعارض مع قواعد مكافحة كوفيد. وردا على سؤال في البرلمان من نائبة معارضة عما إذا كان الوقت قد حان لاستقالته، قال جونسون "لا". يذكر أن جونسون كان قد أصيب بكوفيد 19 في مارس من عام 2020.
وبعد تقديم اعتذارات متكررة والتعبير عن ندمه على شاشات التلفزيون في الأيام الأخيرة، دافع زعيم حزب المحافظين بشراسة عن نفسه أمام نواب البرلمان وعن سياساته وهاجم المعارضة، وأعلن نهاية وشيكة لمعظم القيود لمكافحة كوفيد-19.
ومن شأن الإطاحة بجونسون أن تترك بريطانيا في حالة عدم يقين لشهور، في وقت يتعامل فيه الغرب مع أزمة أوكرانيا، وبينما يكافح خامس أكبر اقتصاد في العالم موجة تضخم نجمت عن جائحة كوفيد، حيث قفز معدل التضخم في بريطانيا لأعلى مستوى في نحو 30 عاما.
ويتعين لبدء أي تحد لزعامة جونسون أن يكتب 54 من نواب حزب المحافظين البالغ عددهم 360 خطابات بسحب الثقة إلى رئيس لجنة 1922 بالحزب.
وذكرت صحيفة تليغراف أن نحو 20 نائبا محافظا ممن فازوا بمقاعد في الانتخابات العامة الماضية في 2019 يعتزمون تقديم خطابات بسحب الثقة من جونسون. وقال عدد قليل آخر بالفعل إنهم كتبوا مثل تلك الخطابات.
وقوضت حفلات داوننغ ستريت أثناء فرض الإغلاق العام سلطة جونسون. ونُظم بعض تلك الحفلات في وقت لم يسمح فيه لمواطنين بإلقاء نظرة الوداع على أقارب يحتضرون.
ونفى رئيس الوزراء أمس اتهام مستشاره السابق له بأنه كذب على البرلمان بشأن حفل أقيم أثناء الإغلاق، قائلا إن أحدا لم يحذره من أن التجمع يخالف التدابير المفروضة للحد من انتشار كوفيد.
وقال كيث ستارمر زعيم حزب العمال المعارض أمام البرلمان "في كل أسبوع، يقدم رئيس الوزراء دفاعات سخيفة وغير معقولة بوضوح بشأن حفلات داوننج ستريت، وفي كل أسبوع يتكشف الأمر أكثر".
وتراجع بشدة التأييد لجونسون وحزب المحافظين بعد الكشف عن الحفلات أثناء الإغلاق فضلا عن زلات أخرى.
ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)